مقالات وآراء

ثورة على حكومة الثّورة!

 

} شوقي عواضة

لوّحت الإدارة الأميركية بتنفيذ قانون ماغنيتسكي في حقّ بعض المسؤولين اللّبنانيين الفاسدين، وقد جاء ذلك على لسان مساعد وزير الخارجيّة الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر الذي أعلن أنّ واشنطن تحضّر لمجموعة من العقوبات وفقاً لقانون ماغنيتسكي في لبنان، وأنّ الإدارة الأميركية تنظر في مجموعة من الأسماء. وفي تصريح آخر شدّد شينكر على «ضرورة قيام لبنان بعملية إصلاحات ليتسنّى له للحصول على دعمٍ ماليّ دولي، مشيداً بتعاون حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مع الإدارة الأميركيّة، لا سيما على مستوى التعاون الكبير في إغلاق حسابات حزب الله. تزامن ذلك مع تصريح مارشال بيلينغسلي مساعد وزير الخزانة الأميركيّة لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب، الذي أعلن أنّ الولايات المتحدة ستستهدف أيّة مؤسّسة مالية تنقل أموالاً لحزب الله

تلك هي الخطّة الإصلاحيّة الأميركية التي كانت متوقّعة منذ أكثر من عام حيث تجهد الولايات المتحدة وخلفها الكيان الصّهيوني على استهداف المقاومة على كافّة المستويات التي لن يكون آخرها الاستهداف والحصار الاقتصادي الذي يحمل أهدافاً عديدةً منها تقليب بيئة المقاومة ودعوتها للتمرّد وصولاً إلى محاولة إلغاء مشروع المقاومة في لبنان، وهو كلام أعلنه الأمين العام لحزب الله السّيد حسن نصر الله في 11 تشرين الثاني من العام الماضي في يوم الشهيد، حيث قال إنّ اتهام الولايات المتحدة لإيران بنفوذ لها في لبنان إنّما يقصدون بهذا النّفوذ المقاومة التي يعمل الأميركيون جهدهم ليتخلّص لبنان من مقاومته، مشيراً إلى أنّ أميركا تتحمّل مسؤولية تعطيل وعرقلة أيّ حلٍّ اقتصادي في لبنانَ لأنّها لا تريد حلّاً، مشيراً إلى أنّه مهما اتخذتِ الإدارة الأميركية من عقوباتٍ في حقّ حزب الله فإنّ المقاومة لن تتأثر بل ستزداد صلابةً وثباتاً، وهذا ما نراه اليوم حيث لم تنل تلك العقوبات من المقاومة بل بقيت عاجزةً عن الحدّ من نشاطاتها وهو فشلٌ ذريع لا تزال تحصده الولايات المتحدة الأميركيّة على مدى سنوات حصارها لإيران وفرضها الحصار على سورية واليمن الذي لم يحقق هدفه ولم يستطع على الأقلّ من جعل القواعد الأميركيّة وقوّاتها في المنطقة والكيان الصّهيوني أكثر أمناً، بل على العكس تماماً فالحصار أعطى زخماً وقوّة لمحور المقاومة وفي مقدّمتها إيران التي لم تدع إدارة ترامب فرصة لمحاولة إضعافها إلّا وتبنتها حتى عبر جائحة الكورونا التي استغلّتها لتزيد الحصار عليها، فكان الردّ الإيراني بإطلاق الحرس الثوري الإيراني القمر الصّناعي «نور 1.

أمّا في لبنان الغارق في الأزمات الاقتصادية التي كانت وليدة تراكمات الحكومات الحريريّة المدعومة أميركياً وفساد أدواتها وأزلامها الذين تمنّى البعض منهم أن يكون (زبالاً في نيويورك) والذين راكموا ثرواتهم على دماء اللبنانيين وما اعتادوا إلّا الارتزاق والتبعية اليوم استفاقوا على صرخة الشارع التي يريدون سرقتها وتجييرها لهم أصواتاً في صناديق الاقتراع أولئك الذين يدّعون الوطنيّة وهم أوّل من باعوا الوطن بأبخس الأثمان من خلال تآمرهم على سورية ولبنان تاريخياً لم يتعلّم أؤلئك ولم يأخذوا العبر من التاريخ القريب الذي تخلّت فيه أميركا عن أعتى حلفائها في المنطقة من شاه إيران وحسني مبارك بل لا زالوا يعيشون وهم سقوط المقاومة ويراهنون على إسقاط حكومة الرئيس حسان دياب ويحمّلونها مسؤوليّة تردّي الأوضاع بينما هم في الواقع استشعروا الخطر الآتي لمحاسبتهم على فسادهم ولن تحميهم من المحاكمة سفاراتٌ ولا ولايات أمام إصرار حكومة الرئيس دياب على المضيّ في ثورة الإصلاح والقضاء على الفساد التي يواجهونها باستغلال وجع الفقراء وتضليل الناس من أجل عودة الحريري والإصرار على تكريس فسادهم الذي حوّلوه إلى معركة تربّصوا فيها خلف أديانهم وطوائفهم، بالرّغم من أنّ الفاسد كالخائن لا دين له

لبنان أمام فرصةٍ تاريخيّة حقيقيةٍ بدأت معالمها بإصرار الرئيس حسان دياب استكمال مسيرة الحكومة رغم الألغام الكثيرة التي سينزعها بعزمه وثباته وإصراره ومصداقيته التي ستنقل لبنان إلى مرحلةٍ جديدةٍ وستنصر حكومة الثّورة على الفساد وأربابه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى