الوطن

ترامب يصرّ على اتهام الصين لتغطية تقصيره

} عمر عبد القادر غندور*

عندما كان ترامب يوزع الاتهامات بعد ان داهم الوباء بلاده بقسوة، فتارة يقول انّ الوباء صيني، وتارة يشيد بالتعاون مع الصينيين في مجال مكافحة الوباء، وأخرى يصف الوباء بالكارثة، الى ان استقرّ خطابه في الأيام الأخيرة على اتهام صريح للصين ببث الفيروس في بلاده، ويطالب بإرسال محققين الى الصين للتحقيق في انتشار وباء كورونا المستجدّ، في الوقت الذي تتصاعد فيه الشكوك فعلاً حول منشأ الفيروس وكيف بدأ انتشاره، وكشف الرئيس الأميركي انه تحدث مع الصينيين وطلب اليهم الدخول الى بلاده للتحقيق، ولم يلق جواباً.

وفي جديد الاتهامات الأميركية نشأ تباين بين وكالة الاستخبارات الأميركية والرئيس ترامب، اذ تؤكد الاستخبارات انّ الوباء ليس مركباً، بينما يصرّ ترامب على اتهامه للصين لأنه يريد تغطية استخفافه بالوباء قبل ان يداهم الفيروس المستجدّ ويحصد الآلاف من الأميركيين ولا يزال.

وكانت الصين اتهمت أميركا رسمياً في آذار الماضي باختراع فيروس الوباء ونشره في مدينة ووهان، واعتبار ذلك جريمة في حق الإنسانية. وبدلاً من تلقي الجواب اتهمت الولايات المتحدة من جانبها الصين ببث الوباء في الوقت الذي يواصل فيه الوباء الانتشار في جميع أنحاء العالم.

والسؤال: هل يمكن ان يكون هذا الوباء من صنع البشر؟ وتجيب صحيفة «ناشيونال تايمز» ان بيدفورد في مركز هاتشيسيون لرعاية السرطان بأنه لا يوجد دليل على انّ فيروس cofid 19 تمّت هندسته وراثياً ولدينا ادلة على انّ الطفرات في الفيروس تتوقف مع التطور الطبيعي والأكثر ترجيحاً لانتشار هذا المرض تتمثل في نقل الخفافيش الحاملة لهذا الفيروس العدوى الى حيوان ثديي غير معروف، وعن طريق هذا الحيوان المجهول وصل الفيروس الى شخص في ووهان في نهاية شهر تشرين الثاني 2019، ونشر علماء أوبئة يابانيون تحليلاً لعشرات من عينات العدوى بالفيروس التاجي الجديد ووجدوا انه ينتشر بشكل أسرع من فترة حضانة المرض، ايّ في الوقت الفاصل بين الإصابة وبداية ظهور الأعراض الأولى للمرض مما يفضي الى انّ الفيروس ينتقل حتى قبل نهاية فترة حضانة المرض، وهو ينتقل من شخص لاخر حتى قبل ظهور الاعراض الأولى.

وبالعودة الى سياق الاتهامات المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين، والقول ان الجيش الاميركي هو الذي بث الوباء في ووهان، يبقى هذا الاتهام عبثيا ولا يستند الى دليل علمي.

ولا نهمل شطحات الرئيس الاميركي لايجاد سبب يحد من الانتقادات التي تواجهها الادارة الاميركية لاخفاقها في التعامل مع الوباء القاتل ما جعل البلاد مكشوفة وعاجزة على صعيد المعدات والتجهيزات والادوية ما جعلها تتصدر قائمة الاصابات في العالم، وهي ما جعل جو بايدن المنافس الديمقراطي لترامب يقول: ان الحقيقة غير المريحة هي ان هذا الرئيس ترك اميركا مكشوفة وعرّضها لهذا الوباء بعد ان تجاهل تحذيرات خبراء الصحة ووكالات المخابرات الأميركية ووثق في قادة الصين بدلاً من ذلك.

وهذه الملاحظة الأخيرة في كلام بايدن فيها شيء من الاتهام للصين التي لم تكن شفافة حسب تلميحه.

وتتحدث الأوساط المتابعة عن مختبر في ووهان وجود باب ثلاجة انتزع منها الخاتم مكسوراً وتضمّ 1500 سلالة مختلفة من الفيروسات من بينها فيروس كورونا الموجود في الخفافيش. وعن الإصابة صفر بهذا الفيروس يعود لعاملة في المختبر أصيبت بالفيروس ونقلته الى صديقها ثم الى المحيط في ووهان.

وفي الوقت الذي تتهم فيه الصين الولايات المتحدة العاجزة عن تقديم دليل علمي موثوق لاتهامها، تجد الولايات المتحدة انّ الوقت مناسب لإجراء تحقيق دولي لن يكون سهلاً ومتيسّراً.

وقد يكون الوباء من لدن من بيده ملكوت كلّ شيء وهو القائل سبحانه: « قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرحمان بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ 42 أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُم مِّن دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنفُسِهِمْ وَلَا هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ 43 بَلْ مَتَّعْنَا هَـؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُر أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا  أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ 44الانبياء

*رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى