ثقافة وفنون

مقبرة

 

} جهاد الحنفيّ

يقولُ أبي بحكمتِه العميقهْ

بلادُ الشرقِ مقبرةٌ عتيقهْ

لدفنِ الوردِ والموتى ودفنِ

الأغاني والعصافيرِ الطليقهْ

كذلك يُدفنُ الأحياءُ فيها

فهم أخطاءِ تاريخِ الخليقهْ

وأسألُه: وهل ماتوا بحربٍ

يقولُ أبي وبسمتُه حريقهْ

أقولُ كما يقولُ مدجِّنُونا

لقدماتوا بنيرانٍ صديقهْ

على عطشِ الدهورِ ينامُ شرقي

فمن سَيبُلُّ بالأحلامِ رِيقَهْ

ومَن يحمي حضارةَ أوَّليهِ

إذا سمحوا لأعمىً أن يسوقَهْ

ومَن يُهدي جياعَ الروحِ عطراً

إذا حرقوا البراعمَ في الحديقهْ

ومَن يبني من الأزهارِ صبحاً

إذا الغربانُ قد حجبتْ شروقَهْ

ومَن يَهَب الخطى درباً جديداً

وكلُّ الشَّرقِ هاويةٌ سحيقهْ

يقول أبي حملْنا الليلَ حتَّى

غدتْ أقدارُنا فيه غريقهْ

تعجَّبَ صمتُنا المجروحُ منَّا

تعجَّبَ كيف يمكنُ أن نُطيقَه

تعجَّبَ كيف يقنعُنا زعيمٌ

بأنَّ الشَّمسَ عاهرةٌ صفيقهْ

وأن الخبزَ لعنةُ كلِّ مَن لا

يرى أن الحرامَ بأن نذوقَهْ

وأن اللهَ يكرهُنا لأنَّا

نجادلُ في التفاصيلِ الدقيقهْ

وكيف له يُلَمْلِمُنا قطيعاً

لنسمعَ خطبةًأعني نهيقهْ

وكيف لحبلِ مشنقةٍ غليظٍ

نراه كربطةِ العُنُقِ الأنيقَهْ

يقولُ أبي الحقيقةَ في بلادٍ

تموتُ بها كقائلِها الحقيقهْ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى