أولى

هل فعلاً يريد المستقبل دعوة هيئة الحوار؟

التعليق السياسي

 

 

صرّح نائب تيار المستقبل محمد الحجار بأن الحلّ للأزمة الاقتصادية يبدأ بتوافق سياسي عبر الهيئة الوطنية للحوار في بعبدا لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية، مضيفاً ما يرغبه تيار المستقبل من نتائج لهذا الحوار، وهذا حقه، لكن ليس من حقه طبعاً اشتراط الحوار بنيّة حكمية وإلا سقط مبرره كحوار وطني.

أكثر من الاستجابة للدعوة والموضوع لا يحقّ لتيار المستقبل أن ينتظر من الغير. فالطبيعي أن أحداً لن يعطيه الضمان المسبق بحصيلة الحوار، كدعوته لوضع سلاح المقاومة تحت إمرة الجيش اللبناني. وهذا طرح المستقبل المعلوم، لكن الحوار هو الذي يقرّر.

السؤال هو هل فعلاً نضج تيار المستقبل لقبول فكرة الحوار الوطني في بعبدا التي رفضها عندما وجه الدعوة رئيس الجمهورية لمناقشة الخطة الاقتصادية للحكومة وأراد مخرجاً يبرر عبره القبول، باعتبار أنه رفض المشاركة في حوار حول خطة أقرّت، وأن مناقشتها من النواب تتم في مجلس النواب، بينما أمر استراتيجية الدفاع مختلف؟

مخرج لن يتردّد حزب الله ورئيس الجمهورية بمنحه لتيار المستقبل إذا كانت المتغيرات المتمثلة بالانفتاح الدولي على الحكومة، وبالانهماك الغربي الأميركي والأوروبي بكورونا، وبالانكفاء الخليجي نحو الداخل مع تراجع الموارد وضعف المقدرات بفعل الهبوط المريع في سعر النفط، وإذا كان ما يجري على ساحة العائلة الحريرية جعله يدرك معنى ذهاب البلد إلى التشظي والفوضى والحاجة للحوار والتهدئة السياسية.

يعلم تيار المستقبل ما سبق وقاله رئيسه مراراً عن سلاح المقاومة، بأنه قضية إقليمية أكبر من قدرة لبنان وليس حكومته فقط، لكن عنوان الاستراتيجية الدفاعية قد يكون مناسباً للحوار وتبرير التهدئة.

هل كلام الحجار يعبر عن موقف جديد لتيار المستقبل؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى