أخيرة

الخامس عشر من أيار يوم كئيب آخر

} يكتبها الياس عشّي

بعد مؤتمر «بال» عام 1897 كان على اليهود أن ينتظروا اللحظة المؤاتية لتنفيذ مقرّراته، وكانت الحرب العالمية الأولى هي اللحظة المؤاتية، فصدر «وعد بلفور».

ثم اندلعت الحرب العالمية الثانية، فاستغلّها اليهود، وحوّلوا المحارق إلى قميص عثمان، وطالبوا بتنفيذ وعد بلفور، فكان الخامس عشر من أيار سنة 1948 اليومَ الأكثر مرارة في تاريخ العرب الحديث، يوم النكبة الكبرى، يوم مصادرة فلسطين، وتشريد شعب بكامله.

ويوم اشتدّ ساعد المقاومة الفلسطينية، لم تنتظر الدولة الصهيونية كثيراً من الوقت، فكانت حرب حزيران (1967)، التي انتهت باحتلال أراضٍ أخرى ما زالت معظمها، حتى اليوم، تحت سيطرة اليهود.

هكذا كان المشهد بكلّ ما يحمله من سوداويّة، إلى أن دخلت «إسرائيل» لبنان، واحتلّت عاصمته بيروت (1982)!

يومها تغيّر المشهد،

ولدت مقاومة من نوع آخر، تحمل تواقيع خالد علوان، وسناء محيدلي، وأحمد قصير، ولولا عبود، وكلّ الذين استشهدوا ليبقى لبنان، وتعود فلسطين،

ويومها صار للمقاومة الوطنية حضورها اللافت، فهرب اليهود من بيروت، ومن الجبل، وانكفأوا مع عملائهم في الجنوب، إلى أن خرجوا مهزومين من لبنان في الخامس والعشرين من أيار سنة 2000.

نعمتغيّر المشهد، وكانت الذروة في حرب تموز، وانتصار محور المقاومة، فهل سنسمح لليهود وهم يستعدّون لإعلان صفقة القرن، أن يعودوا بنا إلى المربع الأول؟ إلى خامسَ عشر من أيار آخر؟ خسئوا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى