الوطن

روسيا ترى اتهامها بارتكاب جرائم حرب جزءاً من حرب إعلاميّة ضدها.. وارتياح أمميّ لانخفاض حالات الإصابة بكوفيد- 19 في سورية بيدرسن يدعو موسكو وواشنطن لتسوية الأزمة السوريّة.. ويعتبر نقل مقاتلين منها إلى ليبيا أمر «مزعجاً بشدة»

 

حثّ المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، غير بيدرسن، روسيا والولايات المتحدة على مواصلة الحوار وتحقيق أكبر استفادة من «بعض الهدوء» في البلد الذي تمزقه الحرب منذ العام 2011.

وقال بيدرسن، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، الاثنين، إن العديد من الفرص للتحوّل نحو مسار سياسي فقدت منذ اندلاع الحرب، محذراً من أن الإمكانيات «الضائعة أعقبها عنف متجدد وتشدد في المواقف».

وأضاف: «في ظل بعض الهدوء والتهديدات المشتركة من COVID-19 وتنظيم داعش واستمرار معاناة الشعب السوري، أودّ التشديد على ضرورة تجديد التعاون الدولي الكامل وبناء الثقة وبين الأطراف الدولية المعنيّة والسوريين بشأن تحقيق تقدم».

وتابعأعتقد أن الحوار الروسي الأميركي له دور رئيسي هنا، وأدعو إلى المضي قدماً في ذلك».

واعتبر مع ذلك أنه يجب توحيد جهود مسار أستانا بمشاركة روسيا وإيران وتركيا، والمجموعة المصغرة بشأن سورية والتي تشمل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا ومصر والأردن والسعودية، تحت رعاية الأمم المتحدة.

وقال بيدرسون، إن نقل مقاتلين من سورية إلى ليبيا هو أمر«مزعج بشدة».

وفيما يخصّ التسوية السياسية في سورية، لفت المبعوث إلى أن الحكومة والمعارضة اتفقتا على الاجتماع في جنيف لاستئناف انعقاد اللجنة الدستورية بمجرد أن تسمح الظروف ويتحسن الوضع الناجم عن الوباء، قائلاًالأطراف المتنازعة في سورية اتفقت على اللقاء في جنيف لإجراء مفاوضات بشأن الدستور»، مرجحاً أن يكون«هدوء القتال حالياً فرصة لبدء التئام انعدام الثقة العميق بين الطرفين».

وأضاف بيدرسن،«اتفقوا على القدوم إلى جنيف بمجرد أن يسمح الوضع الناجم عن الوباء لذلك، كما وافقوا على جدول أعمال للاجتماع المقبل»، ولم يذكر موعداً محدداً، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن عقد اجتماع افتراضي للجنة الدستورية لن يكون ممكناً.

وخلال الإفادة الصحافية ذاتها، حث الولايات المتحدة وروسيا على التحدث بشأن إعطاء دفعة السلام.

إلى ذلك، اعتبر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن توجيه اتهامات إلى بلاده بارتكاب جرائم حرب في سورية من أساليب الحرب الإعلامية التي تخاض ضد روسيا.

وقال نيبينزيا، في مقابلة مع صحيفة«كومرسانت» الروسية، نشرت الاثنينهناك اتهامات كثيرة نواجهها، وهي للأسف جزء من حرب إعلاميّة».

وفي تطرّقه إلى الاتهامات الموجّهة إلى روسيا من قبل لجنة التحقيق الدولية بشأن سورية«بارتكاب جرائم حرب» في هذا البلد، ذكر الدبلوماسي أن موسكو فنّدت مراراً هذه الادعاءات، وأكدت أنها تنبني على أساس إفادات واهية يقدّمها«فنانو الأنباء المفبركة»، من قبيل«القبعات البيضاء».

وتابع المندوب الروسيلا نخاف من الحوار الصريح ونشرح لشركائنا، وبصورة مفصلة، كيفية اختيار الأهداف في عملياتنا ضد الإرهابيين».

يُذكَر أن الآليّة الدولية المستقلة المعنية بدعم إجراء تحقيقات في حق الجهات المسؤولة عن الجرائم الكبرى التي ترتكب في سورية منذ مارس العام 2011، أنشئت في ديسمبر العام 2016، بموجب قرار اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة. وصوّتت روسيا ودول أخرى عدة ضد هذا القرار، مشيرة إلى خروج إنشاء آليات من هذا النوع عن نطاق صلاحيات الجمعية العامة.

أما موقف موسكو من موضوع تمديد آلية المساعدات المقدّمة لسورية عبر حدودها، الذي ستعود الأمم المتحدة إلى النظر فيه مجدداً، فأكد نيبينزيا أن بلاده ستأخذ بعين الاعتبار، أثناء المناقشات، احتياجات الشعب السوري، مشيراً إلى أن الظروف الحالية في سورية تختلف تماماً عن ظروف العام 2014، الذي تمّ فيه إنشاء هذه الآلية كإجراء مؤقت طارئ.

وذكر المندوب الروسيّ أن هناك اعتبارات عدّة تكمن وراء إصرار الدول الغربية على تمديد آلية تقديم المساعدات عبر الحدود، لأن«ثمة مناطق في سورية تخضع لسيطرة الإرهابيين، وأخرى محتلة من قبل الولايات المتحدة وثالثة تدار من قبل إدارات غير خاضعة لسلطات دمشق».

وأعرب الدبلوماسي عن قناعة موسكو بأن المساعدات يمكن إيصالها لجميع محتاجيها في سورية عبر قنوات عادية غير طارئة. وأضاف أن عدداً من الهيئات الإنسانية، مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، إلى جانب عدد من المنظمات الغربية غير الحكومية، تعمل في سورية بالتعاون مع سلطاتها.

على الصعيد الصحي، قال مبعوث الأمم المتحدة بشأن سورية، غير بيدرسون، إن انخفاض عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في سورية مصدر«ارتياح شديد»، لكن مخاطر انتشار المرض على نطاق أوسع«تظل قائمة».

وبلغ إجمالي الإصابات بفيروس كورونا في البلاد 58 إصابة مؤكدة، و3 حالات وفاة.

وكان وزير الصحة السوري، نزار يازجي، قد لفت الاثنين في كلمة له أثناء أعمال الدورة الثالثة والسبعين لجمعية الصحة العالمية، والتي تستمر في مقر هذه المنظمة بجنيف عبر تقنية الفيديو، إلى أن العقوبات المفروضة على دمشق من قبل الولايات المتحدة وحلفائها تعيق قدرة القطاع الصحي السوري على مواجهة جائحة كورونا.

وأشار يازجي إلى أن العاملين في القطاع الصحي في بلاده يستجيبون للجائحة بشجاعة وفي ظل ظروف استثنائية فرضتها«الحرب الإرهابية المستمرة منذ أكثر من تسع سنوات والمترافقة مع الإجراءات الاقتصادية القسرية الجائرة أحادية الجانب».

كما طالب الوزير برفع هذه الإجراءات عن بلاده كي تتمكّن من حماية أمنها الصحي وحياة وسلامة مواطنيها في مختلف الظروف.

في سياق متصل قررت وزارة الأوقاف السورية، تعليق صلاة عيد الفطر جماعة في مساجد البلاد، نظراً للخطر الواقع من التجمّعات وخشية أن تؤدي لانتشار الوباء بسبب الازدحام الكبير الذي يكون في صلاة العيد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى