الوطن

قوى وأحزاب وطنية وقومية: لا يمكن استرجاع القدس إلاّ بالمقاومة

لمناسبة يوم القدس العالمي، أكدت قوى وأحزاب وطنية وقومية أنه لا يمكن استرجاع القدس إلا بالمقاومة، مشددةً على أن لا تسويات مع الكيان الصهيوني الغاصب.

وفي هذا السياق،  نظّمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان بالتعاون مع المركز العربي الدولي ومؤتمر الأحزاب العربية ندوة بعنوان «ثقافة يوم القدس في مواجهة التطبيع» عبر الفضاء الإفتراضي، شارك فيها المستشار الثقافي الدكتور عباس خامه يار، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، ورئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن معن بشور، والأمين العام لمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح، والكاتب والباحث الفلسطيني تيسير الخطيب.

بداية، ألقى المستشار الثقافي خامه يار كلمة أكد فيها «أن إعلان يوم القدس يدخل في صلب استراتيجية المقاومة والمواجهة مع التطبيع الثقافي ومع المحتل، وحضورنا اليوم في هذه الندوة يؤكد أن القدس لن تكون سائبة يضيعها خونة ومطبعون، وهي تجدد بأهلها الفلسطينيين والمقدسين حضورها مسرى الصراع ما بين قوى الحق والباطل وفي المواجهة الثقافية المحتدمة مع الاحتلال، الساعي إلى إنهاء الوجود الفلسطيني في القدس وتفريغ الأرض من أصحابها الحقيقيين وسلب الهوية الفلسطينية هويتها وحق الفلسطينيين في الوجود».

من جهته أشار حمود، إلى «أن يوم القدس بالنسبة لإيران وعلى امتداد 41 عاماً هو التزام حقيقي بدعم المقاومة وليس مجرد شعار سياسي»، فيما أوضح بشور «أننا نشارك عبر هذه الندوة الرقمية في احتفالات يوم القدس العالمي التي تضم العديد من عواصم أمتنا والشعوب الصديقة، لنؤكد أن القدس هي دعوة لتحرير الأرض، ومقاومة المحتل، ووحدة الأمة. ولتكون القدس مفتاحنا لولوج باب المصالحات والتفاهمات التاريخية بيننا».

بدوره رأى الخطيب أن  «يوم القدس العالمي» أصبح ثقافة راسخة في العقول والقلوب والضمائر، لتأكيد رفض العدوان والاحتلال والهيمنة.

وفي ختام الندوة قال صالح «تجمعنا اليوم مدينة بيروت عاصمة المقاومة والتحرير لإحياء يوم القدس العالمي في أجواء تفوح بعبق نصر تموز المظفر الذي سطر مجاهدوه ملاحم البطولة والعزة فهزموا الكيان الصهيوني وحطموا أسطورة جيشه الذي ظن المستسلمون أنه لا يقهر، وقد تم رسم معادلة توازن الرعب وقواعد إشتباك جديدة ما حافظ على سيادة لبنان واستقلاله وأصبحت يد المقاومة هي العليا».

وفي المواقف، رأى «لقاء الأحزاب والقوى الوطنية والقومية» في البقاع في بيان لمناسبة «يوم القدس العالمي»، أن «عشية رمضان المبارك وفي يوم القدس العالمي على مسافة نبض القلب والشريان من عيد المقاومة والتحرير، تشع شمس القدس فوق مشارق الأرض ومغاربها، أوليست قطعة من سماء كلما ازداد ألقها كلما انحسر الكيان الصهيوني الغاصب في زوايا العتمة والعزلة الخانقة وتعمق مأزقه الكياني الوجودي ومعه عصبة الداعمين. آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك كان وسيبقى نقطة ضؤ هادية حددها الإمام الراحل الحاضر الخميني لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم في وجه العالم المستعمر المستكبر، وشعلة التحرير المتقدة تنير درب الأمة على طريق التحرير الناجز لفلسطين العربية من الماء الى الماء. لذا تتربع القدس عرش القلوب رسالة إنسانية حضارية روحية وقضية حق تترفع عن الحساسيات والعصبيات والنزعات الضيقة مجسدة كرامة الإنسان العربي في مواجهة الغاصبين المنتهكين لحقنا القومي».

أضاف «في هذا اليوم العظيم تترسخ مرتكزات لاءات ثلاثة: لا عدل على الأرض طالما القدس مخطوفة من الصهاينة شذاذ الآفاق ومهما زين لهم العالم الباطل على صورة حق من خلال قرارات ظالمة تصرف من رصيد الغير أصحاب الارض اأاصليين، عقارات كانت وستبقى روح الأمة وأنفاسها ووجدانها».

 وتابع «لا سلام على الأرض طالما القدس ومعها فلسطين والجولان وكل الأرض العربية المحتلة مسلوخة عن جسد الأمة بالغصب والقوة الغاشمة المتكئة إلى منظومة استعمارية، تزعم زوراً أنها راعية قيم الحرية والسلام والعدل في العالم. لا خيار أمام شعبنا وأمتنا إلاّ خيار المقاومة لاسترداد الحق السليب وطرد المحتل عن ارضنا، ولنا في الخامس والعشرين من أيار ذكرى تحرير الجنوب من العدو الصهيوني وطرده ذليلاً خائباً،  الدليل الساطع الممهور بالدم وعظيم التضحيات والتجربة الفذة في عمر الصراع، إذ دونها ذل وهوان واستسلام على وقع التطبيل للتطبيع والتفريط الذي لن يجلب للامة إلاّ المزيد من الانكسار والخنوع والخسران لأرضنا ومقدساتنا وثرواتنا، فبئس المطبعين المتخاذلين والتحية للمقاومين في فلسطين ولبنان وسورية وجيشها البطل المنتصر على الإرهاب وأذناب صهيون عرب الرجعية، والتحية لمحور المقاومة المنتصر في كل الساحات ومعه إيران الصامدة العصية على الإنهزام أمام الحصار الجائر».

وختم «بهذا الوهج الإيماني الرسالي المقاوم الوطني والقومي وبوصلته القدس سترتفع راية النصر فوق ربوعنا خفاقة عزيزة مهما استكبر المستكبرون وتآمر المتآمرون».

 بدوره، اعتبر حزب الاتحاد في بيان، أن  تزامن يوم القدس العالمي مع ذكرى عيد المقاومة والتحرير في 25 أيار «له دلالات كبيرة، لأن الانتصار للقدس وفلسطين لا يكون إلاّ بالمقاومة خيار الأمة الاستراتيجي لاستعادة ما اغتصب من حقوق وسيادة وطنية، فالقدس لا تستعاد لا بالتسويات ولا بسياسات التطبيع مع الغاصب المحتل الذي لا يفهم إلاّ لغة القوة، فاذا كان النظام العربي قد استكان بضغوط أميركية وصفقات مشبوهة، فإن الحركات الشعبية التي تعيش فلسطين والقدس في وجدانها لها خيارات أخرى شامخة».

أضاف «وإذا كان دور الأمة قد خلا بفعل الحقبات الاستعمارية، فإن الأمة بما تملك من قيم وحضارة إنسانية قادرة على تصحيح مسارها، وإعادة ما اغتصب من حقوق، وفي طليعتها القدس الشريف». وحيّا «كل سائر على خط المقاومة والتحرير»، مؤكداً «من جديد أن القدس لا يمكن استرجاعها إلا بقبضات المقاومين الابطال».

واعتبر العلامة الشيخ عفيف النابلسي أنَّ يوم القدس «يجب أن يتحول إلى قاعدة انطلاق لتغيير المنطقة والعالم، ويوم هداية للمجتمعات التي تعاني من الظلم والإجحاف واستغلال وهيمنة القوى الشيطانية على خيرات البشر». واعتذر عن استقبال المهنئين بعيد الفطر.

وقال رئيس الحركة الإصلاحية اللبنانية رائد الصايغ: يأتي يوم القدس بالتزامن مع ذكرى نكبة فلسطين التي أسّست لقيام الكيان الإسرائيلي الغاصب، ويأتي أيضاً بالتزامن مع ذكرى انتصار المقاومة في 25 أيار 2000.

أضاف الصايغ: من قلب الجبل نقول للقاصي والداني إنّ فلسطين ستبقى هي البوصلة حتى التحرير الكبير، وسنبقى في خندق المقاومة إلى جانب الاخوة في حزب الله حتى تحرير آخر شبر من الأراضي العربية المحتلة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى