الوطن

قبلان: لبنان في الهاوية ولا حلول إلاّ بوطنية سياسية ترقى فوق الطوائف

كرّر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن المشكلة في لبنان «تكمن في هذا النظام الطائفي الذي أثبت فشله وعدم صلاحيته لإعادة بناء دولة مؤسسات، دولة حديثة، دولة كفاءات، دولة مواطن، بقدر ما يستحق، وليس بمعيار الطائفة أو المذهب الذي ينتمي إليه».

وقال في بيان أمس «هذا النظام سقط، هذا النظام لم يعد صالحاً، لأن ما تربّى عليه أجدادنا وآباؤنا لم يعد يواكب أبداً ما يحلم به أبناؤنا الذين خلقوا لزمان غير زمان 1943، زمان التسويات والصيغة المزيفة والقطب المخفية. نعم أبناؤنا خلقوا لزمان العلم والإبداع والمعرفة، خلقوا لدولة المواطنة، لدولة الكفاءة، لدولة الإنسان، لا لدولة الطوائف والأنظمة البائدة والمتخلفة، التي كلّفت لبنان واللبنانيين الكثير والكثير ولن تتوقف عند حدود، لا سيما أن ما نعيشه ويشهده لبنان يبيّن الحاجة الملحّة إلى جلوس الجميع حول طاولة يتصارحون ويتحاورون، ويضعون الأسس التي تصلح للبنان الغد، وتلبي طموحات أبنائه، ولا شك أن لبنان غني بالمرجعيات الدستورية؛ أمّا البقاء في دائرة المعالجات الترقيعية والتسويات المحاصصاتية وفق المعايير المصلحية والطائفية يعني أننا سنبقى في قلب العاصفة، والحلول ستبقى بعيدة المنال، مهما كان شكل الحكومات».

وطالب قبلان الجميع «بصحوة وطنية»، وناشدهم «أن يتطلعوا إلى المستقبل على قاعدة أننا كلنا لبنانيون، ومسؤوليتنا كبيرة في الحفاظ على بلدنا، وواجبنا الوطني يفرض علينا الخروج من الأحلام والأوهام، فالواقع الذي وصلنا إليه يحتّم علينا البحث في المخارج السليمة والحلول الوطنية التي تجذّر الولاء والإنتماء وترفض التبعيات والإرتهانات».

وحذّر من أن «البلد في الهاوية وبات مجرداً من كل عناصر القوة والحماية المجتمعية والاقتصادية، ومكشوفاً على أخطر الإنهيارات، والحلول لا يمكن أن تكون لا بمارونية سياسية ولا بسنية سياسية ولا بشيعية سياسية ولا بفدرالية أو كونفدرالية، بل بوطنية سياسية ترقى فوق كل الطوائف والمذاهب، وتكون على مستوى وطن ودولة ومؤسسات وإدارات كفوءة ونظيفة، لا فساد فيها ولا ارتهان لأي جهة أو تيار سياسي، ديدنها خدمة الناس، لا خدمة الأشخاص».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى