أولى

العملاء والخونة: فارّون
من وجه العدالة وليسوا مُبعَدين

د. جمال شهاب المحسن*

لمَن يستمرئُ الدفاع عن العملاء والخونة الهاربين الفارّين الى فلسطين المحتلة خلال تحرير الجنوب اللبناني وبقاعه الغربي من رجس الإحتلال «الاسرائيلي» عام 2000، نؤكد أنّ هؤلاء الخونة الذين اكتسب بعضهم كجزّار معتقل الخيام العميل «الإسرائيلي» عامر الياس الفاخوري الجنسية الإسرائيلية هم فارّون من وجه العدالة وليسوا مُبعَدين لتُطلقَ الدعواتُ إلى عودتهم دون محاكمة عادلة ودون عقاب ومحاسبة قضائية وفق القوانين المرعيّة الإجراء في لبنان، ولذلك فإنّ البعض يحاول جاهداً تمرير عودة هؤلاء العملاء عبر مشروع قانون العفو العام المطروح أمام مجلس النواب، والذي تعثّر في الجلسة الأخيرة للمجلس، على أمل سقوط المادة الثامنة فيه لاحقاً والتي تبيح المحظور الوطني بعودة العملاء خارج كلّ الأصول الوطنية والقانونية بالإضافة الى إطلاق سراح إرهابيين قاتلوا الجيش اللبناني في محطات يتذكرها الجميع.

لقد طلع علينا في الأيام الماضية بعض المتفذلكين فحاضروا بـ «العفة» مراهنين على صبر وحرص جميع المقاومين الأبطال وسيّدهم قائد المقاومة المنتصر سماحة السيد حسن نصرالله على إنجازاتهم لا سيّما إنجاز التحرير والنصر المؤزّر على العدو الصهيوني الذي أسّس ويؤسّس لإنجازاتٍ أكبر وأوسع، حيث أكد السيد نصرالله في مقابلته الأخيرة مع إذاعة «النور» نقطة هامة وجوهرية هي أداء المقاومة عام 2000 الذي جنّب لبنان حرباً أهلية طائفية كان قد خطّط «الإسرائيلي» لإشعالها.

وهذا موقفٌ نبيل جسّده المقاومون الأبطال وقائدهم، وهو الذي لم يعرفه تاريخ كلّ الحروب، وهو في نفس الوقت موقفٌ استرتيجي كبير، والإنجاز فيه هو إفشال أهمّ رهان وهدف للعدو «الإسرائيلي» الذي يراهن على حروب الاقتتال الأهلية الداخلية اللبنانية ـ اللبنانية واللبنانية ـ الفلسطينية والعربية ـ العربية، كما فعل في الحرب الأهلية اللبنانية التي بدأت عام 1975 واستمرّت حتى أوائل التسعينيات من القرن الماضيوإنّ هذا العدو اللئيم يتحيّن أية فرصة لزعزعة الاستقرار والسلم الأهلي ليؤمّن حلمه الساقط بالأمن الاستراتيجي الإسرائيلي الذي سينهار كما توقع سيد الانتصارات بعد ضعف العامل الخارجي الذي يعتمد عليه هذا الكيان الغاصب لأرضنا ومقدساتنا وحقوقنا

إنها وقاحة ما بعدها وقاحة أن يحاول البعض تهريب هذا القانون المشبوه للعفو العام حيث ان الخيانة الوطنية ليست وجهة نظر تسقط بتقادم الزمن وكأنّ شيئاً لم يكن.. إنها جريمة إرهابية دفع ثمنها مواطنون لبنانيون وشهداء وجرحى وأسرى

وللمراهنين على العدو الصهيوني المندحر نُحيلُهم إلى تجربةِ العميل «الإسرائيلي» المقبور أنطوان لحد الذي قال عام 2000 خلال الإندحار الإسرائيلي: (لقد تركتنا إسرائيل وراءها كالكلاب بعد خدمتها 25 عاماً)… علماً أنّ «إسرائيل» لم تنسّق مع هؤلاء العملاء ولم تُخبرهم بانسحابها عندما انسحبت هاربةً من جنوبي لبنان وبقاعه الغربي بعد اندحارها بفعل ضربات المقاومة اللبنانية البطلة بقيادة سماحة السيد حسن نصرالله سيّد القول والفعل معاً، وبفعل الدعم السوري والإيراني

 خَسِئْتم يا عملاء «إسرائيل» الملعونينلقد انهزمتم كَوُكلاء وانهزمَ معكم مُشَغّلُكم «الإسرائيلي» وكلُّ حلفائه الإقليميين والدوليينولن تنغصّوا فرحتنا في عيد انتصارنا على أخطر عدو للبنان ولأمتنا والإنسانية جمعاء.

وعاش عيد المقاومة والتحرير والسلام لأرواح الشهداء والتحية للجرحى والأسرى والأسرى المحرَّرين.

ونَحْوَ النصرِ دائماً وأبداً

*إعلامي وباحث في علم الاجتماع السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى