مقالات وآراء

حديث السيد حسن نصر الله الإذاعي: صدق دائم ورؤية واضحة وإرادة صلبة

} عمر عبد القادر غندور*

أداء المقاومة عام 2000 جنّب لبنان حرباً أهلية طائفية.

نخوض حرب أدمغة وخطط مع «إسرائيل»، والقوة الفلسطينية موجودة.

وجود أميركا في المنطقة سببه ضعف حلفائها.

تعديل مهام «اليونيفيل» في لبنان رغبة «إسرائيلية».

البلد يحتاج الى قضاة استشهاديين لمكافحة الفساد.

صندوق النقد الدولي كأنه لا حلّ للأزمة الاقتصادية إلا عبره.

«إسرائيل» تنتهي بزوال الظروف التي أوجدتها.

حول ظروف المقاومة في الوقت الحاضر، ودور الأحزاب الوطنية ومهام «اليونيفيل» في جنوب لبنان وما يُحكى عن تعديل في مهمات القبعات الزرق، ورفض الحرب الأهلية، وأدوات التغيير في الداخل اللبناني، والوضع الاقتصادي، والفساد والقضاء واتفاق الطائف والنظام اللبناني، وكيف السبيل إلى الإصلاح، والموقف من حراك 17 تشرين الأول، والموقف من صندوق النقد الدولي، ومصير الخطة الاقتصادية التي أعدّتها الحكومة، والانفتاح على الصين والشرق عامة، والحديث عن علاقة حزب الله والتيار الوطني الحر ومحاولة الاستثمار في هذا الملف، وهل طلب جبران باسيل مساعدته في معركة رئاسة الجمهورية المقبلة؟ وماذا يجري في العراق، ومستقبل القوات الأميركية في العراق وسورية، وهل هناك حرب بين إيران والولايات المتحدة، أو بين لبنان و»إسرائيل»، وتحذير «إسرائيل» من فتح «المعركة الكبرى» وإمكانية ان تنتهي «إسرائيل» بانتهاء الظروف التي أوجدتها؟

هذه العناوين الكبيرة، والمواضيع الحساسة تزداد تأجّجاً وأهمية عندما يعالجها اللاعب الأول ليس في لبنان بل في الشرق الأوسط سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، فيعرض لها في حديثه الى إذاعة «النور»، بصراحته وصدقه ودقة حدسه ونظرته الثاقبة وقراءته الجادة للأحداث والتطورات فيكسوها هدوءاً في عزّ الضجيج، يشرح النجاحات والإخفاقات ويقاربها بنفس كريمة وطوية نظيفة وهمّة شجاعة، نستشفّ منه آفاق المستقبل.

ـ الروح التي انتصرت

ومن العناوين نعبر إلى بعض التفاصيل

ثقتنا بالمقاومة كبيرة وبالمقاومين وبيئة المقاومة والروح هي التي انتصرت على «إسرائيل»، والظروف الصعبة التي تحمّلتها المقاومة لم تكن على المقاومين فقط بل على بيئة المقاومة، والإعلام «الإسرائيلي» ما زال يتحدث عن بيت العنكبوت تزامناً مع الهزائم التي مُنيَ بها، والردع الموجود ضدّ العدو هو نتيجة للمعطيات الدامغة وليس نتيجة الخطابات، وأداء المقاومة عام 2000 جنّب لبنان حرباً أهلية طائفية خططت لها «إسرائيل»، وقدرات المقاومة اليوم غير قدراتها عام 2006، ولدينا تطوّر في حرب الأدمغة وفي الخطط والبرامج والكمّ و»إسرائيل» تعرف ذلك.

ـ حضور أميركي مباشر

أميركا كانت حاضرة بصورة مباشرة في المنطقة وهو تعبير عن ضعف حلفائها مقابل قوة محور المقاومة.

ومنذ العام 1982، ما زالت «إسرائيل» تشتغل على «الوطن البديل» للفلسطينيين على حساب الكيان الأردني، والكيان «الإسرائيلي» هو كيان عنصري وليس دولة دينية بل دولة عنصرية تتصرّف بشكل عنصري.

ـ الفلسطينيون والمقاومة

مستوى التأييد لخيار المقاومة لدى الشعب الفلسطيني هو أعلى من أيّ وقت مضى وقوة المقاومة في فلسطين اليوم قوة استراتيجية في صالح محور المقاومة، و»إسرائيل» تدخلت في سورية بعد أن خسرت رهانها على جماعاتها العميلة. والقيادة السورية لا ترى مصلحة أن تُستدرج إلى حرب مع «إسرائيل» اليوم.

ـ تعديل مهام «اليونيفيل» في لبنان

اليوم يتحدّثون عن تعديل مهام «اليونيفيل» على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وهذا التعديل هو مطلب «إسرائيلي»، وبقاء «اليونيفيل» على عديدها أو إنقاص هذا العديد لا يغيّر شيئاً.

ـ فوبيا الحرب الأهلية

نحن نملك مناعة ضدّ الحرب الأهلية، وهذه مفخرة لنا، ونرفض الحرب الأهلية انطلاقاً من حرصنا على لبنان، لا نريد حرباً أهلية في لبنان، ولا نريد أن نحكم لبنان، وليس في عقلنا ولا قناعتنا أن نحكم البلد حتى لو أعطانا اللبنانييون فرصة لذلك.

الأغلبية الساحقة في لبنان ما زالت محكومة بالاعتبارات الطائفية، وحزب الله ضدّ العزل والإقصاء، وأدوات التغيير في الداخل اللبناني يجب أن تراعي تركيبة البلد، وأعلى السقوف الداخلية أبرزها عدم التقسيم وعدم إعطاء أيّ فرصة للعدو.

ـ التجويع والوضع الاقتصادي

لا تزال مثل هذه العناوين تستخدم كأدوات لتأليب البيئة الحاضنة للمقاومة ما يجعلها على رأس لائحة الاستهداف وهذا ما يعطينا حقّ النظر في كلّ معطى، ولا يمكننا أن نستخدم القوة في ملفّ الفساد في لبنان، واسمحوا لنا كحزب الله أن نحارب الفساد على طريقتنا. وسيذهب وزراؤنا ونوابنا والموظفون المحسوبون علينا الى القضاء للمحاسبة إذا جرى اتهامهم.

ـ قضاة استشهاديون

البلد يحتاج إلى قضاة استشهاديين لإصلاحه من الفساد، وليس صحيحاً مكافحة الفساد بمعزل عن القضاء، ولذلك ندعو الى إصلاح القضاء، وليعبّر الناس عن قناعاتهم في الانتخابات التي يجب ان تكون محطة للحساب.

ـ اتفاق الطائف يحتاج إلى إصلاح وتطوير،

أيّ خلاف في لبنان على أيّ موضوع يتحوّل بسرعة إلى خلاف طائفي، واتفاق الطائف والنظام اللبناني يحتاجان إلى إصلاح وتطوير لكن ليس على قاعدة نسفه، وإصلاح النظام اللبناني أمر صعب، والحلّ يبدأ من الناس والمشاركة الشعبية الواسعة، وإنْ لم تتوفر الإرادة لدى أبناء الطوائف اللبنانية بإصلاح النظام فلن يحصل أيّ تغيير ولن ننتظر عملاً ثورياً دفعة واحدة. وفي لبنان قوانين تحمي الفساد وقد دعوت إلى تغييرها، وهذا يحتاج إلى وقت لتشريعه. ووضعنا الاقتصادي لا يحتمل سنوات طويلة من المعالجة ويجب التعاطي معه على نحو طارئ وهذا ممكن

ـ معركة مكافحة الفساد،

يجب إزالة الألغام وفتح الطرقات لمعركة مكافحة الفساد ونحن لن ندوس على الألغام ونحرص على عدم حصول صدام داخلي.

حراك 17 تشرين الأول،

كلّ القوى السياسية كانت تحت الضغط خلال أحداث 17 تشرين الأول، لكن تسييس التظاهرات خفّف هذا الضغط.

ـ صندوق النقد الدولي،

ليس حزب الله يريد الذهاب الى صندوق النقد الدولي لكنه لم يمانع ذهاب الحكومة إليه، معتبراً انّ جزءاً من عدم ممانعته مفاوضة صندوق النقد هو من باب سحب الذرائع، وأنه من الخطأ التوجه إلى الصندوق الدولي وكأنه لا حلّ للأزمة الاقتصادية إلا عبره.

ـ الخطة الاقتصادية

خطة الحكومة الاقتصادية مشوبة بتعقيدات وكمائن كثيرة، وإذا كشف حزب الله عن خطة اقتصادية فستتمّ محاصرتها فوراً من قوى داخلية وخارجية، لكننا متفقون على إحياء القطاعين الزراعي الصناعي، وهناك من يمنع لبنان من التعامل مع الصين في الملفات الاقتصادية، ولا نجد حلاً إلا بالاتجاه شرقاً والخروج من القبضة الأميركية. أميركا تريد إذلال لبنان وفرض الشروط عليه وننتظر نتيجة مفاوضات الحكومة مع صندوق النقد الدولي.

ـ علاقة حزب الله مع الحلفاء

نحن والحلفاء لسنا نسخة طبق الأصل، لكننا لا نسمح للخلاف أن يؤدّي إلى فرط التحالف، ولا يمكن لنا أو لأيّ طرف حليف التصرف على قاعدة أننا نحن وهم فقط، والمطلوب من القيادات السياسية عدم الانجرار خلف الانفعالات التي تغذيها وسائل التواصل الاجتماعي، ورئيس التيار جبران باسيل لم يفتح معنا موضوع الالتزام من جانبنا بدعمه برئاسة الجمهورية، والعلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر متينة وقوية، والمسائل الجزئية لا تدعو الى إعادة النظر في العلاقة القائمة والقوية بين حزب الله وحركة أمل.

ـ الوضع في العراق والوجود الأميركي:

الجوّ في العراق هو وجود إرادة شعبية تدعو إلى رحيل الأميركيين، وهي إرادة حاسمة، كما الوجود الأميركي في سورية هو قوة احتلال وهنالك إرادة شعبية بضرورة رحيل هذا الاحتلال.

ـ هل هناك احتمال حرب؟

فشل الحرب على اليمن هو فشل أميركي وعن إمكانية اندلاع حرب بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، فهذا احتمال مستبعد جداً، وفي المدى القريب استبعد حدوث حرب على جبهات متعدّدة، ولا توجد مؤشرات على انّ «إسرائيل» ستشنّ حرباً على لبنان، محذراً «إسرائيل» من فتح المعركة الكبرى في المنطقة، ومحور المقاومة يناقش فتح مختلف الجبهات معاً، والحرب الكبرى إذا وقعت ستكون نتيجتها زوال «إسرائيل»، وأحد أشكال الردع هو التحضير للحرب الكبرى و»إسرائيل» قد تنتهي بانتهاء الظروف التي أوجدتها وهذا سيناريو واقعي بفعل تضعضع العدو المركزي وهو الولايات المتحدة الأميركية، ومحور المقاومة في موقع قوة.

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى