أولى

رشيد كرامي مثالاً

التعليق السياسي

 

 

ليس سهلاً على الذين عرفوا الرئيس الشهيد رشيد كرامي، أن ينسوه، وقد تشرّفت بمعرفته عن قرب بعد تشكيل جبهة الخلاص الوطني عام 83 وكنت أقوم بزيارته وزيارة الرئيس الراحل سليمان فرنجية منسقاً بينهما وبين الرئيس نبيه بري، وصولاً للتحضيرات التي رافقت الإعداد لمؤتمرَي جنيف ولوزان عام 84.

النزاهة الفكرية والسياسية من الخصال المتأصلة في الرئيس الشهيد، فهو واضح ويعرف ماذا يريد، ولا مكان للخداع والمناورات في مواقفه، وبعيد كل البعد عن عصبية طائفية ومذهبية ومناطقية، ويمثل نموذجاً لرجل دولة شامخ القامة تحركه المبادئ والقيم والقناعات ولا مكان للمصالح في قاموسه السياسيّ.

ذكاء الرئيس رشيد كرامي وفطنته وثقافته موضع إجماع خصومه وخشيتهم، قبل إجماع أصدقائه وثقتهم، ومجاهرة الرئيس الشهيد بتمسكه بلبنانية وطنية فوق الطوائف لم يحجب يوماً عروبة صافية تبدأ بدمشق وتتجه نحو فلسطين، مع مكانة للقاهرة والذكريات مع الراحل الكبير الرئيس جمال عبد الناصر من مكانة في وجدانه وذاكرته وقناعاته.

خسر لبنان مع استشهاد الرئيس الرشيد، رجل دولة بامتياز، كما كان يحب أن يسمّيه دائماً شقيقه الذي ورث زعامته ومناقبيته ووطنيته الرئيس الراحل عمر كرامي، والذي خسرنا برحيله أيضاً رجل وطنية صافية وعروبة متأصلة، ويحمل النائب فيصل كرامي اليوم عبئاً ثقيلاً بميراث رجلين من كبار رجالات لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى