حديث الجمعة

«عشق الصباح»

 

هذا الماء النازل من المزن «شو بيشبه» صفاء وجهك!

إني نذرت في مقام العشق صومي..

والخطوب والأنواء كموج البحر أينما اتجهت تلاقيني..

حتى انكفأت على حزني المقيم كأنه صار بعضي..

ما كنت أعلم بأن في كفيك مفاتيح الحياة حتى قرأت في سفر فلسفتك سنين أمضيتها في هدأة الليل مبحراً بين صفحات الكتب والروايات عن وجوه تشبهك، لو تدري كيف صارت الأرض في غيابك..

 «حدائق وحواكير وسهول وسفوح وقمم عاليات حتى تلاقي الغيم»..

«مزروعة قمح وزيتون وريحان وأقحوان وشهداء وسنديان».

أتعبني سهر الليالي الماطرات وتغلغل البرد في نقي عظامي حتى صار الملح في عيوني مرّاً.

وصرت أجد البحر ملاذاً لبوح حكايا عشقي..

أجيء مع النوارس نسابق الشمس على الشاطئ نقيم طقوس القهوة ونسمع أغاني «فيروز».

وحين تكفكف الشمس وهجها وتلقي على البحر «أرجوان اللازورد»..

ألقي كل ما كتبت إلى الموج..

وأرسم بحبات الرمل البلوريّة كوخاً ومقعداً لعاشقين انفلتا من قيود..

«محاكمات العادات والتقاليد».

أفك الأسلاك الشائكة عن محبرتي وأبدأ أنسج من المفردات أغاني تشبه مواويل «الحواصيد».. أيام البيادر.

أنا ابن ريف نقي «كحبات الحنطة» بعد ان تغتسل بالماء العذب ثم يتم فرشها على المصاطب تحت أشعة الشمس طوال النهار لتنشف ويرسلوها إلى «المطحنة» لتصبح طحيناً وتعجنه «نساء قريتنا» مع ضوء الفجر خبز التنور..

«كم تشبه ريحة خبز التنور ريحتك؟»

أنا ابن ريف غارق بالشرق على اتساع براري القمح وكروم العنب والتين.

كنت ولم أزل أمقت المتاجرين «بالتنظير» الذين يرتدون جلوداً مستوردة وجوهاً مستوردة وعيوناً مستوردة وقلوباً لا تعرف الحب ولا كيف يكون الوطن دم الشرايين؟

حسن إبراهيم الناصر

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى