أولى

ترامب وظريف

التعليق السياسي

 

 

شكّل الإفراج المتزامن عن معتقل إيراني في السجون الأميركية ومعتقل أميركي في السجون الإيرانية مناسبة للتساؤل عما إذا كانت مجرد ترتيبات لتخفيض التوتر، أم أنها أبعد من ذلك وتعبير عن شيء ما في السياسة.

جاء كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إمكانية إبرام اتفاق بين أميركا وإيران خلال تعليقه على إفراج إيران عن الضابط السابق في البحرية الأميركية مايكل وايت، تعزيزاً لمنح التساؤلات بعداً سياسياً أكبر.

الرد الوارد على لسان وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، وضع كلام ترامب الذي يحتمل ككل كلامه فرضية التهور والمبالغة، في إطار من الجدية، فظريف وزير خارجية معروف بدقة اختيار كلماته ومناسباتها، والدولة الإيرانية تلتزم الحذر والتحفظ في كل ما يتصل بالعلاقات الإيرانية الأميركية.

قال ظريف لترامب،نحن على عكس تصرفات مرؤوسيك، حققنا مبادلة إنسانية، وكان لدينا اتفاق عندما دخلت مكتبرئاسة الجمهورية، فإن إيران والمشاركون الآخرون فيالاتفاق النوويلم يتركوا الطاولة أبداً بينما قام مستشاروك الذين تمت إقالة معظمهم الآن، بمراهنة غبية، الأمر متروك لك لتقرّر ما تريد إصلاحه”.

في كلام ظريف ثلاث إشارات لافتة تستحق المتابعة، الأولى تحميل مرؤوسي ترامب بدلاً منه مسؤولية تخريب الاتفاق النووي بمراهنات غبيّة، والثانية أن هؤلاء تمت إقالة معظمهم، والثالثة أن الأمر متروك لترامب ليقرّر ما يريد إصلاحه.

الواضح انها لغة محسوبة لترك الباب مفتوحاً لخطوة من طرف ترامب، ليصير ممكناً الحديث عن إشارة ترامب لـ «إمكانية إبرام اتفاق» هو حسب سياق كلام ظريف عودة بطريقة ما للاتفاق النووي.

الظروف الصعبة التي يواجهها ترامب ومعه أميركا، والخيارات القاسية التي تنتظرهما، تجعل فرص حدوث مفاجآت أمراً ممكناً.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى