عربيات ودوليات

الديموقراطيّون نحو إصلاحات للقضاء على العنصريّة وترامب لا يفوّت الفرصة: باول جرّنا لـ«حروب كارثيّة» في الشرق الأوسط

 

هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وزير الخارجية الأسبق كولن باول، مؤكداً أنه كان سبباً في توريط أميركا في حروب الشرق الأوسط الكارثية.

وكتب على «تويتر»، أمس: «كولن باول هو المسؤول الفعلي عن جرّ أميركا إلى الحروب الكارثية في الشرق الأوسط».

ويأتي تعليق ترامب، رداً على تصريحات باول، التي قال فيها إن ترامب يبتعد عن الدستور الأميركي وإنه لن يمنحه صوته في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وقال ترامب: «أعلن كولن باول، أنه لن يصوّت لي، وأنه سيمنح صوته لجو بايدن، نائب الرئيس الأميركي الأسبق».

ولفت ترامب إلى أن «تقرير باول، عن امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل، قاد لحرب العراق».

وتابع : «ألم يقل باول أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامللم يكونوا يمتلكونها، لكننا ذهبنا إلى الحرب».

وفي مقابلة مع شبكة «سي أن أن» الإخبارية الأميركية، أمس، انتقد فيها وزير الخارجية الأسبق، المنتمي إلى حزب ترامب (الحزب الجمهوري)، الطريقة التي يدير بها ترامب أزمة الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها الولايات المتحدة الأميركية عقب مقتل المواطن الأميركي من أصول أفريقية جورج فلويد، على يد ضابط شرطة.

وينضم كولن باول، الجنرال السابق، إلى قائمة متنامية من جنرالات الجيش الأميركي، الذين ينتقدون إدارة ترامب بقوة.

وقال باول، الذي عمل وزيراً للخارجية في عهد جورج بوش الابن: «لدينا دستور يجب أن نتبع ما جاء فيه، لكن الرئيس يبتعد عنه ببطء»، مضيفاً: «أن من يتهمون ترامب بمحاولة خلق حالة من الانقسام داخل أميركا، على صواب».

يذكر أن كولن باول، هو أول أميركي من أصول أفريقية، يتولّى منصب وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية، ورئاسة أركان الجيش، وبعد تصريحاته الأخيرة، ينضمّ إلى قائمة من جنرالات الجيش الذين يوبخون ترامب بسبب نهج «الرجل القوي»، الذي يتبعه في مواجهة الاحتجاجات.

وقال كولن باول: «لم أشهد مثل هذه الاحتجاجات في حياتي، وأعتقد أنه يجب التعامل معها بحكمة».

وتابع: «أخطط لمنح صوتي لنائب الرئيس السابق جو بايدن (المنتمي للحزب الديمقراطي)، خلال انتخابات الرئاسة المقبلة، في تشرين الثاني المقبل، كما فعلت في انتخابات عام 2016»، مضيفاً: «أنا قريب جداً من بايدن فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية والسياسية، وعملت معه لأكثر من 35 عاماً».

ويواجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقادات واسعة من مسؤولين وقادة عسكريين سابقين، يتهمونه بخلق حالة من الانقسام داخل الأميركي، أبرزها ما قاله جيمس ماتيس، وزير الدفاع السابق، الذي اعتبر أن ترامب «لم يحاول حتى توحيد الأميركيين، وأنه يواصل جهده لإحداث حالة من الانقسام».

ولا تزال ردود فعل كبار المسؤولين العسكريين المتقاعدين المنددة بمقاربة ترامب الصارمة إزاء الاحتجاجات وسعيه لإخمادها، تتفاعل، علماً أن هؤلاء يتحاشون عادة انتقاد الرئيس، ما يعكس أزمة تزداد تعقيداً بين البنتاغون والبيت الأبيض.

بدورها صرّحت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس التي خلفت باول في المنصب في عهد الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش لشبكة «سي بي أس» أنها كانت «بالتأكيد» لتنصح ترامب بـ»الامتناع عن أي زج للجيش في السعي لاحتواء احتجاجات سلمية».

وقالت رايس وهي أول أميركية من أصول أفريقية تتولى وزارة الخارجية «هذه ليست ساحة معركة».

لكن مسؤولي الإدارة الأميركية دافعوا مجدداً عن مقاربة الرئيس للاضطرابات، وصرّح وزير الأمن الداخلي تشاد وولف لشبكة «ايه بي سي» الأميركية أن «واشنطن كانت مدينة خارج السيطرة».

واعتبر أن «خفض العنف هو نتيجة الجهود التي بذلتها الإدارة نافياً وجود مشكلة عنصرية متأصلة في صفوف الشرطة».

وفي حين لم تقترح الإدارة بعد أي تغيير في السياسة رداً على الغضب العارم إزاء قضية فلويد، من المتوقّع أن تقدّم كتلة الأعضاء السود في الكونغرس اليوم اقتراح قانون يرمي إلى «تفعيل آليات محاسبة الشرطة».

ويهدف مشروع القانون إلى «تسهيل مقاضاة عناصر الشرطة على خلفية حوادث مميتة، وحظر أسلوب التوقيف القائم على الخنق الذي أدى إلى موت فلويد وطلب استخدام كاميرات تثبّت على زي الشرطيين وإعداد قاعدة بيانات وطنية لتسجيل سوء سلوك الشرطة».

وتحدّثت عضو اللجنة النائبة عن فلوريدا فال ديمينغز، التي طُرح اسمها نائبة محتملة لبايدن في الحملة الرئاسية، عن التغييرات التي تعتبرها ضرورية.

وقالت ديمينغز، وهي قائدة سابقة لشرطة أورلاندو في فلوريدا لشبكة «ايه بي سي» الأميركية «لدينا عمل كثير، العنصرية المتأصلة هي الشبح الحاضر دوماً».

وتابعت «ما علينا القيام به كأمة هو محاسبة الشرطة، وتوفير الرقابة اللازمة لذلك، النظر في معايير التدريب وفي سياسات استخدام العنف وفي آليات التوظيف وفي التنوع»، وإعداد تشريعات لضمان الإصلاح.

لكن وزير العدل الأميركي وليام بار قال أمس، إنه «يعارض أي خطوة تحدّ من حصانة عناصر الشرطة».

وصرّح بار لشبكة «سي بي اس» الأميركية «لا أعتقد أن هناك ضرورة لتقليص الحصانة من أجل ملاحقة شرطيين سيئين، لأن هذا الأمر سيؤدي حتماً إلى تراجع الشرطة» عن أداء واجبات إنفاذ القانون الأزمة.

واعتبر أن «وظيفة الشرطة هي الأصعب في البلاد».

ودافع بار عن عملية إخلاء ساحة لافاييت الواقعة أمام البيت الأبيض بالقوة الإثنين قبيل خروج ترامب سيراً لتفقد كنيسة مجاورة تعرّضت لأضرار خلال الاضطرابات، مؤكداً أن محتجين كانوا قد رشقوا حجارة خلال التظاهرة، مناقضاً بذلك تقارير كثر كانوا حاضرين.

كما نفى تقارير إعلامية أفادت بأن الرئيس طلب في لحظة معينة نشر عشرة آلاف جندي في المدن الأميركية لقمع الاضطرابات.

وقال بار إن «الرئيس لم يطلب أبداً ولم يعتبر أن هناك ضرورة لنشر الجيش النظامي حينها»، مبدياً ارتياحه «لتمكننا من تجنّب هذا الأمر».

ويتّهم ديموقراطيون ترامب بأنه «عمّق الانقسام بحديثه عن المحتجين»، وهو رأي أيدته رايس الجمهورية.

وقالت إن الرئيس «يجب أولاً وقبل كل شيء أن يتحدّث بلغة الوحدة، لغة التعاطف… (للمساعدة في) تخطي انقساماتنا وليس تعميقها».

ويسافر المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية جو بايدن إلى ولاية هيوستن الأميركية اليوم للقاء أسرة المواطن الأميركي جورج فلويد الذي قتل على يد الشرطة الأميركية.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن مساعدي بايدن أن الهدف من الزيارة هو تقدمة التعازي لأسرة فلويد وتسجيل رسالة مصورة لتتم إذاعتها في قداس جنازة فلويد الذي سيقام في وقت لاحق من اليوم ذاته في هيوستن.

ومن غير المتوقع أن يشارك بايدن في القداس تجنباً لتسبب الحرس المرافق له في أي تشتيت للمعزين.

فيما تعهّد الديموقراطيون أمس، الدفع قدماً باتّجاه القضاء على العنصرية المتأصلة في صفوف قوات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة، في مؤشر إلى بداية انتقال معركة التغيير التي انطلقت على خلفية قضية الأميركي الأسود جورج فلويد الذي قضى خلال توقيفه على يد شرطي أبيض، من الشوارع إلى أروقة المعترك السياسي.

وبعد يوم جديد من التظاهرات السلمية الحاشدة في مختلف مناطق الولايات المتحدة، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس بسحب الحرس الوطني من العاصمة واشنطن.

ويتوقّع أن تشهد عشرات المدن الأميركية تظاهرات جديدة، مع تركيز المحتجين على ترجمة غضبهم على خلفية قضية فلويد إلى المطالبة بـ»إصلاح الشرطة وبالعدالة الاجتماعية».

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى