عربيات ودوليات

لا أدلة تُذكر على صلة مرتكبي العنف بحركة «أنتيفا» ‏ والاحتجاجات تطال التماثيل.. وحاكم نيويورك يطالب ‏ترامب بالاعتذار!‏

 

تحركت وزارة العدل الأميركية سريعاً لتوجيه اتهامات اتحادية إلى 53 شخصاً متهماً بـ»العنف» خلال الاحتجاجات التي عمت أنحاء الولايات المتحدة للمطالبة بإنهاء وحشية الشرطة.

ووعد وزير العدل وليام بار، بشن حملة على أعضاء الحركة المناهضة للفاشية المعروفة باسم «أنتيفا» وغيرهم من «المتطرفين» الذين اتهمهم بالمساعدة في إذكاء العنف.

وقالت وكالة «رويترز» إن «المراجعة التي أجرتها لسجلات المحكمة الاتحادية المتعلقة بالاتهامات ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي لبعض المشتبه بهم ومقابلات مع محامي الدفاع والمدعين، خلصت إلى وقوع أعمال عنف غير منظمة في الأساس من قبل أشخاص لا تربطهم صلات واضحة بحركة أنتيفا أو الجماعات اليساريّة الأخرى».

وأضافت «رويترز» أنها «لم تراجع سوى القضايا الاتحاديّة فقط، بسبب مزاعم وزارة العدل حول تورّط أنتيفا وجماعات مماثلة»، ولأن الاتهامات الاتحادية تنطوي عموماً على عقوبات أشدّ، مشيرة إلى أنه وفي بعض وثائق الاتهام «لم يرد ذكر لأعمال عنف على الإطلاق».

وأحجمت وزارة العدل عن التعليق على نتائج «رويترز»، وأشارت إلى حديث أدلى به وزير العدل ويليام بار لشبكة «فوكس نيوز» يوم الاثنين، قال فيه إن وزارته تجري بعض التحقيقات بشأن «أنتيفا» ولا تزال في «المرحلة الأوليّة لتحديد هوية الأشخاص».

وفي حين خصّ ويليام بار والرئيس الأميركي دونالد ترامب مراراً حركة «أنتيفا» وهي حركة غير منظمة تتألف في الأساس من يساريين مناهضين للسلطات، باعتبارها المحرّض الرئيسي للاضطرابات، فإن هذا المصطلح لا يظهر في أي وثيقة من وثائق الاتهام الاتحادية التي راجعتها «رويترز»، ومن المحتمل ظهور مزيد من الأدلة مع سير القضية.

وأوضحت الوكالة أنه «لم تتم الإشارة بالاسم إلا لجماعة واحدة في شكوى اتحادية وهي الحركة التي تسمّى حركة بوغالو التي يؤمن أتباعها وفقاً لما ذكره ممثلو الادعاء باندلاع حرب أهلية وشيكة».

جدير بالذكر أن بعض المظاهرات التي قُدّرت بالمئات واتسمت بالسلمية إلى حد بعيد، قد شهدت أعمال نهب وعنف خلال الأسبوع الماضي.

ووجّه المتظاهرون المندّدون بمقتل الأميركي جورج فلويد جام غضبهم على تماثيل برأيهم تمثل العنصرية، حيث حطم المتظاهرون النصب التذكاري لكريستوفر كولومبوس في مدينة ريتشموند في ولاية فرجينيا الأميركية، وألقوه في بحيرة بيرد بارك.

وتحدث الناشط تشيلسي هيغز وايز ومتظاهرون آخرون إلى حشد تجمع في بيرد بارك حول صراعات الشعوب الأصلية والأميركيين الأفارقة في أميركا.

قالت هيغز وايز في كلمتها: «علينا أن نبدأ من حيث بدأ كل شيء». «علينا أن نبدأ بالأشخاص الذين وقفوا أولاً على هذه الأرض».

ووضع تمثال كولومبوس في ريتشموند، في كانون الأول من العام 1927، وكان أول تمثال لكريستوفر كولومبوس أقيم في الجنوب، بحسب ما ذكر موقع  timesofisrae.

ويأتي إسقاط تمثال كولومبوس بعد أيام من من سحب تمثال للكونفدرالية الجنرال ويليامز كارتر ويكهام، في مونرو بارك من قبل المتظاهرين الذين استخدموا أيضاً الحبال لنقله.

كما تمت إزالة تمثال جندي كونفدرالي من حديقة في جاكسونفيل، في فلوريدا، في وقت مبكر أول أمس، لكن قاضي إدارة ولاية فرجينيا رالف نورثام منع مؤقتاً من إزالة تمثال الجنرال الكونفدرالي روبرت إي لي في ريتشموند.

وفي أنتويرب، استخدمت السلطات رافعة، أول أمس، لإزالة تمثال للملك البلجيكي السابق ليوبولد الثاني، كان المتظاهرون قد قاموا برشه بطلاء أحمر من قبل المتظاهرين، حيث قامت السلطات بأخذه للتنظيف ولم يتضح ما إذا كانت ستتم إعادته الى مكانه.

بالتوازي، تجددت الاحتجاجات المناهضة للعنصرية أمام البيت الأبيض، وردد المتظاهرون هتفات «لا سلام من دون عدالة»، في وقتٍ شاركت فيه عائلات ضحايا قُتلوا على يد الشرطة الأميركية قرب البيت الأبيض.

وأكدت عائلات الضحايا أنها «تشارك في الاحتجاجات قرب البيت الأبيض لإعطائها زخماً».

فيما يحاول الرئيس ترامب افتعال جو من خلال سياساته الخارجية للتأثير على الوضع في الداخل، عبر التصويب على الصين في ملف حقوق الانسان وسحب القوات الأميركي في أوروبا ، وبذلك يريد حرف الأنظار محلياً وخارجياً عن الملفات الداخلية.

وأقيمت في مدينة هيوستن بولاية تكساس مراسم تشييع الأميركيّ الأفريقيّ جورج فلويد الذي قضى خنقاً على يد شرطيّ في مدينة مينابولس.

وفي مدينة سياتل، جاب المتظاهرون شوارع المدينة مردّدين الهتافات المندّدة بعنصرية الشرطة وممارساتها. وذلك قبل أن يجتمع المحتجون في إحدى قاعات المدينة مؤكدين استمرارهم في الاحتجاج حتى تحقيق مطالبهم بإقرار العدالة في بلادهم.

وطالب حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ»الاعتذار» عن تصريحات اتّهم فيها ناشطاً سبعينياً بـ»تلفيق» حادث سقوطه في بافالو.

كومو وفي تغريدة عبر تويتر وصف تعليقات ترامب بـ»المشينة والمقرفة»، وسأله كومو هل «الدم يخرج من رأسه هل كانت أعيننا تكذب علينا؟»، مضيفاً أن «الرجل لا يزال في المستشفى والرئيس يستخفّ به»، واصفاً تصريحاته بـ»القاسية والمتهوّرة».

بدوره، أكد المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن أن «الوقت حان للاستماع إلى الأميركيين وتحقيق العدالة الاجتماعية ووقف التمييز العنصري».

بالتوازي، وافق مجلس الشيوخ الأميركي على تعيين الجنرال تشارلز براون كأول أميركي أفريقي في منصب رئيس أركان القوات الجوية.

في هذه الأثناء، حددت محكمة  أميركية، أول أمس، كفالة بقيمة 1.25 مليون دولار للإفراج عن ديريك تشوفن الضابط المتهم بقتل المواطن الأميركي، جورج فلويد

ومثل الشرطي السابق في مينيابوليس المتهم بقتل الأميركي الأفريقي جورج فلويد، للمرة الأولى أمام المحكمة التي حددت الكفالة الإفراج عنه على ذمة القضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى