مقالات وآراء

حزبٌ يهدّد لبنان…

} شوقي عواضة

منذ اليوم الأوّل لتسلّمه مهام رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، عمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الفائز عن الحزب الجمهوري على استهداف كلّ المؤسسات والجمعيات والمنظّمات الحقوقية المناهضة لسياسته، فدأبت مجموعة من السيناتورات الجمهوريين من بينهم مايك وتيد كروز وتوم كوتون بالعمل على ملاحقة كلّ تلك الجمعيات والمؤسسات وحتى الأفراد باختلاف انتماءاتهم من سورية وإيران وفلسطين وغيرها من الدول في مشهد صغير ورمزيّ يعبّر عن حقيقة السياسة الأميركية التي لا تزال تتفنّن برؤيتها الاستنسابية لها وبمقاييسها التي تراها مناسبة او غير مناسبة لتمنح البعض وسام الديمقراطية التي رفعتها شعاراً للتغيير في منطقتنا خاضت فيه العديد من الحروب بأدواتها التي انهزمت هي ومشروعها لتتحوّل إلى نوعٍ آخر من الحروب من خلال الحصار وفرض العقوبات وتشكيلها لقوائم الإرهاب وتشريع القوانين في سبيل محاولة استعادة هيبتها حتى ولو على حساب إبادة الشعوب تلك القوانين التي هي أشبه ما تكون بقانون ساكسونيا أو بحكم قراقوش، والتي لن يكون آخرها قانون قيصر لمحاصرة سورية ولا تهديد لبنان بتوسيع دائرة العقوبات الأميركية لتشمل حلفاء حزب الله، ووضع أسمائهم على قوائم الإرهاب وملاحقتهم وإنْ كانوا من خارج الحزب أو داعمين له ومنهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، إضافةً إلى فرض عقوباتٍ على حزب الله ووزرائه في الحكومة اللبنانية وعلى المستقلين الداعمين له كالنائب جميل السيّد والوزير السابق جميل جبق والوزير السابق فوزي صلوخ، إضافةً إلى وقف المساعدات للجيش اللبناني ووزارة الداخلية العراقية وفرض أقسى العقوبات على إيران، وأوصت اللجنة باعتماد تفويضٍ جديدٍ للرئيس الأميركي لاستخدام القوة العسكرية يتيح له ملاحقة كلّ من تصنّفه وزارة الخارجية في لوائح الإرهاب وهو أمر باستهداف واغتيال كلّ من ورد اسمه ضمن تلك القوائم التي ترتفع أعدادها يوماً بعد يوم.

لبنان تلقّى القرار وسط ترقّبٍ وصمتٍ ساد أوساط «السياديين» على وجه الخصوص، الذين لم تشرح (الوطنية) صدورهم بعد أو لربما أصابهم داء اللعثمة الذي لا تشفيه إلّا وصفات السفارة الأميركيّة وتعليماتها، فلم نسمع أصوات أولئك الذين أبكاهم وأحزنهم انتصار المقاومة على الكيان الصهيوني والإرهاب ولم تتوال تصاريحهم الاستنكارية على القرار كما توالت على (حزب الله) الحاكم للدولة والمهدّد للأمن السلمي.

لم نسمع إدانات للقرار الصادر عن الحزب الجمهوري ممن قدّموا الشاي لجنود العدو في ثكنة مرجعيون ولم نر الأيادي (البيضاء) تصفّق كما صفّقت لنزع سلاح حزب الله ، ولم نسمع مناشدات المطالبين بعودة العملاء بعدم التدخّل في شؤون لبنان لم ولن نسمع أيّ موقف من أولئك (السياديين) الذين أتخموا الصّحف ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بالحديث عن حزب الله (المهيمن على لبنان) اليوم نسألهم أين سيادتكم من هيمنة الحزب الجمهوري الأميركي الذي يفرض حكمه على لبنان؟ وأين أنتم من تطاوله على رموز الوطن؟ ومن تهديده باستخدام السلاح؟ أسئلةٌ كبيرةٌ لا يجيبون عليها لأنّ الإجابة لا يتقنها إلّا كلّ حرّ ومقاومٍ أبيّ يقاتل من أجل الوطن ولا يقاتل بوطن من أجل امتيازاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى