أخيرة

عندما يسبح الرئيس دياب في حوض التماسيح !!‏

 عمر عبد القادر غندور*

محطة أخرى أكد فيها الرئيس حسان دياب أنه رجل شجاع، بعد أن سبق وأكد ذلك يوم وافق على التقاط كرة النار بقبوله تأليف الحكومة، وأثار آنذاك الأضغان عليه من همزٍ ولمزٍ وما زال

بالأمس القريب توجّه الرئيس دياب إلى اللبنانيين بكلمة فيها القليل من التودّد والتمنّي، والكثير من التصويب الهادف الممتلئ بالتوعّد وكشف المستور في هيكل الفساد المتجذر وامتلاك الحكومة للكثير من الوثائق التي تدين العديد من المسؤولين في الهيكل المتداعي ومن غادره مسرعاً تاركاً لنا إرثا من الألغام.

وكان الرئيس دياب أشبه بمن قرّر السباحة في حوض التماسيح التي سرعان ما تحرّكت وأفاضت بسيل من ردود الفعل، بعضها مهذّب والبعض الآخر متجنٍّ غير صحيح وأقذره النفخ في رماد الفتنة واستنهاض الغرائز والتذكير بالهتافات الجاهلية الممجوجة التي طوّقتها الإرادات الخيّرة الحريصة على الوحدة والمصلحة الوطنية، وكان أحدهم وجّه دعوة إلى البيارتة للدفاع عن مدينتهم ولم يوضح من هم هؤلاء البيارتة الأشاوس ممن يملكون 70% من عقارات بيروت وآل حريري وغيرهم كثير من المالكين الكرام! وأكثر من ذلك قال عن إحدى الشخصيات التي تردّد اسمها في الآونة الأخيرة: فلان بالاسم ليس له دور في السياسة ولا أحد يهبط بالباراشوت!

بالعودة إلى إطلالة الرئيس دياب، كان فيها الكثير من التوصيف الدقيق للأوضاع الراهنة ولكنه لم يقدّم حلولاً من خارج الآلية المعتمدة التي تدور في حلقة مفرغة لا تسمن ولا تغني من جوع، في حين أنّ أوضاعنا تتطلب قرارات استثنائية لأزمة استثنائية، ولا يدّعي أحد انّ المعالجات سهلة وممكنة في زمن كورونا، إلى جانب ما يحيطنا من صعوبات هائلة لا نفككها بإيغال الصدور ونبش مفاتيح الفتنة التي يطلقها المُضلّون والمُرجفون، بل بالحكمة والفضيلة والقول السليم والصواب والرأفة بالمواطنين كافة.

 

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى