عربيات ودوليات

بولتون يكشف ما لا نعرفه عن ترامب.. ‏

 

يقدّم كتاب بولتون الجديد الذي سيصدر قريباً تحت عنوان «الغرفة التي جرى فيها هذا الأمر. مذكرات من البيت الأبيض» اعترافات كثيرة من شأنها إلحاق ضربة موجعة بترامب الذي أقال بولتون من منصب مستشار الأمن القومي العام الماضي، بعد 18 شهراً من تعيينه

واعتبرت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، أن ما كشفه مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون في مذكراته، يدل على أن «الرئيس دونالد ترامب غير لائق وغير مستعدّ ليكون رئيساً».

وقالت بيلوسي في مؤتمر صحافي أمس، مهاجمة الجمهوريين: «من الواضح أن الرئيس ترامب غير لائق أخلاقياً وغير مستعد فكرياً ليكون رئيساً للولايات المتحدة. لكن يبدو أن هذا الأمر لا يهم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي».

وأضافت أنها «تجري مشاورات مع كبار النواب الديمقراطيين حول إمكانية استدعاء بولتون للاستماع إلى شهادته».

وشددت بيلوسي على أن «الديمقراطيين سيواصلون متابعة سلوكيات ترامب».

وتضمّن الكتاب الذي يسعى بولتون لنشره اتهامات خطيرة لترامب يمكن أن تلحق ضرراً بخططه لإعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية.

كما شكك بولتون بـ»أهلية» الرئيس دونالد ترامب على «مقارعة ومناقشة نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي يعرف مصالح بلاده، في قضايا الأمن الاستراتيجي».

كلام بولتون جاء في مقابلة مع قناة «اي بس سي» الأميركية التي نشرت مقتطفاً منها، عن كتابه المرتقب نشره.

بولتون شكك أيضاً بـ»قدرة ترامب على معالجة قضايا الأمن الدولي، وسخر من قلة خبرته في إبرام المعاهدات في هذا المجال».

وأكد بولتون أنه «من المحتمل أن يتمكن ترامب من إجراء صفقات جيدة عندما يتعلق الأمر بالعقارات في مانهاتن. لكن إجراء صفقات لخفض الأسلحة الاستراتيجية، وفي العديد من القضايا الأخرى المتعلقة بالأمن الدولي، بعيدة جداً عن خبرات حياته وتجاربه».

وأضاف «عندما يصادف شخصاً مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نذر حياته وجهده لتحديد الموقف الاستراتيجي لروسيا في العالم، ثم بالمقارنة مع دونالد ترامب، الذي لا يحب القراءة عن ذلك والتعمق في هذه القضايا، فإن أميركا تجد نفسها في أصعب وضع وأحرج موقف».

وفي ردّ على سؤال حول كيفية وصفه للعلاقة بين بوتين وترامب، علّق بولتون قائلاً «أعتقد أن بوتين ذكي وصارم. أعتقد أنه يفهم أنه (في شخص ترامب) ليس لديه منافس جاد. لا أعتقد أنه قلق بشأن دونالد ترامب».

وكانت وزارة العدل الأميركية رفعت دعوى قضائية ضدّ بولتون على خلفية النشر المرتقب لمذكراته، تتهمه فيها بـ»انتهاك التزامات عدم الكشف عن المعلومات التي تشكل أسرار الدولة».

وتوالت المفاجآت في المذكرات الخاصة لمستشار الأمن القومي السابق، بشأن ترامب، والمتعلقة هذه المرة بجهله بالجغرافيا السياسية.

إذ لفت بولتون في كتابه إلى أن ترامب لم يكن يعلم أن «بريطانيا قوة نووية»، وذلك في اجتماع عقده في 2018 مع رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، تيريزا ماي.

وقال بولتون إنه «خلال الاجتماع أشار مسؤول بريطاني إلى أن المملكة المتحدة  قوة نووية»، ليرد ترامب عليه: «أوه، هل أنتم قوة نووية؟»، وذلك في نبرة صوت جعلت جون بولتون يعتقد أنه «لم يكن يقصد منها المزاح»، بحسب مقتطف من الكتاب كشفت عنه صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية.

وكانت أول مرة تختبر فيها المملكة المتحدة رأساً حربياً نووياً في عام 1952، وتستند قوة ردعها الحالية التي تعتمد على الغواصات إلى صواريخ «ترايدنت» الأميركية، بحسب صحيفة «ذا غارديان» البريطانية.

وذكرت صحيفة «ذا غارديان» أن «مسؤولاً بريطانياً روى لها واقعة مماثلة لترامب عندما قام بزيارة للمملكة المتحدة في العام الماضي 2019».

وقال المسؤول إن «ترامب أخبر تيريزا ماي أن التهديد الوجودي الأول يتمثل في الأسلحة النووية، وليس في تغيّر المناخ أو أيّ من هذه القضايا الأخرى التي يثيرها جميع هؤلاء الأشخاص الآخرين».

وتابع: «عندما سألته ماي عن كيفية تأثير ذلك على الردع البريطاني، بدا ترامب متفاجئاً بسؤالها».

وفي تصوير محرج لأحداث دارت في الكواليس، اتهم بولتون الرئيس ترامب بـ»ارتكاب أخطاء فادحة»، منها أنه «طلب صراحة من الرئيس الصيني شي جين بينغ مساعدته في الفوز في الانتخابات بفترة رئاسية ثانية».

وقال بولتون أيضاً إن «الرئيس الأميركي عبّر عن استعداده لوقف تحقيقات جنائية وإسداء معروف شخصي لطغاة يحبهم».

وتصور المقتطفات ترامب رئيساً يسخر منه كبار مستشاريه ويعرّض نفسه لاتهامات بـ»عدم الأهلية» أشد بكثير من تلك التي دفعت مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون للسعي لمساءلته وعزله العام الماضي.

وبرأ مجلس الشيوخ الأميركي الذي يسيطر عليه الجمهوريون ساحة ترامب في أوائل شباط. وكان ترامب يواجه اتهامات بتعليق مساعدات عسكرية لأوكرانيا العام الماضي للضغط على رئيسها فولوديمير زيلينسكي كي يكشف عن معلومات تضر بمنافسه الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأميركية.

وقال بولتون في مقتطفات من الكتاب «لو لم ينشغل الديمقراطيون المؤيدون للمساءلة بشكل مفرط بقضية أوكرانيا في 2019، ولو أنهم ترووا في التقصّي بأسلوب أكثر منهجية في مسلك ترامب في مجمل سياساته الخارجية، لربما جاءت نتيجة المساءلة مختلفة تماماً».

ويشير منتقدو بولتون إلى أنه «أحجم عن الشهادة في استجواب بمجلس النواب في وقت ربما كان حديثه فيه في غاية الأهمية».

وشنّ النائب الديمقراطي آدم شيف، الذي قاد فريق الادعاء في قضية مساءلة الرئيس الجمهوري ترامب، هجوماً على بولتون الذي هدد في ذلك الوقت بأنه «سيقيم دعوى قضائية إذا استدعي للمثول أمام لجنة التحقيق».

وقال شيف في حسابه على تويتر «لقد فضل الاحتفاظ بالمعلومات من أجل كتابربما كان بولتون مؤلفاً، لكنه يفتقر للحس الوطني».

غير أن كتاب بولتون يقدّم ذخيرة جديدة لمنتقدي ترامب قبل انتخابات الرئاسة المقررة في الثالث من تشرين الثاني، بما في ذلك ما يرويه عن حوارات منسوبة لترامب مع الرئيس الصيني تطرقت في إحدى المرات لموضوع الانتخابات الأميركية.

وفي أكثر الروايات إضراراً بترامب من جانب أحد المطلعين على ما يدور في دهاليز إدارته وذلك بعد أيام فحسب من اتهام وزير الدفاع السابق جيم ماتيس لترامب بأنه «يحاول تقسيم أميركا»، كتب بولتون «ثم حوّل ترامب، ويا للعجب، دفة الحديث إلى الانتخابات الرئاسية القادمة بالولايات المتحدة، ملمّحا إلى قدرة الصين الاقتصادية ومناشداً شي أن يعمل على فوزه».

وقال تشاو لي جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لدى سؤاله عما قاله بولتون أثناء إفادة صحافية أمس، إن «الصين لا تعتزم التدخل في الانتخابات أو في أي شأن داخلي أميركي».

وقال بايدن في بيان «إذا صدقت هذه الروايات، فلن تكون بغيضة أخلاقياً وحسب، بل تمثل انتهاكاً لواجب دونالد ترامب المقدس تجاه الشعب الأميركي».

وقال الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر في إفادة أمام مجلس الشيوخ إن «رواية بولتون غير صحيحة على الإطلاق».

وتابع قائلاً «كنت حاضراً في الاجتماع. ألا أتذكر شيئاً بهذا الجنون؟ بالقطع كنت سأتذكره». وأضاف «من المؤكد أن هذا لم يحدث قط في الاجتماع. هذا جنون مطلق».

على الرغم من انتقاد إدارة ترامب بشدة للاحتجاز الجماعي لأقلية الأيغور المسلمة ومجموعات أخرى مسلمة في معسكرات، فقد قال بولتون إن «ترامب منح الرئيس الصيني الضوء الأخضر في حزيران 2019 أثناء وجود الاثنين في أوساكا».

كتب بولتون يقول «وفقاً لمترجمنا، قال ترامب إن على شي أن يمضي قدماً في بناء المعسكرات وهو ما رأى ترامب أنه الشيء الصحيح الذي يجب عمله». وأضاف أن «مسؤولاً بارزاً آخر في البيت الأبيض قال إن ترامب أدلى بتصريحات مماثلة خلال زيارته للصين في تشرين الثاني عام 2017».

واستشهد بولتون بعدد لا يحصى من المحادثات التي أبدى فيها ترامب «سلوكاً غير مقبول على الإطلاق على نحو قوّض شرعية الرئاسة ذاتها».

على الرغم من انتقادات ترامب العلنية للصحافيين، نسب كتاب بولتون للرئيس الأميركي تصريحات من أكثر أحاديثه مدعاة للتوقف. فخلال اجتماع انعقد في نيوجيرزي في صيف 2019 قال ترامب حسب رواية بولتون إن «الصحافيين يجب إيداعهم السجون حتى يكشفوا عن مصادرهم: هؤلاء يجب إعدامهم. إنهم حثالة»، حسبما ورد في مقتطفات أخرى نشرتها صحيفة واشنطن بوست.

بينما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، إن «مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون، ينتهك القانون بنشر معلومات حساسة في كتابه».

وصرح ترامب في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»، «إنه يخالف القانون، هذه معلومات سرية للغاية ولم يكن لديه إذن (لنشر هذه المعلومات). لقد خرجت الآن بضجة كبيرة». وذكر أن «لا أحد كان أكثر صرامة منه في التعامل مع الصين وروسيا».

كما وصف ترامب كتاب جون بولتون عبر حسابه على موقع «تويتر» بأنه «عبارة عن مجموعة من الأكاذيب والقصص الخيالية المصممة لجعلي أبدو سيئاً. إن العديد من التصريحات السخيفة التي ينسبها إلي لم تصدر أبداً، إنها مجرد خيال».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى