مقالات وآراء

السيد نصر الله: سورية لن تسقط.. والمعادلات ‏المنتصرة أقوى من «قيصر» ‏

} د. بيير عازار

«إنّ لجوء اميركا الى قانون قيصر هو دليل على انتصار سورية (الشام) في الحرب العسكرية والميدانية لأنه آخر أسلحة الولايات المتحدة.. وأيضاً فإنّ حلفاء سورية الذين وقفوا معها سياسياً وعسكرياً لن يتخلوا عنها في مواجهة الحرب الاقتصادية، ولن يسمحوا لها أن تسقط».

بهذه العبارات استشرف الأمين العام لحزب الله السيد حزب نصر الله، في خطابه الأخير، ما ستؤول إليه الأمور في الميدان السوري/ الشامي. وهو كعادته، يبشر بأنّ العقوبات الأميركية، مهما استفحلت، فهي إلى زوال، لأنّ سورية/ الشام كانت عصية على الغزاة والطامعين وفق دروس التاريخ البعيدة منها والقريبة.

وكان سماحة السيد قد كرّر أكثر من مرة أنّ الولايات المتحدة تعمل على هدم الانتصارات السورية، ومنعها سورية من الإعمار لغايات لا تخفى على المراقبين السياسيين، الأجانب والعرب على السواء، وهو الأمر الذي أقرّت به الإدارة الأميركية عندما اعترفت مؤخراً بأنّ «قانون سيزر» يهدف إلى منع الرئيس السوري بشار الأسد من تحقيق انتصار عسكري ناجز في الحرب المتواصلة على سورية/ الشام منذ أكثر من عشرة أعوام.

ويضيف سماحة السيد في خطابه «أنّ الذي قدّم الدم والشهداء لتبقى سورية موحدة، ولا تخضع لأميركا وإسرائيل، لن يسمح لقانون سيزر أن يلحق الهزيمة بالشام»، ونبّه اللبنانيين «إلى أن ألا يفرحوا بقانون قيصر، لأنه يؤذيهم كثيراً، وربما بما هو أكثر من سورية»، مشدّداً على «أنه لا يجب أن نخضع لقانون قيصر، ولا يجب أن يكون الرأي الرسمي والشعبي خاضعاً لهذا القانون، مع تفهّمي الكامل لعدم قدرة الحكومة اللبنانية على مواجهة الولايات المتحدة، لكن ما أطالب به هو عدم الخضوع لقانون قيصر».

لقد أصاب الأمين العام لحزب الله في تحذيره للبنانيين ولشعوب المنطقة كافة، إنّ «قانون قيصر» هو «إعلان حرب» ومرحلة تمهيدية تعمل الولايات المتحدة من خلالها، مجدداً، على إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد بعد أن فشلت في إسقاطه سياسياً وعسكرياً، كما تعمل على بث الذعر والفوضى في سورية/ الشام وأيضاً في كامل منطقة المشرق السوري الطبيعي.

ويشدّد سماحة السيد على «أن سورية، في الحاضر والمستقبل، تمثل الفرصة الأكبر للشركات اللبنانية للمشاركة بإعادة الإعمار؛ بالإضافة إلى أنّ كلّ الفرص المتاحة أمام اللبنانيين يقفلها الأميركيون ليسلموا رقابهم (في ما بعد) للإسرائيليين، لكن ذلك لن يحصل»… مشيراً إلى «أننا نواجه حرباً اقتصادية، وعلينا أن نتحلى بإرادة الحرب ولن نخضع للأميركيين؛ ولدينا معادلة خطيرة في حال استمرت الولايات المتحدة في محاولاتها لتجويع اللبنانيين».

نعم.. لقد أصاب السيد نصرالله عندما نبّه إلى أنّ مصالح لبنان وسورية واحدة، وما يصيب دمشق سيصيب بيروت في ما بعد بسبب الترابط التاريخي والجغرافي والاقتصادي، وبالتالي فإنّ الحرب الاقتصادية الأميركية الشرسة على سورية/ الشام انما تستهدف لبنان أيضاً، الذي لم يكن بمنأى عن تداعيات الحرب التي شنّت على سورية منذ شهر آذار/ مارس عام 2011، وقد تبدّى ذلك في حركة الاستيراد والتصدير، وفعاليات الاستثمار، بالإضافة إلى مرافق السياحة والاستشفاء وحركة التجارة الداخلية.

إنّ سورية/ الشام لن تجوع ولن تركعومثلما حققت الانتصار على أكثر من ثمانين دولة ساندت المجاميع الإرهابية علناً، استهدفتها تحت ذريعة «الجهاد الديني» و»الدولة الإسلامية» و»الخلافة»… فإنها ستخرج منتصرة على أحفاد العم سام، الذين دخلوا في حرب أهلية/ عرقية قد تطول وتسقط معها هيبة الولايات المتحدة والدولار إلى الأبد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى