مقالات وآراء

مناطق في الشمال السوري ‏تخرج رفضاً للاحتلالين ‏الأميركي والتركي ومتابعون يعتبرون تصدّي ‏الأهالي لقوات الاحتلال ‏بداية مقاومة مدنية ‏

} أيهم دوريش

تشهد مناطق الشمال السوري تحركات شعبية رافضة للاحتلال الأميركي والتركي، على خلفية ما تقوم به قوات الاحتلال من أعمال سرقة موصوفة لحقول النفط، ومن إحراق متعمّد لحقول القمح، إضافة إلى مصادرة الأراضي الزراعية وتحويلها إلى قواعد عسكرية غير شرعية، عدا عن تقديم كلّ أشكال الدعم للمجموعات الإرهابية والانفصالية التي تعيث إرهاباً وتسلطاً واستبداداً.

ويرى متابعون أنّ تحرك الأهالي في مناطق الشمال السوري لا سيما في الحسكة وريفها ومناطق أخرى، رفضاً للاحتلالين الأميركي والتركي، وتنديداً بممارسات المجموعات الإرهابية والانفصالية، قد يتطوّر مع الأيام ويأخذ شكل مقاومة مدنية واسعة، وبأنّ هذا الأمر ليس استنتاجاً مبنياً على ما حصل في  قرية «فارس كبير» التي تتبع لناحية القحطانية بريف الحسكة، حيث هاجم الأهالي رتلاً لقوات الاحتلال الأميركي، وأجبروه على العودة إلى المواقع غير الشرعية التي انطلق منها، بل هو مبنيّ على مجمل التحركات المماثلة، والتي تشهد تصاعداً وبوتيرة مرتفعة.

لسان حال الأهالي في منطقة الحسكة والمناطق الأخرى الواقعة تحت الاحتلال، هو الرفض المطلق للاحتلالين الأميركي والتركي، وبأنهم سيواجهون مشاريع الاستيطان التي تنفذها القوات الأميركية والتركية، وهذا توصيف عادة ما يطلق على العدو اليهودي، مما يؤكد أنّ الأهالي ينظرون إلى القوات الأميركية والتركية الغازية، ذات نظرتهم إلى العدو اليهودي.

تصدّي أهالي قرية «فارس كبير» للقوات الأميركية، كان سبقه قيام أهالي قرية حامو بريف القامشلي بالتصدي لرتل تابع لقوات الاحتلال الأميركي، وقيام أهالي بلدة «أبو راسين» باعتراض رتل آخر، وكذلك قيام أهالي قريتي أبو قصايب والرحية السودة بمنطقة تل حميس بريف القامشلي بالأمر ذاته.

ولم يقتصر تصدي الأهالي للأرتال الأميركية فحسب، بل شمل أيضاً التصدي لمواكب المجموعات الانفصالية، وهذا ما حصل عندما واجه أهالي قرية «خربة الأسعد» رتلاً مشتركا للقوات الأميركية وعناصر ميليشيا «قسد».

والأمر ذاته تكرّر بقرى «جمالو» و «مريكيز» بريف الحسكة الشمالي حيث واجه أهالي القريتين عربات الاحتلال التركي ورشقوها بالحجارة وأطلقوا الشعارات المنددة بالاحتلال والمطالبة برحيله، في حين ردّ الجنود الأتراك بإطلاق الرصاص على الأهالي. كما أن أهالي قرية «ديرنا آغي» بريف القحطانية هاجموا عربات تركية بالحجارة والأحذية. واللافت هو خروج مظاهرات في مدن رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي وتل أبيض وسلوك بريف الرقة الشمالي ضدّ قوات الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيين وممارساتهم الاجرامية بحق الأهالي من حرق للمحاصيل والاستيلاء على المنازل ونهب أملاكهم.

وبحسب وكالة الأنباء السورية «سانا» بأن أهالي هذه المدن تظاهروا (أمس) ضدّ قوات الاحتلال التركي والإرهابيين المرتبطين به وندّدوا بممارساتهم العدوانية بحق الأهالي والتضييق عليهم ومحاربتهم في لقمة عيشهم عبر حرق محاصيل القمح والشعير ومصادرة الممتلكات والاستيلاء على المنازل وآخرها فرض التعامل بالليرة التركية ورفع سعر ربطة الخبز بما يتجاوز الـ 400 ليرة وكلّ ذلك بهدف إجبارهم على ترك منازلهم ومناطقهم وتهجيرهم منها. وقد أغلق المواطنون السوريون المحال التجارية رافضين التعامل بالليرة التركية.

واضح أن التحركات الرافضة للاحتلال وأدواته تتصاعد، وتتحدث العديد من تقارير الاعلامية والمصادر المحلية عن مواجهات يومية بين الأهالي وقوات الاحتلال، وذلك وسط حالة من الاستياء والغضب العارمين من ممارسات الاحتلال ومرتزقته، والتي يواجهها الأهالي باطلاق الدعوات للتعاضد والتكاتف لمواجهة الاحتلال وافشال مخططاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى