أزمة الخبز.. لا حلّ جذرياً وطوابير أمام الافران
تابع رئيس الحكومة حسان دياب، أزمة الخبز المستجدة، وأجرى اتصالات مكثفة لمعالجة الموضوع، وكلف وزير الاقتصاد راوول نعمة والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، البحث سريعا في حلول لا تزيد الأعباء على المواطنين وتخفف خسائر الأفران.
طمأن وزير الاقتصاد راوول نعمة اللبنانيين عبر تغريدة له على حسابه على «تويتر»: «لدينا مخزون كبير من القمح والطحين وبالتالي لا أزمة خبز، وندعو المواطنين الى عدم التهافت على الأفران والمخابز».
وجاء ذلك بعدما فوجئ أصحاب المحلات التجارية في عدد من المناطق بتوقف موزعي الخبز على المؤسسات عن التوزيع، ما أجبر الاهالي على اللجوء الى تأمين الخبز من محلات تبيع ربطة الخبز زنة 900 غرام ما بين 2000 و2500 ليرة لبنانية.
وامتنعت الافران في بعلبك عن تسليم ربطات الخبز للموزعين على محلات السمانة والسوبرماركت، واكتفت ببيعها داخل الفرن، مما أدى الى تهافت المواطنين على الافران وإلى نفاد كمية الخبز لدى أفران ومخابز عدة.
كما شهدت أسواق الهرمل شهدت حال شلل في ظل إقفال المحال والمؤسسات التجارية، وتوقف الملاحم عن الذبح وبيع اللحوم بسبب الارتفاع الجنوني للأسعار. في وقت شهدت الأفران زحمة بسبب تهافت المواطنين لشراء الخبز، فيما أقفل معظم أفران اللحم بعجين والخبز المرقوق لعدم توافر الطحين الذي فقد من الأسواق، وسجل تفاوت واضح في أسعار السلك الاستهلاكية لانعدام الرقابة.
كذلك، شهدت افران في مناطق عدة في بيروت زحمة الا ان الربطة حافظت على سعرها المعتمد 1500 ليرة في حين توقّفت هذه الافران عن التوزيع للسوبرماركت.
وشهدت الافران إقبالا وتهافتا على شراء الخبز بعد الحديث عن امتناع الافران عن التوزيع للمحال، وفي ظل ارتفاع سعر الدولار.
ونفذ عدد من المحتجين وقفة في ساحة تقاطع ايليا في صيدا، احتجاجا على المشهد الذي شهدته المناطق اللبنانية كافة من طوابير المواطنين أمام الافران لاخذ دور من أجل شراء ربطة الخبز، مما أدى الى إغلاق طريق التقاطع.
ورفع المحتجون أرغفة الخبز، في إشارة الى الازمة التي تعيشها البلاد والتي باتت تهدد رغيف العيش بعدما وصل سعر ربطة الخبز الى 2500 ليرة كما قال بعضهم، معتبرين ان هذا «الاذلال للمواطن لم يعد مقبولا كما لم يعد مقبولا أن تتفاقم الازمة الى هذا الحد وسط الارتفاع الجنوني لسعر الدولار»، داعين الناس الى النزول الى الشارع. وشهد اوتوستراد الجمهور باتجاه الكحالة حركة مرور كثيفة بسبب اقبال المواطنين على الافران في المحلة. كذلك اوتوستراد خلدة باتجاه الدامور بسبب اقبال المواطنين على الافران.
وكانت أعلنت بلدية ديرالزهراني، في بيان موجه إلى أهالي البلدة، أنها «واعتبارا من فجر الغد (اليوم)، ستقوم وعلى نفقتها الخاصة بتوزيع الخبز على المحلات والدكاكين في ديرالزهراني، مع الالتزام ببيعها بالسعر الرسمي».\
وتزامنا، شهدت مدينة النبطية ومنطقتها أزمة خبز مفتعلة، أدت إلى فقدان الخبز من الأسواق ، وذلك إثر ورود شائعات عن إقفال عدد من الأفران أبوابها، وامتناع أفران أخرى عن توزيع الخبز على المحال والمؤسسات التجارية.
وناشد مواطنون أجهزة الرقابة في وزارة الاقتصاد والأجهزة الأمنية، التي تراقب عمل الصرافين ومحطات الوقود وغيرها، أن تبادر سريعا إلى «معالجة أزمة فقدان الخبز، ومحاسبة الأفران التي تخفي الطحين وتقفل أبوابها من دون مبرر، لأن المواطن لم يعد باستطاعته أن يتحمل المزيد من التدهور الاقتصادي والأزمات المعيشية».
في موازاة ما حصل أعلن رئيس نقابة أصحاب المخابز العربية في بيروت وجبل لبنان علي ابراهيم أنه «نزولا عند رغبة المسؤولين على مختلف المستويات، لبى أصحاب الافران وسلموا الموزعين الخبز لتوزيعه في مختلف المناطق، على أن يتم معالجة هذا الموضوع في صورة نهائية». وأشار ابراهيم الى أن أصحاب المخابز والافران «لم يعد باستطاعتهم التوزيع، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة لا سيما لجهة الاكلاف التي أصبحت باهظة جدا بعد التقلبات الحادة لاسعار الدولار الاميركي. علما أن الالية التي يتم التداول بها لا تمكن الافران من بيع الخبز إلا بالصالة، لذلك يجب إنصافنا لنتمكن من التوزيع».
وتمنى أن «تتم اليوم معالجة كلفة التوزيع، لان أصحاب الافران غير قادرين على تحمل خسائر إضافية، ويطالبون باعادة النظر بالسعر والوزن وفقا للواقع وليس أكثر».
وكان غرّد وزير الصناعة عماد حب الله على حسابه على «تويتر» متوجها الى وزير الاقتصاد من دون ان يسميه قائلا :»يا زميلي، شو هالمهزلة الجديدة؟ الخبز يا اخي الخبز! صار لها زمان زمان الناس ما وقفت بطوابير الخبز. ناسنا بالبلد ما فيها تكون حقل تجارب وردات فعل. خذ الإجراءات اللازمة لتوقف المهزلة الان. عندك الصلاحية والدعم والتسعير واذن الحاكم، وبعدين؟ ما بدنا الناس يفكروا ان القصة مقصودة».
وكان زار وفد من نقابة عمال المخابز في بيروت وجبل لبنان برئاسة رئيس النقابة شحادة المصري وعدد من اعضاء مجلس النقابة، وزيرة العمل لميا يمين الدويهي، وسلمها مذكرة بمطالبهم لناحية «تطبيق قانون العمل على عمال الأفران، وعدم التعدي على التعويضات العائلية للعمال أو استرجاعها منهم لأنها حق مكتسب للعمال، وعدم استغلال العمال الأجانب وبخاصة العمال والنازحين السوريين بساعات العمل والأجر الأقل وأفضلية العمل للعمال اللبنانيين، وكذلك المطالبة برعاية العمال اللبنانيين للعمل فى الأفران وتدريبهم وتأهيلهم وبخاصة في ظل هذه الظروف الاقتصادية والمعيشة المتفاقمة، بالإضافة إلى تنظيم العمل في قطاع الأفران من خلال تشكيل لجنة من أهل الخبرة والكفاءة لدرس الوضع بصورة شاملة تمهيدا لإصدار القرارات والمراسيم التي من شأنها تنظيم العلاقة التعاقدية والقانونية بين عمال المخابز والأفران وأصحاب العمل».