تحقيقات ومناطق

تنسيق بين الوزارات والمؤسسات لنشر المعلومات ‏ورفع الثقافة البيئية بمواجهة الحرائق ‏ ‎138‎‏ حريقاً في مواقع حراجية… وحرائق القنيطرة بيد ‏العدو الصهيوني ‏

 

 

ـ د. حسان فارس: وزارة الزراعة ممثلة بمديرية الحراج ترفع سنوياً الجاهزية التامة وتتخذ الإجراءات والتدابير الوقائية لمنع أو تقليل حدوث الحرائق

ـ العبدالله: الحرائق الحراجيّة كانت محصورة جداً في محافظة درعا وتمّ اتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية للحدّ من انتشارها

ـ أبو فخر: شكلنا فريقَ تحرٍّ لتحديد الأسباب قبل تسطير أيّ ضبط حراجيّ

ـ ديب: العدو الصهيوني هو الذي يستهدف المواقع الحراجية والزراعية في القنيطرة

} فاطمة الموسى

عُرفَت ظاهرة الحرائق في الماضي بأسماء مُختلفة، لكنها مجرد مصطلحات لا تعكس حقيقة هذا النوع من الكوارث.. لكن السيطرة على الحرائق إذا وقعت تكون في غاية الصعوبة.. بالإضافة إلى الدّمار الذي تُلحِقه بالبشر والحجر.

إن الحرائق التي اندلعت في العديد من المناطق السورية مؤخراً، وطالت حقول القمح والشعير إضافة إلى الأحراج، معظمها اندلع عن سبق تخطيط من قبل قوات الاحتلال الأميركي والتركي والصهيوني والمجموعات الإرهابيّة، بهدف ضرب الأمن الغذائي السوريّ. وسنفرد لهذا الجانب تحقيقاً شاملاً في أعداد لاحقة.

أمّا هذا التحقيق، فنلقي الضوء على الحرائق التي اندلعت في مواقع زراعية وحراجية وأتت في وقت قصير على مساحات واسعة، خصوصاً في مناطق درعا والسويداء والقنيطرة، والتي بمعظمها كانت بسبب ارتفاع درجة الحرارة، عدا عن تلك التي حدثت على أيدي العدو الصهيوني.

ولهذا الغرض تحدثنا مع مدير الحراج الزراعي في دمشق د. حسان فارس، ورئيس الدائرة الحراجية في المنطقة الجنوبية المهندس جميل العبدالله، ورئيس دائرة الحراج في السويداء أنس أبو فخر، ورئيس دائرة الحراج في محافظة القنيطرة المهندس أحمد ديب، عن الحرائق التي حصلت في مواقع حراجيّة عدة:

فارس

حول هذا الموضوع، يقول مدير الحراج الزراعي في دمشق د. حسان فارس: “الحريق عامل طبيعي يحدث في سورية ويحدث في معظم غابات العالم.. وفي بعض الحالات تقوم الدول بعملية حرق مقصودة من قبل فنيين ومعنيين بالحراج تكون في الغابات الاستوائية والغابات المطيرة التي تكوّن فيها الغطاء النباتي وخاصة الأشجار النفطية التي تتساقط أوراقها ويؤدي تراكم أوراقها تشكيل مادة عضوية، وهذه المادة العضوية مع السنوات والقدم ممكن أن تعيق نمو التجدد الطبيعي للبذور الساقطة.

وفي حالة ثانية وبالعودة إلى موضوع الحرق الشائع غير المقصود والمتعمّد، لا بد من وجود ثلاثة أضلاع والتي تسمى مثلث الحريق أي أن له ثلاثة أضلاع، وأول عامل مساعد لحدوث الحرائق هو وجود الوقود أو المادة المشتعلةوالعامل الثاني هو الأوكسجين وهو عامل طبيعي موجود في الغلاف الجوي. وأما العامل الثالث وهو مصدر النار أو الشعلة عندما تجتمع هذه العوامل الثلاثة هذا ما يؤدي الى نشوب الحرائق.

والسؤال هنا كيف يحدث الحريق الناتج عن النشاط البشري؟ ولكن حتى لا نشير أصابع الاتهام إلى الأخوة المواطنين أو أي أحد من طبقات وشرائح المجتمع السوري، النشاط البشري هو أي عمل يمارَس من قبل إنسان اياً كان نوعه وهو نتيجة عدم أخذ الحذر والاحتياطات اللازمة مما يؤدي لحدوث الحرائق.

وعن موضوع الإجراءات التي تقوم بها وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في سورية لاستقبال موسم الحرائق أكمل د. فارس: “تقوم وزارة الزراعة ممثلة بمديرية الحراج سنوياً برفع الجاهزية التامة لديها وتتخذ الإجراءات والتدابير الوقائية لمنع أو تقليل حدوث الحرائق، منها مخاطبة الجهات المختصة والوزارات المسؤولة عن إدارة الموارد التي تعود صلاحية إدارتها إلى هذه الوزارة باتخاذ الإجراءات الاحترازية، على سبيل الذكر نخاطب سنوياً وزارة النقل لاتخاذ الإجراءات الوقائية. كما نخاطب وزارة البيئة لعدم حرق مكبّات القمامة الموجودة قرب الحراج، ومخاطبة الجهات المسؤولة عن النقابات والأحزاب برفع الوعي البيئي من خلال الأنشطة الممارسة على مدار العام والتركيز على مخاطر الحرائق وما تسبّبه من أضرار للبيئة وحرق مساحات واسعة للغابات وتخريب التربة والمنشآت وتخريب مؤسسات الدولة ومنشآت عائدة ملكيتها للمواطنين بسبب هذه الحرائق.

ويتابع: “بالإضافة لهذا الإجراء هناك تنسيق بين وزارة الزراعة وباقي وزارات ومؤسسات الدولة الأخرى وتعمل وزارة الزراعة على نشر المعلومات ورفع الثقافة البيئية لدى المجتمع المحلي من خلال الرسائل الإرشادية عبر وسائل التواصل الاجتماعي واللقاءات الصحافية والإذاعة والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون والمؤتمرات عن أضرار الحرائق والإجراءات الوقائية اللازمة والتي يجب اتباعها من قبل الأخوة المواطنين، لأننا جميعاً شركاء في حماية هذه الثروة وخاصة أن القانون الحراجي صنفها من الثروات الوطنية التي تجب حمايتها”.

وإذ أكد فارس حدوث نحو 138 حريقاً حراجياً هذا العام امتدّ على مساحة 10362 دونماً، أشار إلى محافظة السويداء وقال: “لا يمكن الحديث عن مساحة صغيرة حدثت فيها الحرائق، دونم أو دونمين وإنما مساحات شاسعة، والحرائق هناك لم تحدث في المكان نفسه، بل في المنطقة الإدارية ذاته. فبعد أن تم اخماد الحريق الأول والسيطرة عليه بشكل نهائي من قبل عناصر الإطفاء، اندلع حريق آخر يبعد بما يقارب مسافة كيلو أو كيلومترين عن الموقع الأول.

وختم د. فارس مشدداً على المواطنين الاتصال على الرقم المجاني 188 عند مشاهدة أي حريق أو دخان ضمن الغابات والمواقع الحراجية، داعياً إلى توخي الحذر من إشعال النار وأخذ كافة الإجراءات الوقائية لمنع حدوث الحرائق.

العبدالله

امّا رئيس دائرة الحراج في درعا المهندس جميل العبدالله، فحدثنا عن الحرائق التي اندلعت في هذه المنطقة، وقال:

بالنسبة لدائرة الحراج بدرعا فتبلغ مساحة الحراج في درعا 10324 حراجاً اصطناعياً، بالإضافة لوجود 300 هكتار طبيعيّ في وادي أم عريان. أما الحرائق الحراجيّة فكانت محصورة جداً في محافظة درعا لأسباب عدة:

تمّ اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية للحد من انتشار الحرائق، وأهم هذه الإجراءات تمّ تسهيل أولاً رُخَص الرعي للأخوة المربين في المواقع الحراجية الأمر الذي أدّى إلى تخفيف الأعشاب تحت الأشجار الحراجيّة وبالنهاية الحدّ من انتشار الحرائق، بالإضافة لوضع خطوط نار من خلال شقّ الطرق الحراجيّة وأدّى إلى تخفيف الحرائق من خلال الوصول السريع لمنطقة الحرائق وسهولة السيطرة عليها .

بالنسبه للحريق الحراجي كان لدينا حريق واحد في موقع تل الحارة الحراجي عبارة عن 50 دونماً نتيجة لفحة نارية تحت الأشجار. وتم بعد الحريق قص الفروع اليابسة مما أدى لتدارك الموضوع بشكل سريع جدًا، الحريق لم يكن مفتعلاً ولكن كانت أسبابه مجهولة ونتيجة توزيع الصهاريج على معظم المواقع الحراجيّة كان الوصول سريعاً جداً.

وأما في العام الماضي فقد نشبت تقريباً ستة حرائق حراجية بمحافظة درعا.

وفي سياق آخر، أشار العبدالله إلى أنّ خطة إنتاج الغراس الحراجية لهذا العام وصلت إلى 500 ألف غرسة حراجيّة تمّ تنفيذها بشكل كامل في مشتل ازرع، وأما في إبطع وتل الشهاب فيتمّ التجهيز لهما بعد أن تمّت سيطرة الدولة السورية عليه، وتم إنجاز كشوف تقديريّة لها ليتمّ تأهيلها من جديد.

أبو فخر

رئيس دائرة الحراج لمحافظة السويداء أنس أبو فخر، أشار إلى أن مساحة المناطق الحراجية في السويداء تصل إلى 12 ألف هكتار بين حراج خاص وطبيعي وصناعي. والحراج الطبيعي 3376 هكتاراً معظمه سنديان مترافق مع البطم والزعرور، أما التحريج الاصطناعي في سورية، فهو السرو والكينا وأنواع ثانية وهذا العام بالذات كان لدينا ضبط للحرائق بشكل لافت.

اضاف: نظمنا 8 ضبوط حراجية، والفارق الزمني بينها كان بسيطاً، الحرائق كانت بـ20- 21- 22 في أيار الفائت بالمكان والموقع نفسهما، حيث بعد إخماده بمؤازرة الجهات المعنية ومديرية الزراعة. كان يتمّ افتعال حريق جديد في اليوم الثاني بمكان قريب من الحريق الأول ويبعد عن الحريق السابق حوالي 200 متر، بهدف تشتيت العمل وعدم القدرة على السيطرة، حتى تمّت السيطرة عليه رغم التضاريس الصعبة في المنطقة، وكان الافتعال بالجزء الغربي من المحميّة والهدف انتشارها نحو الشرق لتسبّب خسائر كبيرة في أكبر مساحة من المحمية، وفي اليوم الثاني تمّ افتعال حريق ثالث في الموقع نفسه وطبيعة الحرائق وانتشارها وطريقة الحرق تدل على أنها مفتعلة 100% وغير ناتجة عن عمل بشري غير مقصود.

وتابع: بداية الحرائق كانت بتوقيت متزامن في ثلاثة مواقع بمحمية الضمنة الطبيعيّة وقد التهمت النيران ما يقارب 500 دونم على مدى ثلاثة أيام. اما المساحة الإجمالية التي تعرّضت للحرائق في السويداء فحوالي  3000 دونم.

وأشار إلى أن الحرائق التي امتدت من البساتين إلى الحراج كحريق أم الرمان والقرية، كان مخططاً لها. فهذه الحرائق معروف إلى أين ستمتد نتيجة وجود الأعشاب اليابسة بشكل كثيف.

ديب

وتحدثنا إلى رئيس دائرة الحراج في محافظة القنيطرة المهندس أحمد ديب، فلفت إلى أن مساحة المحافظة 1862 كم مربعاً محرراً، منها جزء حوالي 600 كم مربع، يعني ثلثي المحافظة تحت الاحتلال الصهيوني، لذلك ايضاً الموضوع الحراجي له خصوصيّة. وتبلغ مساحة الحراج في القنيطرة 2800 هكتار وهي نسبة قليلة بالنسبة للمحافظة والنسبة الأكبر ضمن الأراضي المحتلة، وتبلغ 12000 هكتار قبل عام 1976.

أضاف: أما في الجزء المحرّر فتبلغ مساحة الحراج لدينا 2850 هكتاراً أي بنسبة 4% من مساحة المحافظة كمواقع حراجية. وتمتد المواقع الحراجية على طول الجبهة بمساحة حوالي 60 كم على 30 موقعاً حراجياً، إضافة لحرم الطرقات وحرم السدود حيث يوجد في المحافظة 6 سدود، تمّ تحريجها ويبلغ الحراج الاصطناعي 655 هكتاراً. الحراج الطبيعي يقع بمحاذاة خط إطلاق النار مع الجولان المحتل، وهذه أخطر الحرائق حين تكون موجودة على خط وقف إطلاق النار، وغالباً تكون مفتعلة ومقصودة من العدو الصهيونيّ بشكل دائم سنوياً .

وتابع: هذا العام بلغت الحرائق الحراجيّة إلى اليوم حريقين في الحراج الصناعية بمنطقتين كان هناك حريق بتاريخ 21-5-2020 وهي 60 دونماً أي 6 هكتارات في منطقة كوم محيرس منطقة حراجية من شجر السرو ويعتبر حريقاً سطحياً لعدم كثافه الأعشاب. وحريق ثانٍ بغابة الباسل بالكور أيضاً 10 دونمات، يوجد لدينا فريق تحرٍّ عن أسباب الحرائق شكلته مديرية الزراعة لمعرفة السبب وإجراء الضبط الحراجي. وحالياً نقوم بسقاية الأشجار وتقليم الأغصان المحترقة، علماً أن محافظة القنيطرة تتعرّض لعدوان صهيوني متكرر بالقذائف والصواريخ.

وختم: الحرائق في هذه المنطقة هي بالتأكيد مفتعلة، ويقف وراءها العدو الصهيوني الذي يستهدف المواقع الحراجية والزراعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى