ثقافة وفنون

‏«البيت العربيّ النمساويّ»… يحرّر قصائده من سجن ‏كورونا!‏

 

} لوريس فرح*

من جديد ها هي أبواب «البيت العربي النمساوي للثقافة والفنون» تشرّع بعد إغلاق دام لأشهر عدة بسبب جائحة كورونا، فتح أبواب بيوت الشعر على مصاريعها العالية ليتردد صدى القصائد والموسيقى في سماء فيينا..

شارك في الأمسية الأدبية ثلاثة فرسان من سورية، الشاعرة وئام فتال والشاعرة نهى أبو دقة وشاركهم الوقت طلال مرتضى، هذا بالإضافة إلى الفنان السوري ياسر الشيخ الذي رافق القراءات عزفاً على آلة العود.

محاور القصائد دارت حول الوطن البعيد والحب وغيرها..

أدارت الأمسية الدكتورة اشراقة مصطفى رئيس اللجنة الأدبية وممثل الأدب العربي في القلم (PEN)، والتي قدّمت بدورها نبذة قصيرة عن كل مشارك.

محطة الشعر الأولى كانت مع الشاعرة السورية  نهى أبو دقة، إذ كتبت للحبيب:

«أيُعقل ان امرّ بك كمروري

بالاخرين!؟

هل سيصبح وجهك النورانيّ

نحتاً من ذكريات

خيبة؟

وهل يمكن لتلك العينين العاشقتين

ان تصبحا لؤلؤتين

باردتين

(للأمير السعيد)

هل ساتقن اللعبة؟

وتلك التفاصيل التي لملمتها 

بهدب العين وجمرات الورع

أساقوى على رميها في موقد

الفقد وغيهب النسيان؟!

أو المرور بها وكأنها

صورُ  موتاي

الذين ما زلت اخصص لهم ركناً

حميماً من الذاكرة!!

أينقلني ذهولي لجنون حتميّ!

ذاهلة انا حدّ الجنون 

جثة قُدّت من حنين ووله

ولهفة..».

قدّم الكاتب طلال مرتضى عدداً من القصائد بالمحكيّة حيث أهدى تلك الأمسية للشاعر السوري المرحوم عمر الفرا.

من قصيدته «أني سوري» عرج بالشعر نحو فلسطين ليعود بنا إلى دفء الحب وصخبه، اخترت لكم قصيدة، «أنا وأنت» الذي أهداها لأخيه السوري:

«أنا وأنت تربطنا وحدة دم

تجمعنا حكايا أكبر من الكون

طفرة تعدّت حليب الأم..

أنا وأنت

بيننا الشمل يلتم.

أنا وأنت

لي مالت كفة الميزان لا ما نرجحها

نطففها..

أنا وأنت

نوقف عقارب الساعة

نغير موجة التاريخ

لك أخوي أنت ولي تناخينا

ما تفرقنا حكاية عاذل وخوان

أنا وأنت

ما نعرف قصة اسمها أديان

توارثنا هالأرض ورثة وحميناها

ومن خلقنا الله

جملة على الغايب حفظناها

نرددها.. ونرددها

أنا وأنت

بعد الله سوريا نعبدها

بعد الله سوريا نعبدها

أنا وأنت».

وختمتها الشاعرة وئام فتال أيضاً بالغزل:

«قاوم..

هذا الدخيلَ

على أعقابِ قبلاتنا

ولا تساوم على يدي

بيدٍ امتدت من

الفردوسِ

كان قد وعدك بها

أحد الشيوخِ

بخطبةِ جمعةٍ

كَحلٍ بديل..

جارِني في الحياة

علّنا نضمن

عناقنا

وأطفالنا ينهضون

من تحت

البلاد

ليصعدوا

رأس الهرم..

وخذ بقلبي بوصلة

المسير

إلى عوالم أشهى

من الموت..

قاوم

لتتعافى الأرض

فلي عند شفتيك

دينُ اللثم

والشهيق

ولي في زندكَ

قصيدةٌ

وحائط مبكى

وصدري

نايٌ ينوحُ

يغني

كل ما عظمت

الأهوال

واشتدّ عودها..

قاوم

يا عازلي عن الحزن

في الحَجرِ

الرحيم..

وهوائي.. إذا ما اختنقت

رئةُ الكون

وانتهى كل شيءٍ.. هنا

بقينا معاً

نقاوم

ويُخلق من دمعنا

نسلٌ جديد

على الرغم من شبح الكورونا الذي لم يزل يتربّص عابري الكلمات، إلا أن الجمهور كسر عزلة الحجر وجاء ليقف على مشارف القصائد، والذي تنوّعت مشاربه وأماكنه، هذا بالإضافة إلى عدد من الأصدقاء النمساويين الذين يتابعون الحركات الثقافية العربية في فيينا.

 

*كاتبة سورية/ فيينا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى