حديث الجمعة

عشق الصباح

 

 

حانية كدالية تضجّ بالعناقيد تقطر الشهد على ضفاف «ثغرك الوردي» حتى صار شهياً كالرحيق.. ننثر في الريح أسرار حكايانا الباقيات.

أنا وأنت روحان في مقام العشق نحيا..

ننسج من الصبر أحلامنا الصغيرات «يلي عا قد حالنا».

ينسكب الضوء في فناجين قهوتنا ونحن نرتّل مع «فيروزيا جبل لبعيد خلفك حبايبنا»

أفكفك قيود الانتظار عني ونمضي ليلنا على عتبات النداءات يستبدنا الحنين، تتلو الخطوب علينا كأنها بعض صخر الجبال الراسخات..

حتى كاد الفقد يصير نزف أرواحنا بمرارة الوداعات الموجعات.. تجاوزتنا سنون العمر رحيلاً وترحالاً ولقاءات مؤجّلات.. ها قد غزا الشيب شعر الرأس بالهموم وضاع في مسارات الدنيا منا «الشباب»!.. «ننحني مع الريح ليس انكساراً بل: «كما تنحني السنابل المخزونات بحبات الحنطة في البراري الواسعات.. شقاء الطيبين تعب الروح.. باقين على عهدنا نؤدي طقوس الحبّ على مدى الأيام والحياة.. بالصبر والإيمان نداوي جراحنا النازفات.. صمتنا بوح وقهوتنا تطيب مع كل الشمس بريحة الهيل وفي محراب الليل ننتظر القمر حتى يلاقينا الصباح في شرفة الحبق.. لم أزل أهيم على وجهي أفتش عن وجوه أحبتي في دفاتر الصور.

أتلمّس وجوههم ترتعش كفي حين تمرّ على وجهك «يلي متل وردات الجوري النقي متل الياسمين المقطر بالندى وقد تلامع بياضه تحت فضة القمر.. يكابدني الشوق إليكمُ، أترك صومعة «الكتب والورق» وأجيء البحر أغسل بالملح آثامي الكثيرات!

أنا، على عشقي أقبض في كفي بعض جمر.. لعلك تراني وأنا أتلو على الموج المسكون باللازورد أسرار حكاياتي.. وأراك تتجلى في كل جهات الأمكنة.. «دارت الأيام لينا أنا وأنت..»؟!              

حسن إبراهيم الناصر

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى