حديث الجمعة

ورد وشوك

 

 

صدق مَن قال إذا تعلّمت التجاهل فقد اجتزت نصف تعب الحياة….

وكأن للتجاهل سنناً لو أدركنا ماهيتها لقمنا بافتتاح فصول دراسية تدرس فيها أهم المقررات لتعليم كيفية العيش بأمان وسلام

فهو فن قائم بذاته لا يتقنه إلا الأذكياء سواء كانوا قادة سياسيين أم مدنيين أفراد….

في زمن تشعبت فيه طرق الحياة على كل المستويات فأتقن معظم من حولنا أسلوب اللف والدوران في التعامل للوصول لمبتغاه سواء كان مستحقاً لما نال أو أنه مغتصب معتدٍ لكنه أجاد استخدام لعبة الأواني المستطرقة بخفة ودهاء

تلك النظرية العلميّة التي عرفناها على مقاعد الدراسة الأولى ونحن في العمر صغار

كان الغرض من وراء شرحها تبسيط المعلومة وإدخالها في عقول طلاب منهم مَن صار من أبرز رجالات الهندسة والبناء.

استفادوا منها على مستوى العالم في حفر القنوات وبناء سدود الحضارة لخدمة كل المخلوقات لا لتوطين حب السيطرة في ضمائر صناع الأزمات قاضمي الأراضي وسارقي ما تضمره في جوفها من ثروات تاركين أهلها الأصليين لاجئين نازحين على وجوههم في أصقاع الأرض هائمين لانتمائهم الوطني فاقدين وبالتوطين المكرهين عليه موعودين استناداً لنظرية صديقنا أرخميدس لإملاء الفراغ الذين هم فيه موجودون.

صحيح أن ما ذكرناه عن التوطين ما هو إلا استطراداً لحديثنا عن التجاهل بمعناه الإيجابي والذي نحن أحوج ما نكون إليه اليوم.

فالتجاهل عند الغضب ذكاء به لا يمكن أن نستهين، وعند المصاعب إصرار على تحقيق ما قد يبدو مستحيلاً، وفي حال الإساءة المتجاهل المتعقل يحظى حتماً باحترام الجميع فهو في معرض الحاجة إليه علم استفاد منه الواثق بنفسه إذ صار يملك القدرة على تنفيذ ما صمّم عليه بتدبير وحرص شديد بعيداً عن آفات الأنانية والغرور وآخذاً بالنصيحة البناءة إن أتت من لدن خبير مسؤول عن قوله وفعله مشهود له بصحوة الضمير. وعليه فالأصعب من التجاهل معرفة متى وأين يكون لتجاهلنا مقامه المحمود.

رشا المارديني

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى