حديث الجمعة

بين السلبي والإيجابي..

 

 

الأشخاص الذين يعطون من دون مقابل، ولا ينتظرون أن نمدحهم أو نرد جميل صنيعهم، حافظوا عليهم.. الأشخاص الذين بوجودهم نشعر بأن الأوقات الصعبة تمر عجالة بسبب قدرتهم الرهيبة على الاحترام على الاهتمام أيضاً حافظوا عليهم!!

الأشخاص الذين يكونون معنا لفترة ما ويرحلون من دون سابق إنذار، ثمّ يقررون العودة عندما يستغربون كيف تجاوزتهم، كيف تكمل حياتك وتحقق النجاح من دونهم، صعب جداً أن تشعر اتجاههم الشعور ذاته الذي شعرنا في بداية تعارفنا معهم، فأغلب الناس لا تنسى المرة الأولى من كلّ شيء وما شعرت به اتجاه هذا الشيء لحظتها..

حتى لو سامحناهم فهذا لا يعني أنّ مكانتهم عادت كما هي، فالأكثرية تسامح لتنعم براحة البال ليس إلّا!!

مَن يترك بداخلنا ألماً أو جرحاً عميقاً يترك ندبة في القلب من دون أية مقدمات، ويبتعد أياماً وشهوراً ويتركنا في حالة حيرة وتساؤل، لماذا فعل معنا هذا؟ بماذا أخطأنا اتجاهه؟ كذلك اتركوهم وارحلوا ولا تسألوا. فالأكثرية تبحث عن علاقات تكون مصدر سعادة وليس مصدر دموع وأسى. فعملية فرم البصل تجعلك تبكي لبعض الوقت وتقوم بعملية تنظيف للعين ولا تجرح مشاعرك، لذا تعقّل!!

مَن يحاولون بكلامهم أن يضربوا لك موعداً مع شجرة الأمل الوارفة الظلال، من يكون كلامهم متنفساً لالتماس الراحة النفسية لا سيما بعد الضربات العاصفة بسفينة النفس، احرصوا على وجودهم الدائم بحياتكم فهم مصدر السلام والطمأنينة!!

مَن تقدِّم لهم الكثير والكثير ولا يُشعرونك بقيمتك أو عظيم فعلك أو حتى يقولون لك في لحظة ودّ: شكراً، ابتعد عنهم. فحتى الطيور والحيوانات إذا أشعرتها ببعض الرعاية وقدمت لهم طعاماً أو شراباً يجعلونك تشعر من خلال حركاتهم وإيماءاتهم أنهم يقدمون لك الشكر بطريقتهم!!

الذين يسلبونك حقك في الحياة وأنت الواقف فيها على قدم واحدة تنتظر لحظة سقوطك الحقيقية بعد أن سقطت الدنيا من عينيك هؤلاء ابتعد عنهم ما استطعت لذلك سبيلاً!!

عادة يستخدمون بعض العبارات في الدعاية والإعلان للمنتجات لتجذب المشاهد، وبالتالي يقبل على شراء المنتج فعلى سبيل المثال، دعاية المعقم ديتول كانت هناك جملة تقول: نحن محاطون بالأوساخ في كل مكان وبشكل يوميليس بالضرورة أن تكون الأوساخ هي الغبار وبقايا الأشياء، قد تتجسد هذه الأوساخ ببعض النماذج البشرية القذرة ولكن معهم لا نفع لا للديتول ولا للكلور وكذلك الأفضل الابتعاد عنهم!! معهم ستبقى مغترباً روحياً أشبه بطير بلا أجنحة وهذا من أقسى أنواع الألم ألماً!!

بعضهم وجودهم في حياتك يشكل حياة، يبعدك عن الوحدة، عن العزلة، يربت على كتفك دائماً ويذكرك بوجوده، يذكرك أنه كلما ضاقت دائرة علاقاتك هم يشكلون قطر هذه الدائرة. فالتربية وليست العشرة مَن تبني المواقف. نعم شيء من لآلئ الممكن تلتقطه بأريحية في زمن وجودهم فحافظ عليهم!!

هل نحن بحاجة دائمة إلى لحظات مفصلية لنعيد ربط الاتصال بالأشخاص؟؟

هل نحن بحاجة إلى تحصين نفسي يجعل المرء يتغلب بجدارة على كل ما قد يحصل من ردّات الفعل المتوقعة وغير المتوقعة؟؟

يبدو أنّ الإبادة الحقيقيّة للعلاقات بطلها الفَم، لذا لنتخير الكلام قبل الأفعال…..

صباح برجس العلي

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى