الوطن

منظمّة الصحة العالميّة توصل 85 طناً من المستلزمات الطبيّة إلى محافظة الحسكة رغم تدمير ‏الاحتلال الأميركيّ وداعش للمراكز الصحيّة الخارجيّة الروسيّة: موسكو مستمرّة بدعم سورية في ‏التصدّي لفيروس كورونا

 

أعلنت وزارة الخارجية الروسية استمرار موسكو في تقديم الدعم لسورية في مواجهة انتشار فيروس كورونا.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين للصحافيين أمس، «إن مساعدتنا لسورية بما في ذلك ما يخصّ القضاء على وباء كورونا جرت منذ فترة بعيدة عبر اتجاهات مختلفة.. وسوف يتواصل هذا العمل لاحقاً».

وكانت مصادر إعلامية روسية أعلنت في وقت سابق اليوم أن روسيا وسورية تناقشان مسألة توريد دفعة من العقاقير الطبيّة الخاصة بمكافحة وباء فيروس كورونا في سورية.

وفي السياق، تمكّنت منظمة الصحة العالمية من إيصال 85 طناً من المستلزمات الطبية إلى محافظة الحسكة شمال شرقي سورية آتية من دمشق، وهي من أكبر الشحنات التي تصل عن طريق البر تلبية للاحتياجات الطبية المتزايدة في منطقة الجزيرة السورية.

85 طناً من الأدوية

ونجحت المنظمة بالتعاون مع وزارة الصحة السورية في إيصال الشحنة من دمشق إلى الحسكة برفقة الدكتورة إجمال ماجتيموفا، رئيس البعثة وممثل منظمة الصحة العالمية في سورية، وهي تعدّ أكبر شحنة تمّ توصيلها إلى شمال شرقي سورية براً في وقت حرج جداً لتلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة.

وتزامن وصول الشحنة مع مطالب أميركية وغربية ومسلحين موالين لهم، لإعادة افتتاح معبر اليعربية الحدودي مع العراق، وهو ما ترفضه الحكومة السورية وحلفاؤها الدوليون بشكل قاطع، مما يعني بأن هذا المطلب أصبح مستحيلاً في ظل توفير الأجواء والموافقات لتسيير وصول القوافل الطبيّة والإنسانيّة عبر الطرقات العامة بين المحافظات السورية.

ونقل عن مصدر في مكتب المنظمة الدولية بمدينة القامشلي بان الشحنة تكفي لتوفير أكثر مليون حالة علاج من الأدوية المنقذة للحياة بالإضافة إلى علاج 4300 حالة إصابة، وتشمل أدوية لعلاج الأمراض المعدية والأمراض غير المعدية (NCD)، والأمراض المزمنة مثل القلب والأوعية والضغط والربو والسكري، واللوازم الجراحية، والمجموعات الصحية الطارئة المشتركة بين الوكالات، والسوائل الوريدية، ومختلف أنواع الأدوية التي تحتاجها المرافق الصحية (NES).

وتابع المصدر بأن شحنة الأدوية وصلت جواً إلى مطار أربيل الدولي في شمال العراق من ثم تم نقلها إلى مطار دمشق، ومنه وصلت براً إلى محافظة الحسكة، ما يعتبر إنجازاً سيفتح الباب لوصول شحنات أكبر وأكثر إلى الشمال والشرق السوري خلال الفترة المقبلة.

الوضع الإنسانيّ «كارثيّ»

وفي تصريح، وصفت الدكتورة اجمال ماجتيموفا الوضع الإنساني في سورية بالمدمّر والكارثي، حيث تم دفعه إلى حافة الهاوية خصوصاً في 6 الأشهر الماضية نتيجة جائحة «كورونا» والحصار والوضع الاقتصادي المتأزم في المنطقة المحيطة».

وأضافت بأن «الاحتياجات الإنسانية في سورية هي في تدهور مستمر نتيجة تفشي فايروس «كورونا» والحصار والأزمة الاقتصادية المحيطة في المنطقة»، مضيفة بأن «هناك 12 مليون سوري بحاجة للرعاية الصحية والطبية، وأن ثلث الشعب السوري تم تهجيره داخلياً نتيجة ظروف الحرب».

وتابعت ماجتيموفا «في مناطق شمال شرق سورية هناك 550 ألف شخص تمّ تهجيره داخلياً، منهم 150 ألف شخص يعيشون في مخيمات متفرقة، ويتركز دعمنا المخصص على العناية الصحية الأولية والثانوية.

تتواجد في محافظة الحسكة السورية ثلاثة مخيمات للنزوح وهي (العريشةالهولتل اسود)، اضافة لمخيم المحمودلي في ريف الرقة، حيث يقطن فيها 23 ألف و108 أسر نازحة. بحسب مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في الحسكة، في حين نزح من مدينة راس العين في شمالي غربي الحسكة أكثر من 47 ألف شخص، يعيش منهم 14 ألفاً و500 شخص في 86 مركزاً للإيواء في مدن ومناطق محافظة الحسكة.

وتابعت الدكتور اجمال ماجتيموفا، بأنهم يعملون على دعم المؤسسات الصحية التي تقدم الخدمات لمن يحتاجها، وذلك ضمن عمل منظمة الصحة العالمية التي تعتبر منظمة مسؤولة تتبع معايير الحيادية والاستقلالية والطوعية وتتشارك مع الأمم المتحدة في هذا المجال، لتحقيق الهدف وهو الناس المحتاجون وتزويدهم بالخدمات الصحية».

مضيفة «لذلك نستعمل الطاقة القصوى وجميع الأدوات الممكنة لتسهيل وصول الشحنات البرية وتقويتها في المستقبل القريب لتصل إلى محتاجيها من خلال التعاون البناء مع الحكومة السورية من خلال وزارة الصحة التي تتعاون معنا في الحصول على الموافقات وأيضاً النقل الأمن والأمين».

ودعت رئيس البعثة وممثل منظمة الصحة العالمية جميع الأطراف في الأزمة السورية لإيجاد حل سياسي كامل، والحصول على السلام.

مطالب صحيّة ملحّة

وأجرى وفد منظمة الصحة العالمية لقاءات وزيارات عدة للمؤسسات الحكومية والصحية والاجتماعية في الحسكة، بينها محافظة الحسكة ومديرية الصحة الحكومية والهيئة العامة لمستشفى القامشلي الوطني الذي يعتبر المشفى الوحيد الذي يعمل في مناطق شمال شرق سورية، بعد خروج عدد كبير من مشافي الحكومة السورية ومراكزها الصحية من الخدمة أو السيطرة نتيجة ظروف الحرب.

ويوجد في محافظة الحسكة 90 مركزاً صحياً و5 مشافٍ عامة، خرج منها عن الخدمة 50 مركزاً منها 10 مراكز دمرت نتيجة قصف قوات «التحالف الدولي» بقيادة أميركا أو على يد تنظيم «داعش» الإرهابي، بحسب مديرية الصحة الحكوميّة.

إضافة لخروج 4 مشافٍ عن الخدمة وهي المشفى الوطني في مدينة الحسكة نتيجة استيلاء ميليشيا «قسد» عليها ومشفى الأطفال نتيجة تعرّضه للتخريب والسرقة أثناء هجوم «داعش» على مدينة الحسكة عام 2015م، ومشفى رأس العين ومشفى المالكية، ويعمل مشفى واحد وهو مشفى القامشلي الوطني الذي يغطي احتياجات مناطق الحسكة والرقة وشرقي دير الزور.

وبيّن مصدر بأن المطالب الصحية الحكومية السورية في محافظة الحسكة تركّزت خلال اللقاء مع وفد المنظمة على ضرورة إعادة المشفى الوطني في مدينة الحسكة للدولة السورية، والمراكز الصحية التي استولى عليها تنظيم «قسد» وإنشاء مخبر للصحة العامة، وبضرورة تأمين أجهزة لفحص فايروس «كورونا» وتقديم الأدوية ذات الفعالية الطبية والضرورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى