مقالات وآراء

حزبٌ بقِيَ وانتصارٌ مُنتظر…

} سعادة الكسار

محام

 

ما أشبه اليوم بالأمس

ولو أنّ الذي سأل من نحن، اليوم بيننا لقتلوه..

بين تموز 1949 وتموز 2020،

البيئة نفسها والمرض نفسه والأشخاص نفسها بأسماء أخرى،

والارتهان ما زال، والعمالة تتوالد وتتوارث، والتقوقع، والانعزالية تطوف كالزبد، والانتماء في ضياع

«حزبٌ بَقِيَ وانتصارٌ منتظر «

هي إشكالية تُطرح من خلال الكلمات التى قالها سعاده قبيل استشهاده والتي انتقيتُ منها جملتين

 الأولى: (انا أموت أما حزبي فباقٍ)،

وهو البقاء الأزلي الأبدي النابع من حتمية وجودية وحقيقة ثابتة ثبات التاريخ.

هي ليست نبوءة فهو لم يأتِ بالخوارق بل هي الثقة المبنية على أسس وثوابت، نعم فالهشاشة لا تبقى والزوال مصيرها الطبيعي

 والثانية: (أما أبناء عقيدتي فسينتصرونوسيجيء انتصارهم انتقاماً لموتي)

ونحن ما زلنا لم ننتقم للمؤسس الفادي،

ومما لا شكّ فيه أنّ طلقةً في قلب الغدر تشفي غليل المفجوع وتندرج في إطار البطولة.

كما أنها الردّ الواضح بأننا لسنا نعاجاً تُذبح، بل نحن باعثو حياة وخالقي نبض هذه الأمة.

لقد اختار سعاده الانتقام انتصاراً، وبهذا فهو أخرج قضية اغتياله من إطارها الفردي الشخصي إلى إطارها الصحيح إلى الصراع، فوجّه الرسالة الأولى وهي بأنّ الفكر لا يُغتال، فما بالك بفكر يرتكز على صحة العقيدة وعلى حقيقة ووجود معتنقيه

أما الرسالة الثانية فكانت الوعد بالانتصار،وعدٌ مدعومٌ بثقة، وعدٌ يجعل القاتل يدرك بأنّ فعله ليس سوى محاولة فاشلة لا بل وقود هذا الانتصار، فسعاده ربط هذا الانتصار باستشهاده.

فأين نحن اليوم من هذا الانتصار؟

الشرف والحقيقة والمعتقد بهم أقسمنا ومنهم نبدأ، من الفرد الى المتحد الى المتحد الأكبر ثم الأمة، محاربين المصالح الفردية الدونية، ناشدين الوحدة الروحية قبل التنظيمية بيننا، نابذين الفُرقة والانقسام.

لا نصرَ لنا إلا بعقيدتنا التي نؤمن بها، هذا شرط واحد وأوحد فسعاده قد قال «أبناء عقيدتي» سينتصرون وما دون ذلك فهو البُعد سنواتٍ ضوئية عن أيّ نصرٍ أو انتصار.

إنّ النهضة هي حركةٌ تتمثل بالصعود من الدون الى العلى وهي نتاج فكرٍ في عملٍ خلال زمن، انها التراكم القَيّمي والتصاعد الحر وليست بالانحدار.

إنّ فكراً لا يليق به إلا الانتصار لتوافر مقوات الانتصار فيه بل أيضاً لعدم توفر بديل عنه قد يصل بنا الى الانتصار، يجعلنا وبعد واحدٍ وسبعين عاماً من الوعد بكلّ ما لنا وما علينا وبكلّ ما يحيط بأمتنا من متغيّرات ومخططات تجعل الطريق أوعر، أن نكون أكتر صلابة، جاهزين لنقد ذاتي بنّاء، معالجين كلّ إعوجاج او خلل أينما وُجِد لنُشكّل الخلية الأولى في انتصارٍ يبني لنا عزاً كليلةِ الثامن من تموز

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى