الوطن

موسكو تتهم واشنطن وحلفاءها باستخدام ملف المساعدات الإنسانية كستار لتسليح الإرهابيين.. وأنباء عن سلسلة انفجارات في الرقة الأسد يلتقي «المحاربين القدماء» ويشيد بخبراتهم العسكريّة: دوركم في البرلمان لا يقلّ أهمية عن دوركم في المعارك

اشاد الرئيس السوري، بشار الاسد، بخبرات المحاربين القدماء قائلاً، ان دورهم بعد التقاعد لا يقلّ اهمية ابداً عن دورهم في المعارك، او في الموسسة العسكريّة عموماً.

وخلال لقاء مع رئيس واعضاء المجلس المركزي لرابطة المحاربين القدماء في سورية، قال الاسد ان الدولة السورية «تقدّر وتثمّن ما قام به المحاربون القدماء من بطولات او تضحيات او تنفيذ للواجبات قولاً وفعلاً، عبر الاستفادة من خبراتهم الاجتماعية والتنظيمية والعسكرية والسلوكية والانضباطية في المراكز القيادية المختلفة في سورية».

وقالت حسابات الرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي ان الرئيس الاسد نوّه بالدور المنوط بالمحاربين القدماء قريباً في مجلس الشعب، بعد اختيار جزء منهم كمرشحين لحزب البعث العربي الاشتراكي في المجلس «وما ينطوي عليه ذلك من اهمية عبر نقل تجربتهم الوطنية والبطولية من المستوى العسكري الى المستوى السياسي والاجتماعي».

وشدّد الاسد على ان الحياة العسكرية «تحمل في طياتها الكثير من التنوّع والغنى عبر التعامل مع كل الشرائح المنضوية تحت راية الجيش، وفي الوقت نفسه عبر القدرة على ضبط مختلف توجّهات الافراد ضمن ضوابط محدّدة ومنظمة، والاهم وطنية، مفعمة بحب الوطن والتضحية في سبيله». وقال ان ذلك «ما يجعل هولاء الضباط ومن يمثلونهم مدرسة في الوطنية والانضباط والالتزام والصبر والثبات، وهي صفات يحتاجها المجتمع والدولة على حد سواء».

إلى ذلك، أكد ممثل روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف والمنظمات الدولية الأخرى غينادي غاتيلوف أن الولايات المتحدة وحلفاءها يستخدمون ملف المساعدات الإنسانية في سورية كستار لنقل السلاح إلى التنظيمات الإرهابية المسلحة وتقويض سيادتها وسلامة أراضيها.

وقال غاتيلوف في مقابلة مع صحيفة ازفيستيا الروسية في عددها الصادر أمس، «ليس سراً أن الولايات المتحدة وحلفاءها يستخدمون الملف الإنسانيّ لتنفيذ مآربهم السياسية في سورية التي تنحصر في تقويض سيادتها وسلامة أراضيها بما في ذلك عن طريق تقديم تسهيلات ومعونات سياسية واقتصادية معينة إلى المناطق التي تسيطر عليها مجموعات إرهابية».

وأشار إلى أن الغرب يرفض بعناد قبول التغيرات على الأرض التي حدثت منذ إنشاء آلية إيصال المساعدات الإنسانية عام 2014 داعياً إياه إلى البدء بإرسال المساعدات الإنسانيّة من داخل البلاد، ومؤكداً أن الحكومة السورية مستعدّة لتعاون إيجابي في هذا المجال.

ولفت غاتيلوف إلى أن الغرب يستخدم أيضاً الإجراءات القسرية أحادية الجانب على سورية لزيادة الضغط على المواطنين السوريين في لقمة عيشهم، مشدّداً على أن روسيا تتصدّى بكل الوسائل لهذه السياسة الغربية التي تتعارض أيضاً مع ميثاق الأمم المتحدة.

واعتبر غاتيلوف أنه ليس بوسع منظمة الأمم المتحدة منع إيصال أسلحة إلى الإرهابيين في منطقة خفض التصعيد بإدلب تحت ستار المساعدات الإنسانية لأنه لا وجود لها في هذه المنطقة.

وكان السفير حسام الدين آلا مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف أكد أمس، أن إصرار الدول الغربية في مجلس الأمن مؤخراً على إيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق وجود المجموعات الإرهابية من خلال معابر حدودية غير شرعية يؤكد حجم التسييس الذي يكتنف مواقف هذه الدول مجدداً التزام الحكومة السورية بالاستجابة للاحتياجات الإنسانيّة لمواطنيها على كامل الأراضي السورية وبتسهيل إيصال المساعدات من داخل سورية ومن خلال المعابر الحدودية الشرعية بما يتّسق مع القرارات الناظمة لعمل الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة.

ميدانياً، هزّت سلسلة من الانفجارات مدينة الرقة السورية الخاضعة لسيطرة «قوات سورية الديمقراطية» (قسد)، من دون ورود أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى، بحسب وسائل إعلام محلية.

وأوردت وكالة «نورث برس» الإخبارية السورية بأن ثلاثة انفجارات متتالية سمع دويها في المدينة، مساء الثلاثاء، وتبين أنها ناجمة عن قنابل صوتية انفجرت وسط المدينة من دون أن تخلف إصابات أو خسائر.

وأوضحت الوكالة أن الانفجارات وقعت في شارع الباسل وكان آخرها بالقرب من مشفى الطب الحديث.

من جانبها، أفادت وسائل إعلام أخرى، نقلاً عن مصادر محلية، بأن مجهولين استهدفوا بثلاث عبوات ناسفة مقرّ المحكمة العسكرية التابعة لـ «قسد»، بالإضافة إلى مؤازرة قرب المقر في حي الفردوس في الرقة.

كما أشارت المصادر إلى أن أحد الانفجارات حدث في منطقة شارع النور، من دون ذكر خسائر.

فيما نقلت وكالة «باسنيوز» الكردية المحلية عن «مصدر كردي مطلع» قوله: «انفجرت أربع عبوات ناسفة بالقرب من المؤسسات الرسمية في أماكن متفرقة من مدينة الرقة، فيما لم ترد أنباء عن وقوع خسائر بشرية حتى اللحظة».

وأضاف أن ثلاثة انفجارات وقعت خلف مشفى الطب الحديث بالقرب من مقر المحكمة العسكرية في حي الفردوس، أما الانفجار الرابع فوقع في شارع النور وسط المدينة.

وشهدت محاور ريف إدلب الجنوبية والغربية سلسلة من الغارات الجوية السورية تركزت على مواقع ومقار وآليات تابعة للمجموعات الإرهابية المسلحة، كانت طائرات الاستطلاع الروسية قد حدّدتها ضمن بنك أهداف في وقت سابق.

وأكد مصادر أن الطيران الحربي السوري نفذ 8 غارات جوية مركزة استهدفت مقار مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» في محاور بلدات البارة وبنين ومحيط مدينة أريحا في ريف إدلب، ومناطق سيطرة مسلحي «الحزب الإسلامي التركستاني» و»جماعة الألبان» على أطراف تلال كباني في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، تزامناً مع رميات مدفعية وصاروخية باتجاه جبل الزاوية والأربعين في ريف إدلب الجنوبي.

هذه الغارات، وبحسب ما نقل عن مصدر ميداني «أتت بعد تحديد طائرات الاستطلاع الروسية بنك أهداف معادية للتنظيمات الإرهابية توزّعت بين آليات ومقار تابعة لها على هذه المحاور، حيث أسفرت الغارات عن مقتل وإصابة أكثر من 30 مسلحاً».

وكان المركز الروسي للمصالحة أعلن، الثلاثاء، عن استهداف إرهابي بعبوة لعربة عسكرية روسية خلال دورية مشتركة مع الجيش التركي في سورية.

وأصدر المركز بياناً جاء فيه أن الانفجار الذي استهدف الدورية الروسية التركية المشتركة في سورية هو عمل قام به إرهابيون يتمركزون في مدينة إدلب السورية.

وأشار البيان إلى أن بعد الحادثة توقفت كل الدوريات العسكرية المشتركة وتقوم السلطات المختصة بالتحقيق لمعرفة تفاصيل العمل الإرهابي والمتورطين به.

وأضاف البيان: «أصيب 3 عسكريين من الجيش الروسي بجروح طفيفة وعسكري تركي على الأقل تمّ نقلهم إلى قاعدة حميميم العسكرية الروسية لتلقي العلاج».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى