عربيات ودوليات

إثيوبيا تبدأ ملء خزان «سدّ النهضة».. والسودان يؤكد تراجع منسوب مياه نهر النيل ومصر تطلب إيضاحاً عاجلاً

 

أعلن وزير الري والمياه والطاقة الإثيوبي، سيليشي بيكيلي، بدء ملء وتخزين المياه في سد النهضة الإثيوبي رسمياً، وذلك بعد يومين من انتهاء جولة المفاوضات مع مصر والسودان من دون وصول الأطراف الثلاثة إلى أي اتفاق.

ونقل التلفزيون الإثيوبي عن وزير المياه والطاقة أن «عمليات ملء سد النهضة قد بدأت»، كما أكد الوزير «دقة صور ظهرت في الأيام الماضية توضح بدء عمليات تخزين المياه في بحيرة السد».

وأضاف بيكيلي أن «المفاوضات بشأن سد النهضة مستمرة ليس للجيل الحالي فقط وإنما لصالح الأجيال القادمة»، مضيفاً أنه «تم الاتفاق على بعض النقاط خلال الاجتماع مع مصر والسودان».

يأتي ذلك بعدما التقطت الأقمار الصناعية، أول أمس، صوراً جديدة لسد النهضة الإثيوبي، والتي أظهرت أن إثيوبيا قد بدأت بالفعل في ملء الخزان.

إلا أنّ وكالة «أسوشيتد برس» نقلت عن وزير المياه الإثيوبي سيليشي بيكيلي، في وقت سابق،  نفيه لتقارير أفادت بأن حكومة بلاده بدأت في ملء خزان سد النهضة على النيل الأزرق.

وكان الاتحاد الأفريقي بدأ جهود وساطته قبل أسبوعين، والتي تضمنت 11 جلسة عبر الإنترنت لكسر الجمود حول ملء وتشغيل «سد النهضة» الإثيوبي الذي تكلف بناؤه 4 مليارات دولار.

ويمثل السد الحجر الأساس الذي تبني عليه إثيوبيا طموحها في أن تصبح أكبر دولة مصدرة للكهرباء في إفريقيا، لكن في الوقت ذاته، يشعل المخاوف في القاهرة من الضغط على إمدادات المياه من النيل.

ويبنى السد على بعد حوالي 15 كيلومتراً من الحدود مع السودان على النيل الأزرق، الرافد الرئيسي لنهر النيل.

وقال رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، في خطاب أمام البرلمان الإثيوبي، الأسبوع الماضي، إنه «إذا لم تملأ إثيوبيا السد فسيعني ذلك أننا قد وافقنا على هدمه».

وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، يوم الاثنين، إن «الخط الأحمر بالنسبة لمصر في قضية سد النهضة هو وقوع الضرر الجسيم، وهو شيء غير مشروع في إطار القانون الدولي، ولن تقف مصر وأجهزتها دون التعامل الحازم معه».

وأعلن الوزير بيكيلي، مساء أول أمس، فشل المحادثات الثلاثية التي جرت بين الأطراف الثلاثة حول سد النهضة، قائلاً: «المحادثات بين إثيوبيا ومصر والسودان خلال الأيام الـ11 الماضية، التي حضرها مختلف المراقبين والخبراء، انتهت الليلة الماضية بشكل غير حاسم. وبالرغم من إحراز تقدم، لم يتم التوصل إلى اتفاق».

من جانبه نفى الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري المصري، أمس، المزاعم التي يتم تردادها بأن مصر تأخذ حصة الأسد في مياه نهر النيل، مضيفاً: «هذا كلام خاطئ، لأننا نحصل على الحد الأدنى من مياه النيل».

وتابع أن «الثروة الحيوانية في إثيوبيا والبالغة 100 مليون رأس من الماشية تستهلك نسبة مياه أكثر من حصة مصر والسودان من مياه النيل، وأديس أبابا لديها الكثير من الموارد المائية التي تتجاوز أضعاف ما يصل مصر من مياه النيل».

فيما أعلنت وزارة الري والموارد المائية السودانية، «تراجع منسوب مياه نهر النيل الأزرق بما يعادل 90 مليون متر مكعب»، مما يؤكد إغلاق بوابات «سد النهضة».

وأوضحت الوزارة في بيان لها، أنه «بعدما تناقلت وسائل الإعلام المحلية والعالمية معلومات وصوراً ملتقطة بالأقمار الصناعية تشير إلى بدء إثيوبيا في ملء سد النهضة بالمياه قبل التوصل لاتفاق حول الملء الأول والتشغيل طلبت وزارة الري والموارد المائية من أجهزتها المختصة بقياس مناسيب النيل الأزرق بالتحري عن صحة هذه المعلومات».

وتابعت: «اتضح جلياً بواسطة مقاييس تدفق المياه في محطة الديم الحدودية مع إثيوبيا أن هناك تراجعاً في مستويات المياه بما يعادل 90 مليون متر مكعب يومياً ما يؤكد إغلاق بوابات سدّ النهضة».

وقالت إنها «تجدد رفضها لأية إجراءات أحادية الجانب يتخذها أي طرف خصوصاً مع استمرار جهود الاتحاد الأفريقي ورئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، للتوصل إلى توافق ما بين الدول الثلاث في النقاط الخلافية العالقة والتي يمكن الاتفاق حولها إذا توفرت الإرادة السياسية».

وستتابع الحكومة السودانية ووزارة الري والموارد المائية هذه التطورات بما يؤمن المصالح القومية السودانية.

بدورها، أعلنت وزارة الخارجية المصرية، أمس، أنها «طلبت إيضاحاً رسمياً عاجلاً من الحكومة الإثيوبية بشأن مدى صحة الإعلان عن بدء ملء سد النهضة».

وقالت الخارجية المصرية في بيان لها: «رداً على استفسارات صحافية اتصالاً بما تردد إعلامياً عن بدء إثيوبيا ملء خزان سد النهضة، ذكر المستشار أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن مصر طلبت إيضاحاً رسمياً عاجلاً من الحكومة الإثيوبية بشأن مدى صحة هذا الأمر، مؤكداً أن مصر تواصل متابعة تطورات ما تتم إثارته في الإعلام حول هذا الموضوع».

وأشار بيكلي، فى مؤتمر صحافي عقده أمس، إلى صحة الصور التي نشرتها بعض المواقع والوكالات التي تم التقاطها عبر الأقمار الصناعية حول بدء عملية التخزين في سد النهضة، مضيفاً أن «عملية بناء وتعبئة السد تسير بشكل طبيعي».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى