ثقافة وفنون

«بيت الشغف»… نزاع الآراء والأفكار في مفاهيم الحب والتضحية والرغبة

أعاد المخرج هشام كفارنة صياغة النصّ المسرحيّ رغبة تحت شجرة الدردار للأميركي يوجين اونيل ليقدّمه برؤية جديدة ضمن مسرحيّة بيت الشغف للمسرح القومي على مسرح الحمراء في دمشق.

العرض الذي أنتجته مديرية المسارح والموسيقى وامتدّ على 50 دقيقة اعتمد تقديم حكايات عدة يجمعها ظرف مكاني واحد مع تعدّد وجهات النظر تجاه عدد من القضايا مثل الحب والخيانة والرغبة والإيثار والتضحية والأنانية تبعاً لكل شخصية من الشخصيات الأربع التي تجسّد العرض مع بروز مقولة أساسية تتمحور حول أحقية الأقارب بميراث المورث من دون أن يبذلوا أي جهد في تجميع هذا الإرث.

مخرج العرض كفارنة قال: النصّ الأصلي مكتوب لمجتمع مختلف عن مجتمعنا ما تطلب إعادة كتابته ليوائم الأعراف والتقاليد والقواعد في مجتمعنا مع تكثيف عدد الشخصيات من 13 في النص الأصلي إلى أربع شخصيات في مسرحيتنا.

وأوضح كفارنة أن تنوع وجهات نظر شخصيات المسرحية تجاه المواضيع ذاتها يعود إلى حقيقة أن الشخصيات مبنية بظروفها، فالإنسان كائن مصنوع اجتماعياً بنتيجة ما عاشه من ظروف وما عاناه من تجارب. وهذا ما خلق الصراع الدرامي بين شخصيات العرض التي تدافع كل منها عن مفهومها الخاص ضد كل ما يخالفه.

بدوره الفنان يوسف المقبل لفت إلى أن معرفة المخرج كفارنة للممثلين المشاركين وقدرته على الإدارة حقّقت الانسجام بينهم مع تجنبهم للخلافات في بناء العرض بسبب تشابه طريقة التفكير لديهم، مبيناً أن المسرحية لم تأخذ من النص الأصلي سوى ترتيب الشخصيات ومن ثم أعاد المخرج كفارنة كتابتها مع الحوار الذي يرتقي إلى الحالة الشعريّة التي ينتمي إليها كشاعر.

من جهتها الفنانة أمانة والي قالت كان من المفترض أن نقدم مسرحيتنا قبل الحجر الصحي بسبب فيروس كورونا وعندما قررنا العودة لم يكن لدينا سوى مدة شهر للبروفات ما تطلب جهداً مضاعفاً وساعات عمل طويلة للوصول إلى النتيجة النهائية لافتة إلى أن كل الممثلين كانوا متحمّسين لتقديم أفضل ما لديهم في الشخصيات التي يلعبونها للوصول إلى ما تمنوه وعملوا من أجله مع المخرج في النهاية.

الفنانة صفاء رقماني عبّرت عن سعادتها بتجسيد شخصية العروس في العرض كثاني تجربة مسرحية لها. وقالت الشخصية التي أجسّدها كانت مغرية لي لألعبها وهي متعبة جداً ما تطلب منا الجهد والحرص لتكون النتائج مرضية ومقنعة للجمهور، مبينة أن العمل مع المخرج كفارنة كان ممتعاً وصعباً بالوقت ذاته لكونه يسعى لإخراج كل ما في داخل الممثل ليقدم أجمل ما لديه للجمهور.

أما الفنان الشاب مجدي المقبل، فقال إن العرض له خصوصيته لدي فهو الأول لي مع المسرح القومي بعد أربع سنوات من تخرجي من المعهد العالي للفنون المسرحية ما شكل لي فرصة لإعادة تمرين أدواتي كممثل والتدرّب مع كادر محترف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى