أخيرة

مجزرة الكاتب والكتاب عبر التاريخ

 

} يكتبها الياس عشّي

المشهد الثالث

ولن أتوقف أمام مشهد الموت لسقراط، ولا أمام ابن المقفع يوأد في بئر، وإنما سأعبر منهما إلى مشهد الاغتيال الذي حدث في فجر الثامن من تموز من عام 1949 فوق رمال بيروت، وذهب ضحيته المفكّر والكاتب أنطون سعاده .

لم يغتالوا أنطون سعاده بسيارة مفخخة، ولم يصوّبوا عليه رصاصة في الرأس أو في الصدر، وإنما اغتالوه بقرار سياسي، وحكم قضائي، في أبشع جريمة ترتكبها بيروت أمُّ الشرائع، في أقصر محاكمة في التاريخ .

ولم يغتالوه لأنه أعلن الثورة ضدّ النظام، لكنهم أرادوا، في هذا الاغتيال، أن يدفنوا معه «إسلامه في رسالتيه» و «محاضراته العشر» و «نشوء أمّته» و»مبادئه» الإصلاحية، لكنه خيّب ظنّهم عندما وقف أمام جلاديه يخطب فيهم: «أنا أموت، أمّا حزبي فباق»،

وهكذا توقف نبضه، ولم يتوقف نبض أمته !

(غداً المشهد الرابع)

 

*كي لا ننسى جرح تموز، شهيد المعرفة أنطون سعاده.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى