حديث الجمعة

بين النبضة والنّفس ميلاد..

بشيء من لآلئ الممكن يتخيله المسافر في زمن المستحيل، في زمن جعل جلّ الشباب شغلهم الشاغل هو السفر. كثر مَن تستهويهم فكرة السفر والابتعاد عن المكان بحثاً عن أزمنة أخرى تضرب لهم موعداً مع شجرة الأمل الوارفة الظلال، وبالأخص في أيامنا هذه بعد الضربات العاصفة بسفينة النفس لتنأى بها عن ميناء السلام والطمأنينة..

الرحلة النفسيّة التي شكلت تخوذفاً كبيراً بالنسبة للإنسان على امتداد مواسم الرحيل الغابرة، لماذا؟ لأن السفر في الزمن المستحيل لم يكن دائماً يعد بعودة ميمونة.

لكن ماذا عن هذه الأيام، التي لم تدع أحداً يسلم من تعاستها!!

على امتداد مواقف الإنسان المصيرية والحاسمة يتراءى له فيها مشهد يعكس قدراته يعكسها انعكاساً مرآوياً قبالة عينيه لحظتها سيحتاج يقيناً هو إلى أن يفرغ جعبته الدنيوية طلباً للسلام والنجاح في غياب طوق الحياة!!

في اللحظات الحرجة التي تسوّرنا بأسوار الخوف والترقب سنجد أن ما بيننا وبين تحقيق الذات أقصر من المسافة بين الشفتين وكأس الماء وكل ما علينا هو اختيار المكان المناسب.

لم يعُد الإنسان اليوم يخشى ضربة تسونامي بقدر ما صار يخشى عدم تحقيق أهدافه في مجتمع شكلّ الصدأ منه الطبقة الأكثر إحكاماً!!

حياتك بحر، صانع الإرادة فيها بوصلة، وليكن موطأ قدميك سفينة وأنت البحار الذي استهوته مغامرات عالم البحار.

عن فائض الأهواء التي تجدد بيعتها لعقيدة السماء، عن عناقيد الصبر الواعدة بشيء من الفرج حتى حين، عن غد لا يكاد يستكين، عن ضوء وظل، عن صمود لا يكل، عن النصف المضيء لقمر الأيام، عن مجاذيف الأحلام، عن المساحة الضيقة بين داخلك والباب، عن مطر المنى، عن ذاتك وأحلامك ابحث على المكان الذي يناسبك لتحصد شيئاً من سنابل النجاح..

في أوقاتك الصعبة التي تعادل مشهداً كوميدياً قاتماً وفي حلبة الحياة وبينما أنت تصارع لتحقيق أهدافك لا تركّز على العقبات دع جلّ تفكيرك بالهدف وستصل !

عندما تهبّ رياح الممكن ستجد نفسك قبالة الممكن وستنصب أشرعتك على بحر الترقب الذي سينقلك إلى عالم أكثر غدقاً من غيره..

يجب ألاّ تسامح الوقت الذي يمرّ قبل الوقت

دفاتر الحياة لحظتها ستكون مزهوة بك بما ستخطه أنت، فورد الأحلام لن يهدّد بالذبول بعدها، والسجود طريقك إلى كسب رهان الوجود.

ليس السفر مفتاح النجاح، قد يكون علامة فارقة في حياة أحدنا لكنها علامة مؤقتة، لا تبحث عن المؤقت ابحث عن الثابت..

نعم،، بين الموت والموت حياة، وبين النبضة والنفس شهادة ميلاد، والتخوفات تمتص الشيء الكثير من قارورة الحياة

صباح برجس العلي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى