الرد الصينيّ حاسم… موظفو القنصليّة الأميركيّة في تشنغدو يغادرون المبنى.. وصينيّون يحتفلون أمامها قبل إغلاقها
غادر موظفو القنصلية الأميركية في تشنغدو في الصين مبنى القنصلية وسط إجراءات أمنية مشددة بعد قرار الصين إغلاقها رداً على إغلاق الولايات المتحدة القنصلية الصينية في هيوستون.
جاء هذا الإخلاء أمس، وسط إجراءات أمنية مشددة، قبل إغلاق المكان اليوم.
وأدى إغلاق القنصلية الصينية في هيوستون، والقنصلية الأميركية في تشنغدو إلى تصعيد في التدهور الحاد في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم، والتي كانت في أسوأ حالاتها بالفعل منذ عقود وسط خلافات حول التجارة والتكنولوجيا، وجائحة كوفيد-19، ومطالبات الصين الإقليمية في بحر الصين الجنوبي وحملتها في هونغ كونغ.
وشددت السلطات الصينية الإجراءات الأمنية خارج القنصلية الأميركية في مدينة تشنغدو أول أمس.
وجاء الأمر الصيني بإغلاق تلك القنصلية رداً على إمهال إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للصين حتى مساء الجمعة لإخلاء قنصليتها في المدينة الواقعة في ولاية تكساس.
فيما توجه عدد من سكان شنغدو في جنوب غرب الصين، أمس، إلى القنصلية الأميركية لالتقاط الصور ورفع الأعلام الصينية إلى جانبها، قبل أن تغلق أبوابها بأمر من بكين رداً على تدبير أميركي مماثل.
وارتفع منسوب التوتر في العلاقات الصينية – الأميركية، المسممة أصلاً بحرب تجارية وتبادل اتهامات بالمسؤولية عن «كوفيد-19»، بإعطاء حكومة دونالد ترامب الثلاثاء مهلة 72 ساعة لإغلاق القنصلية الصينية في هيوستن في تكساس، باعتبار أنها مركز للتجسس.
وردت الصين يوم الجمعة بإجراء مماثل بحق البعثة الدبلوماسية الأميركية في شنغدو، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 16.5 مليون نسمة.
وتوجّه عدد كبير من الأشخاص أمس، بدافع الفضول إلى أمام القنصلية حيث التقطوا الصور، فيما قامت بعض العائلات بتنزيه أطفالهم أمامها.
ولم تحدد بكين موعد إغلاق قنصلية شنغدو، لكن شعار الولايات المتحدة أزيل يوم السبت عن المبنى وشوهدت سيارة مظللة النوافذ أمس، وهي تغادر المقر الدبلوماسي على وقع هتافات بعض المتواجدين.
وبالإضافة إلى السفارة في بكين، هناك خمس قنصليات أميركية في الصين القارية تتوزع بين غوانزو وشنغهاي وشينيانغ وشنغدو وووهان.
وأنشئت قنصلية شنغدو عام 1985 وهي تغطي شؤون جنوب غرب الصين، لا سيما منطقة التيبت ذات الحكم الذاتي.
وأوضحت الخارجية الصينية الجمعة أن قرار إغلاقها يعد «رداً شرعياً وضرورياً على الإجراءات الأميركية غير العقلانية».
ودعا قوميون صينيون على مواقع التواصل الاجتماعي النظام الشيوعي إلى إغلاق القنصلية الأميركية في هونغ كونغ، وهو ما كان من شأنه زيادة التصعيد.
وأكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يوم الخميس أن «قنصلية الصين في هيوستن كانت تشكل وكر جواسيس صيني ومركزاً لسرقة الملكية الفكرية»، وتعتبر هيوستن، رابع أكبر مدن الولايات المتحدة، مركزاً عالمياً في الأبحاث البيولوجية والطبية.
وأوضحت واشنطن أن «إغلاق القنصلية الصينية لم يأت رداً على ملف معين».
وفي 2013 طالبت الصين الولايات المتحدة بـ»تقديم تفسير بشأن برنامج للتجسس، عقب معلومات أفادت بأن خارطة بالغة السرية سربها المحلل السابق لدى أجهزة الاستخبارات الأميركية والفار حالياً إدوارد سنودن، تظهر وجود منشآت مراقبة لدى سفارات وقنصليات أميركية في مختلف أنحاء العالم، بينها قنصلية شينغدو».