أخيرة

درّب 167 مدرباً ولاعباً دولياً..‏ رياضي سوريّ يحرّر بالشطرنج أطفال الحسكة من رهاب الحرب

 

ذكر لعبة الشطرنج يستدعي تلقائياً لدى أهالي محافظة الحسكة السورية، صورة اللاعب والمدرب والحكم الدولي السوري «ميثاق كمال الحسن» الذي ارتبط اسمه بلعبته التي عشقها منذ الصغر.

الحسن الذي تحول منذ سنوات طويلة إلى تعليم أطفال مدينته فنون رياضة الشطرنج، يسعى اليوم جاهداً لترسيخ حب الوطن والتفوّق في عقول متدربيه، قاطعاً ساعات طويلة في ظروف عمل قاسية لتنقيتهم من آثار الحرب والإرهاب والحصار اللذين تتاليا على المحافظة السورية الشمالية.

يعتقد الحسن بأن الشطرنج ذو تأثير سحري في تحفيز المنطق والإبداع لدى الأطفال، كما أنه وصفة ناجعة لتبديد التراكمات النفسية التي التصقت بالأطفال بعدما مرّ عليهم جرعات متتالية من الخوف والأهوال.

في قاعة مطرانية السريان الكاثوليك التي تستضيف بطولة الحسكة في لعبة الشطرنج للفئات العمرية الصغيرة التي يعمل على تنظيمها منذ سنوات بالتعاون مع جمعية صفصاف الخابور الثقافية وفرع الاتحاد الرياضي العام، قال الكابتن «ميثاق الحسن» لـ «سبوتنك»: «تفرغت منذ 31 عاماً لتدريب وتعليم لعبة الشطرنج للفئات العمرية الصغيرة وذلك بهدف ضمان استمرار وتواجد هذه اللعبة ضمن سكان المحافظة، بعد مسيرة لم تتجاوز الأربع سنوات كلاعب فقط».

ويعود «الحسن» خلال حديثه لذكرياته القديمة، قائلاً: «بدأت تعلم لعبة «الشطرنج» من أخي الكبير، لأكمل بعدها مشواري بشراء الكتب «الشطرنجية»، مردفاً «مكتبتي الآن تحوي 1000 كتاب مختص عن اللعبة».

ويضيف «الحسن»: «في الثمانينيات كان «عبد الرحيم كمون» بطل الجمهوريّة للعبة الشطرنج، والذي يعتبر من أفضل المدرّبين في تلك الفترة، لأكمل المشوار بمشاركاتي ببطولة الشطرنج عام 1981 على مستوى المحافظة، وأحرزت بطولة المحافظة للشطرنج للفئات العمرية الصغيرة وللرجال لعدة سنوات، ثم بدأت بالمشاركات على مستوى الجمهورية وأحرزت المركز الثاني للشباب وكنت من عداد المنتخب الوطني للرجال وشاركت في بطولات دولية عدة مفتوحة للشطرنج السريع منذ عام 1989».

عن مسيرته التدريبية، يقول «الحسن»: عام 1989 قررت التفرغ الكامل للتدريب بعد تيقني من امتلاك موهبة خاصة في القدرة على نقل المعلومة الشطرنجية بشكل جيد من الناحية النظرية، وأنا متمكّن جداً من الافتتاح والنهاية وكنت أشارك فقط في البطولات الدولية المفتوحة بـ»الشطرنج» السريع والخاطف وحققت نتائج مبهرة».

ويضيف «الحسن» «خرجت أكثر من 167 لاعباً ومدرباً خلال الثلاثة العقود الماضية، 12 منهم أستاذ دولي صغير في اللعبة، وهم الآن مدربون ومشرفون على أندية عربية خليجية ومحلية، ومنهم أبطال على المستوى العربي والآسيوي، وحكام معروفين على مستوى سورية وآسيا».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى