أولى

كورونا ثم كورونا

 

الشهيدة زينب حيدر على خط المواجهة مع كورونا تنضم إلى لائحة الشرف والتضحية دفاعاً عن شعبها وبلدها، لكن التحية الواجبة لكل العاملين في الجهاز الطبي وبصورة خاصة في المستشفيات الحكومية، التي استفاق اللبنانيون متأخرين ليكتشفوا أنها بوليصة التأمين الذهبية التي يملكونها في مواجهة مخاطر مشابهة، لا تعفي من التحدث بصراحة ومسؤولية تجاه التعثر الحكومي والرسمي في مواجهة كورونا.

رغم كل الحديث عن الخطر وقعت الخطة الحكوميّة بالاستهتار والتهاون، وقد بدا ذلك بوضوح قبل التفاقم الأخير لتفشي الوباء عندما بدأت الاستثناءات من الحجر والإقفال تتكاثر، والتهاون في تطبيق شروطه يتعمّم، وعندما بدأ التفشي يتفاقم جاءت الخطة بالعودة للإقفال مبتورة، وكأن هناك محاولة لتمرير استثناءات بحسابات ضيقة لا تعبر عن إدراك حجم الخطر بالمقدار الذي يجري تضمينه للحديث الرسمي.

علينا التذكير بأن الحكومة كانت في البدايات متحفظة على مبدأ فتح الباب لعودة المغتربين، من باب القلق من التفشي وإذ بها اليوم ترفض إقفال المطار لأسبوعين وهو مفتوح ضمن شروط يعرف المسؤولون أنها صاحبة النصيب الأكبر في أسباب التفشي.

كما علينا التذكير بأن الرهان الحكومي على نجاحات في غير ملف كورونا يتراجع مع تراجع فرص الحصول على تمويل عربي أو أوروبي، وأن النجاح في السيطرة على كورونا يكفي إنجازاً للحكومة، ونحن في مرحلة شديدة الدقة وعلى الأداء الحكومي يتوقف مصيرنا بين أن ننتهي مع نهاية العام إلى كارثة أو نكون قد عبرنا المضيق الخطير نحو الأمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى