الوطن

المجلس الدوليّ لدعم المحاكمة العادلة: الصمت عن إجراءات الغرب الاقتصاديّة القسريّة على سورية جريمة إنسانيّة

قبائل سوريّة تقتحم مقار ميليشيات «قسد» الموالية للاحتلال الأميركيّ في دير الزور وتأسر عناصرها

 

اقتحم المئات من أبناء العشائر السورية في ريف دير الزور شرقي سورية، مقار تنظيم «قسد» الخاضع للجيش الأميركي، وأسروا المسلحين الموجودين فيها، وذلك بعد تزايد عمليات الاغتيالات التي طالت وجهاء وشيوخ قبائل خلال الأيام الأخيرة.

وأفاد مصدر في الحسكة أن المئات من أبناء العشائر العربية في مدن وبلدات وقرى ريف دير الزور الشرقي خرجوا، صباح أمس، بمظاهرات احتجاجية ضد مسلحي التنظيم الخاضع للجيش الاحتلال الأميركي، واقتحموا فيها مقار التنظيم.

وأفاد بأن سكان بلدتي الحوايج وذيبان ومدينة الشحيل شرقي دير الزور خرجوا، بمظاهرات شعبية كبيرة للمطالبة بالكشف عن منفذي عملية الاغتيال والقتل ضد شيوخ ووجهاء العشائر العربية في المنطقة.

وتابع المصدر بأن المتظاهرين اقتحموا مقار تنظيم «قسد» في بلدتي الحوايج وذيبان بالأسلحة الخفيفة والقنابل وأسروا مجموعة من مسلحي تنظيم «قسد» الموالي للجيش الأميركي.

وأوضح بأن المظاهرات تتوسّع بشكل كبير في القرى والبلدات المجاورة لمدينة الشحيل وذيبان والحوايج، حيث يتركز الثقل العشائري لقبيلة العكيدات التي قتل أحد مشايخها منذ يومين مع مرافقه (الشيخ مطشر الهفل)، في حين نجا شيخ عام القبيلة إبراهيم جدعان الهفل من محاولة الاغتيال.

وكانت قد اتسعت رقعة المظاهرات الاحتجاجية المطالبة بطرد ميليشيا «قسد» وقوات الاحتلال الأميركي من ريف دير الزور لتشمل قرىً عدة بريف المدينة.

وذكر مراسل سانا أن الأهالي في قرى جديد عكيدات والشحيل وذيبان خرجوا في مظاهرات احتجاجية للمطالبة بطرد ميليشيا «قسد» التي أمعنت في ممارساتها الإجرامية وقوات الاحتلال الأميركي من مناطقهم.

وتصدّى المتظاهرون في بلدة جديد عكيدات في الريف الشرقي ضد ميليشيا «قسد» وقوات الاحتلال الأميركي لمحاولة ميليشيا «قسد» مداهمة البلدة واحتجزوا 7 من عناصر هذه الميليشيا وصادروا لهم 3 سيارات مع أسلحتهم وسط حالة توتر كبيرة في محيط البلدة.

ولفت إلى أن المظاهرات امتدت لتشمل قرية ذيبان بريف دير الزور وبلدة الشحيل حيث تمكن الأهالي في ذيبان من طرد ميليشيا «قسد» من الحواجز والمدارس التي اتخذوها مقار لهم في المنطقة بعد اشتباكات معهم.

وكان قد أصيب ثلاثة مدنيين بجروح جراء اعتداء عناصر من ميليشيا «قسد» المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي بالرصاص على أهالي قرية الحوايج بريف دير الزور الشرقي الذين خرجوا في مظاهرات حاشدة رفضاً للاحتلال الأميركي ووجوده في المنطقة، مشيراً إلى أن المتظاهرين قاموا بحرق الإطارات وقطع الطرق الرئيسية وسط حالة من الغضب الشعبي ضد ممارسات تلك الميليشيات المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي.

ولفتت مصادر إلى أن عناصر من ميليشيا «قسد» أقدموا على إطلاق الرصاص الحي باتجاه المتظاهرين الذين خرجوا للمطالبة بخروج الاحتلال الأميركي ومرتزقته ما تسبّب بإصابة 3 مدنيين بجروح.

وخرج أول أمس، أهالي قرية ذيبان بريف دير الزور الشمالي بمظاهرات تنديداً بممارسات ميليشيا «قسد» المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي وجرائمها بحق الأهالي وطالبوا بطردها من مناطقهم بريف دير الزور.

ويشهد ريف دير الزور مظاهرات متجدّدة من قبل الأهالي احتجاجاً على إمعان ميليشيا «قسد» في التنكيل بالأهالي والتضييق والاعتداء عليهم بالرصاص الحي الذي تسبّب باستشهاد وجرح العشرات منهم إضافة إلى عمليات الاعتقال التعسفية لكثير من أبناء القرى بريف دير الزور وارتهان هذه الميليشيا بالكامل لأوامر قوات الاحتلال الأميركي.

على صعيد آخر، جدّد رئيس المجلس الدولي لدعم المحاكمة العادلة وحقوق الإنسان الدكتور عبد الحميد دشتي مطالبته رفع الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية، مؤكداً أن مجرد الصمت عن هذه الإجراءات في ظل جائحة كورونا العالمية هو جريمة إنسانية.

وقال دشتي في خطاب موجّه إلى منظمات الأمم المتحدة والصحة العالمية والصليب الأحمر: «في الوقت الذي تنتشر فيه جائحة كورونا بشكل متسارع ومقلق على الصعيد العالمي وعلى الصعيد الداخلي في سورية فإن استمرار هذه الإجراءات يجعل الأوضاع أسوأ ومجرد الصمت عنها يمثل جريمة إنسانية».

وشدّد دشتي على ضرورة أن يقوم المجلس الدولي لدعم المحاكمة العادلة وحقوق الإنسان بدور فعّال في إقناع دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بإلغاء إجراءاتها القسرية الأحادية المفروضة على سورية والتي تنتهك ميثاق الأمم المتحدة ولا سيما تلك المتعلقة بقطاع الرعاية الصحية وهو القطاع الأساسي في مواجهة جائحة كورونا.

كما أكد دشتي ضرورة مطالبة منظمة الصحة العالمية ودول العالم بالتدخل الفوري لتقديم المعونات الصحية والدوائية والغذائية لتدارك آثار جائحة كورونا في سورية، مشدداً على أن الشعب السوري يعاني من أكبر جريمة إنسانيّة بحقه.

وكان دشتي جدّد الشهر الماضي رفض المجلس الدولي لدعم المحاكمة العادلة وحقوق الإنسان استمرار الإجراءات الاقتصاديّة القسريّة الأحاديّة على سورية المفروضة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مشيراً إلى أن ما يسمّى قانون قيصر يستهدف الشعب العربي السوري وشعوب الدول المجاورة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى