أولى

كان الضابط الصهيونيّ يقطع الاتصال مع المُجنّد العميل ويطلب منه أداء الصلاة في وقتها!

وثائقيّ الميادين: ماذا كشفت سرايا القدس في «بيت العنكبوت»؟

 

لم يتوقّف العدو الصهيونيّ عن محاولة تجنيد عُملاء لخدمة مصالحه، ولم تغفل المقاومة الفلسطينية في المقابل، عن التصدّي لتلك المُحاولات. المقاومة، وعلى الرغم من ضعف قُدراتها العسكرية إذا قارناها بالسلاح الصهيوني، حقَّقت الكثير من الإنجازات في كل المواجهات، وفي المواجهة الأمنية (الحرب الخفيّة والمفتوحة) أفشلت الكثير من مُخطّطاته.

ولأن «أوْهَن البيوت بيت العنكبوت»، عرضت «الميادين» وثائقياً لـ «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، تكشف فيه عن عمليةٍ أمنيةٍ نوعيةٍ للسرايا تأتي في إطار العمليات الأمنية المُعقَّدة التي نفذَّها.

تسعى «سرايا القدس» إلى اختراق منظومة التجنيد وإدارة العملاء داخل أروقة جهاز الشاباك الصهيوني، ولتحقيق ذلك، تمّت إدارة عمليّة تجنيد لمُجاهدين من سرايا القدس على فتراتٍ زمنيةٍ مُتباعدَة، مع عددٍ من الضباط المُجنّدين والمُشغّلين.

يميط الوثائقي اللِثام عن مراحل اتصال بين ضبّاط إسرائيليين ومُجنّدين تمَّت إدارتها ومُتابعتها بدقّة من قِبَل جهاز أمن سرايا القدس، وكانت الاستفادة من عمليات كهذه تتمّ عبر تحديد العديد من الثغرات الأمنية في عمليات التجنيد من قِبَل ضباط الشباك الصهيوني. لمدّة 4 سنوات، تواصل أحد المُجنّدين مع ضبّاط المخابرات الصهيونية، بإِشراف وإدارة جهاز أمن سرايا القدس. المُجنّد أبلغ فور تجنيده أمن السرايا، وأوَعزوا له بالإبقاء على هذا التواصُل.

تباعاً، يكشف الوثائقي عن كيفيّة التواصل وطريقة التفكير التي يتّبعها العدو أثناء تجنيد عملائه، وكيف يوهِمهم بأنه مُهتمّ لأمرهم، «كيف حالك»، «انشالله مبسوط؟ أكيد؟»، مع التأكيد أكثر من مرة في كل اتصال على أن المُجنّد بخير ولا داعي للخوف والهَلَع، وطمأنته أنه حتى بعد دخوله السياج، لن يظنّ أحد من الجنود أنه «مُخرِّب» وبالتالي لن يتمّ إطلاق النار عليه.

أحد المُجنّدين كشف في الوثائقي كيف كان يوصيه ضابط المخابرات بالالتزام والصلاة على الموعد، وعدم تدخين السجائر في المسجد، والتحلّي بالأخلاق الكريمة خصوصاً أمام عناصر سرايا القدس. وأكثر من ذلك، كان الضابط الصهيونيّ يقطع الاتصال مع المُجنّد ويطلب منه أداء الصلاة في وقتها!

يشرح وثائقي «بيت العنكبوت» كيف استطاع المُجنّد إيهام الضابط الصهيونيّ أنه يعمل لصالحه، وأنه يُعطيه إحداثيّات صحيحة، وكيف استطاع تضليله، ويتحدّث عن محاولة ضباط الاستخبارات الصهيوني إرسال أسلحة إلى سرايا القدس، وإصرارهم على إدخال عتاد عسكري إلى قطاع غزَّة، ويكشف عن أسباب موافقة السرايا، وكيف انتهت القصة.

حضَّر مجاهدو سرايا القدس في نهاية الوثائقي مُفاجأة غير سارّة للعدو، وانتهت العملية بإلقاء القبض على عميلٍ حقيقي، في تأكيدٍ جديدٍ على قُدرة جهاز أمن «سرايا القدس» على اختراق المنظومة الأمنيّة الصهيونية وتسجيل نجاحات كبيرة في تضليل عناصر «الشاباك» الذين يعملون ليل نهار لاستهداف المقاومة الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى