أولى

من صنعاء إلى بيروت…
نزفُ العواصم

} نايف القانص*

تأثير الفاجعة وصدمة الحدث أكبر من أيّ تعبير قد يساور الإنسان تجاه أشقائه في لبنان.

إنّ الحدث الجلل الذي ألمّ ببيروت وصدى الكارثة عمّ المعمورة، وهول الصدمة أخرس الكلمات وسمّر الأجساد أمام شاشات التلفاز.

تنقّلنا بين القنوات وعبر مواقع التواصل، لكنّ القلوب كانت في بيروت تتألّم لألم أهلها، تواسي ذوي من استشهدوا وتبلسمُ جراح  من جرحوا.

بيروتأيتها المدينة الوادعة، لم نصحُ بعدُ من الصدمة حتى نستجمع الحروف ونفيك حقك من الكلمات، رغم أننا نعرف حقّ المعرفة أنها لن تكون أبلغ وأكثر تعبيراً وإيلاماً من هول الدمار  ومشاهد الموت المتناثر على أطرافك الحبيبة.

إنه جرح شقّ قلب عاصمة السلام والحبّ بيروت.

لقد تصدّعت قلوبنا عليكِ يا بيروت كما صدّع الانفجار جدران المنازل في شوارعك وأحيائك، وانهارت أرواحنا كما انهارت أسقف مبانيك.

لحظات رعب مرّت بك وبنا تختصر دهراً من الوجع والقهر والهلاك.

ما أشبه وجعك يا بيروت بأوجاع مدينتي صنعاء، وأطلال مبانيها وتناثر أشلاء ساكنيها، والوجع الأكبر هو سكوت «الأشقاء» عمّا حدث ويحدث في وطني، بل مشاركة الأغلبية في تدميره.

فيا عاصمة الجراح، يا مدينة الحب والحرب والسلام، ها هي صنعاء تواسيك ومعها دمشق وبغداد والقاهرة والجزائر والقدس وكلّ عواصم الوطن العربي الجريح

سلامٌ لكلّ ذرة تراب تناثرت في سمائك

سلامٌ لكلّ قطرة دم ارتوت بها أرضكِ

سلامٌ لأرواح من رحلوا

سلامٌ لمن انتصروا على الموت بجراحهم.

*السفير اليمني في دمشق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى