الحص: في لبنان وحوش تخطر بين الناس كالبشر وحان وقت المحاسبة
اعتبر الرئيس سليم الحص أن في لبنان وحوشاً تخطر بين الناس كالبشر، مؤكداً أنه حان وقت المحاسبة وإطاحة كل من هو مسؤول عما وصلنا إليه أيا كان ومهما علا شأنه وإلى أية جهة انتمى.
وقال الحص في بيان تعليقاً على انفجار مرفأ بيروت»منذ الأربعاء وأنا عاجز عن التعليق لهول الفاجعة والجريمة التي لحقت بلبنان. لقد بلغت من العمر عتياً وقد آليت على نفسي أن أعتزل السياسة والعمل العام، بيد أني لا أستطيع إلا أن أدلي بدلوي أمام فظاعة هذه الكارثة».
وأضاف «في غمرة الفظاعات التي كانت تُرتكب خلال الحرب لم أتمالك يوماً أن قلت: إن في لبنان وحوشاً تخطر بين الناس كالبشر»، وتابع «لقد دأبنا على تهشيم هذا الوطن وصورته وتهافتنا على تقويض ما كان من مقوماته، فإذا بنا اليوم نغرق في مستنقع العقم والفساد والعجز المالي والانهيار الاقتصادي».
وتابع «هشّمنا وطننا لا بل وصلنا لحد تشوية صورة الفساد والإجرام والقتل. لقد قزّمنا أسوأ مجرمي العالم عبر التاريخ أمام هول إجرامنا بحق شعبنا. لقد هتكنا، نحن المواطنين، بالديمقراطية وبالشعب وبالوطن عندما اخترنا ممثلينا في صندوق الاقتراع وأعدنا اختيارهم ثم أعدنا اختيارهم أو من شابههم حتى صارت الانتخابات أشبه بسوق نخاسة يحكمه المال السياسي والطائفية والمذهبية والمصالح الضيقة الآنية والسير بركب «الزعيم».
وأشار إلى أن»الجحيم الذي نعيشه ليس مجرد مسرحية تشاهد بنجومها السياسيين، ومن ورائهم منتجون ومخرجون من الداخل والخارج. فالمسرحية لا قيمة لها، لا بل هي فعلياً ما كانت لتكون، لولا جمهور المشاهدين»، مضيفاً «لا وجود لمسرحية من دون مشاهد. والمشاهد هو نحن، هو المواطن، هو الناخب، هو الرأي العام. هذه المسرحية، ذات الموضوع المضحك المبكي، تنتهي يوم يدرك المواطن أنه هو المسؤول عن تقبّلها. ويوم يرفضها تنتهي فصولاً».
وتابع «قلتها في الثمانينات ورددتها مراراً وأقولها الآن: إن في لبنان وحوشا تخطر بين الناس كالبشر. لقد بلغ السيل الزبى وحان وقت المحاسبة وإطاحة كل من هو مسؤول عما وصلنا إليه أيا كان ومهما علا شأنه وإلى أية جهة انتمى. لقد سقطت الأقنعة والخطوط الحمر بسقوط الضحايا البريئة يوم الأربعاء».
وتقدّم الرئيس الحص من أهالي الشهداء بأحرّ التعازي وتمنى للجرحى والمصابين الشفاء العاجل.