أولى

نفاق المبعوثين

مَن يسمع المسؤولين الدوليين الكبار من رؤساء ومبعوثين دبلوماسيين، وهم يتحدّثون مع الناس في الشوارع، ويقدّمون الوعود بتبني مطالب الموجودين في الشارع من متطوعين ودعاة تغيير ومنظمات مجتمع مدني على صلة بعواصم الغرب، بما يتعدّى تقديم المعونات والأموال واستغلال الضغوط التي يقومون بها لتوظيفها في تفاوض من نوع آخر وعلى قضايا أخرى.

السؤال الطبيعي هو هل يتوهم أحد أن الدول هي أحزاب ثورية مكرّسة لتقديم الدعم للشعوب وانتفاضاتها، أم أن الذين جاؤوا فعلوا ذلك يحمل كل منهم في جعبته مصالح دولته ومطالبها، وهذا ما يحدد له من يهمه أن يتحدث إليه ومواضيع التحدث؟

الرئيس الفرنسي يريد إبعاد تركيا عن ضفاف المتوسط اللبنانية سياسياً وأمنياً، ويريد إبعاد الصين تجارياً واستثمارياً، وهذا الملف ليس عند الذين التقاهم الرئيس امانويل ماكرون في الجميزة ومار مخايل، بل عند الذين أصرّ على إضافتهم إلى لقاء قصر الصنوبر فوق القطيعة والعقوبات، فهو آتٍ ليقايض دعماً للبنان يستبعد السعي لإضعاف حزب الله بطلب مقابل هو أن لا يمنح حزب الله لتركيا والصين المكانة التي تريدانها على المتوسط، بخلفية الانتقام من اميركا والسعودية.

الدبلوماسي الأميركي ديفيد هيل يريد النجاح بترسيم الحدود البحريّة، بعدما فهمت إدارته أن العرض السابق للترسيم وفقاً للمصالح الإسرائيلية، مرفوض ويصعب تمريره، والطلب الأميركي بصورة أو بأخرى يخاطب حزب الله مباشرة أو بصورة غير مباشرة.

النفاق هو أن هؤلاء يأتون بخطابات شعبوية نحو الشارع لتغطية محاولة التقرّب من الطرف الذي يقولون لهذا الشارع إنه العدو وسبب الأزمات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى