أخيرة

نهال سليمان المقت سنديانة جولانيّة حمايتها واجب قوميّ

 

} هاني سليمان الحلبي

نشأت في أسرة في قرية مجدل شمس السورية، القرية النجمة في الجولان الحبيب. والدها الشيخ سليمان أحمد المقت وأمها الشيخة الراحلة محمودة علي المقت.

والأخوة: فخري بطل سوري طالته أحكام تعسفيّة من سلطات الاحتلال بلغت 25 مرة دخوله للسجن.

ـ بشر، بطل سوريّ حُكم ظلماً بالسجن 37 عاماً أمضى منها 25 عاماً وتمّ الإفراج عنه ضمن تسوية صفقة شاليط الذي خطفته حماس من داخل دبابته في قطاع غزة.

ـ صدقي، بطل سوري حُكم بـ 27 عاماً أكملهاً كاملة في السجن، ثم أعيد سجنه أثر حكم بـ 14 عاماً وتمّ إطلاق سراحه في كانون الثاني الماضي إثر تدخل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبتسوية روسية مع الاحتلال.

ـ علي، بطل سوريّ أدى واجبه بفترة سجن في سجون الاحتلال.

ـ فرج، بطل سوري طورد فترة طويلة ثم تمكنت سلطات الاحتلال من اعتقاله وسجنه فترة.

ـ ميمون، المبعد قسراً إلى ألمانياً بعد فترة سجن منذ العام 2010 وممنوعة عودته إلى الجولان المحتلّ.

ـ ميمونة، الأخت التي ذهبت إلى العاصمة دمشق للتحصيل العلمي ومنعت من العودة إلى أسرتها فاضطرت للبقاء مع أقاربها وتزوّجت من ابن خالها واستقرّت في سورية.

ونهال، بطلة سورية حكمت بأكثر من 10 مرات تحقيق واعتقال وأحكام إقامة جبريّة ومنع مغادرة البلاد وغرامات مالية وحكم وقف التنفيذ أكثر من مرة وحبس منزلي. وتواجه حالياً إجراءات تعسفيّة بحكم من سلطات الاحتلال بالأشغال الشاقة. مرت منها فترة أيام كانت تطاردها دورية الاحتلال يومياً لتقضي محكومية الأشغال الشاقة الساعة 8 صباحاً حتى الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر. ومنذ يومين أخذت محكمة الاحتلال قراراً عقابياً أقسى بنقل مكان تنفيذ حكم الأشغال الشاقة إلى فلسطين المحتلة.

ونهال مواطنة سوريّة من الجولان، ليس لها في فلسطين أقارب مباشرين ولا أسرة تهتم بها او تقيم عندها، فضلا عن قسوة الظروف التي يخلقها الاحتلال من حصار معيشي واستنزاف نفسي واقتصادي وحرب روحية لدفع المواطن الحر الشريف للاستسلام.

** *

نهال التي ربيت في أسرة أبطال، على حب سورية والجولان وحرمون وفلسطين ولبنان، في أسرة اجتمعت فيها الأسماء السورية العربية الإسلامية الحسنى وما بدلت تبديلا! في أسرة لم تئن ولم تصرخ من تشلّعها في قارات هذا الكوكب البائس، ولم تتأوّه وجعاً، ولم تمنّن سورية والعرب وفلسطين بما بذلت. أسرة تفخر بجراحها لأنها جراح أعزاء لا أذلاء.

أسرة لن تقبل أن تسلخ منها ابنتها، دينامو نبضها وحياتها، وجه بيتها وأسرتها، أيقونتها الشابّة لتخدم الاحتلال في فلسطين المحتلة بعيداً عن منزلها.

إذا قبلت أسرة نهال نسبياً، بتنفيذ حكم جائر، بالأشغال الشاقة قريب من منزلها وبلدتها، وتعود بعد محكوميتها النهارية إلى المنزل، فإنها لن تقبل حكماً جائراً وأقسى بأن تحكم البطلة نهال سليمان المقت بالأشغال الشاقة مسلوخة عن أسرتها.

** *

البطلة نهال سليمان المقت، أنذرت اليوم الجمعة من المحامي الموكل لمتابعة الحكم الجائر مع محكمة سلطات الاحتلال، أنه يتوجب عليها، البدء بالتنفيذ صباح الاثنين المقبل في 17 آب في فلسطين المحتلة.

لا وقت للتردّد وطلب الأدعية والرحمات وما إليها.

واجب الشرفاء واضح. لا يمكنهم في معارك الشرف الوقوف على الحياد. لا يمكنهم إلا الانخراط بكليّتهم دفاعاً عن كيانهم الوطني القومي الوجودي، كمواطنين منتمين لأمة.

معركتنا اليوم حماية المناضلة نهال المقت، كما حمت هي أسرتها، ورعت أخوتها الأبطال وشكّلت الجذر القابع في العتمة الخفيّ لصمودهم.

لم تُرَ نهال يوماً بلا علم حتى غدت علماً في رأسه فَخَارُ وطن.

ندعو كلّ الشرفاء، في طيف مَن يحب الوطن والحرية والشرف، ومن يرى أن سورية وفلسطين ولبنان والأردن على حق، ومن يرفض الاحتلال والظلم والقتل والإرهاب، أن يعتبروا حماية نهال ودعمها معركتهم الشخصية والقومية. فإذا كان اليوم دور نهال فربما غداً دور أخت أو زوجة أو ابنة كل منّا.

ندعوهم ان يتوجهوا برسالة واحدة إلى الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، وعبره إلى كل أصدقاء سورية وبالأخص الرئيس فلاديمير بوتين لحماية المناضلة البطلة نهال سليمان المقت من الظلم اللاحق بها.

نهال مواطنة سورية تتمسك بهويتها… كلّ جريمتها أنها تتمسك بانتمائها القومي وتجهر به.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى