الوطن

هل ينقذ اتفاق التطبيع نتنياهو من السقوط وهل يقدِم ترامب على مغامرة غير محسوبة

} عمر عبد القادر غندور*

أكد رئيس وزراء العدو الاسرائيلي نتنياهو الأحد الفائت انّ حكومته متمسكة بمخطط ضمّ الضفة الغربية وهو ما زال على الطاولة ولا تغيير فيه. كذلك أكد وزير المالية الاسرائيلية انّ مخطط الضمّ لم يتغيّر وجرى تجميده الى حين التوقيع في احتفالية تذكرنا بتوقيع كامب ديفيد في مثل هذا اليوم من العام 1978 بين «إسرائيل» والرئيس أنور السادات برعاية الرئيس الأميركي جيمي كارتر.

والمستغرب ان يبارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتفاق التطبيع بين الإمارات و»إسرائيل» فيما بلاده اكتوت بتبعات اتفاق كامب دافيد، والذي كان مجرد صكّ خيانة للقضية الفلسطينية وأثبتت السنوات بطلان هذا السلام الموعود فيما استمرت العدوانية الاسرائيلية ووقع الاف الشهداء من العرب، فيما رفض الشعب المصري وما زال الاعتراف باتفاقية كامب ديفيد وما زال ينبض برفض ايّ تطبيع من الكيان المحتل حتى الآن.

وبعد مرور 42 عاماً على هذه الخيانة لم يتحقق السلام الموعود الكاذب، نرى كيف انّ رئيس الوزراء الاسرائيلي المأزوم نتنياهو بحاجة الى طوق نجاة، وفره له الرئيس الأميركي ترامب المأزوم الآخر بمونته على عرب الخليج بإعلان الاتفاق بين دولة الاحتلال ومشيخات الإمارات العربية في عملية ثنائية الأبعاد لحاجة مشتركة لترامب الذي يواجه اليوم أقصى ظروفه الانتخابية الرئاسية، ونتنياهو الغارق في المخالفات وتعقيدات الفساد على مدى ثلاثة انتخابات غير حاسمة. وهو بحاجة ماسة الى استثمار التطبيع مع الإمارات في مواجهة خصومه السياسيين، كحاجة ترامب الى حدث اقليمي يُلطف ويُخفف من فشل سياسته الخارجية على مدى سنوات ولايته، باستثناء ما صادره من مليارات الدولارات من دول الخليج.

وبين الجدوى المشتركة بين ترامب ونتنياهو، أين مصلحة الشعب الفلسطيني من مثل هذه الصفقة التي تتمّ على حساب القضية الفلسطينية وكرامة الأمة الناطقة بالضاد! وفي أبشع مظاهر التجبر والاستهانة والازدراء يؤكد نتنياهو للداخل والخارج انّ ملف ضمّ الضفة الغربية ما زال فوق الطاولة ولم يتغيّر شيء! حتى بات باطن الارض خير من ظاهرها.

أما الرئيس الأميركي ترامب الذي يتعامل مع الدول بالعصا والجزرة، فقد تعهّد بفرض عقوبات إضافية على إيران بعد فشله بتمديد حظر السلاح على الجمهورية الإسلامية، بموجب قانون مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات التي طالت عشرات الدول في العالم منها أيضاً كوريا الشمالية والصين وروسيا والهند وفنزويلا، وهو يهدّد اليوم بفرض عقوبات على الدول التي ترفض او تعطل استقبال المبعدين عن أميركا في ظلّ جائحة كورونا، وهو يرفض المشاركة في القمة التي اقترحها الرئيس الروسي بخصوص إيران وهو يفضل الانتظار الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ولا نعتقد انّ سياسة التطنيش التي تعتمدها الدول الأوروبية حيال الوقاحات الأميركية كالتهديد بفرض عقوبات جديدة على إيران لمخالفتها الاتفاق النووي يمثل أعلى درجات السخرية لأنّ ترامب هو الذي ألغى الاتفاق من طرف واحد!

ولا شكّ أنّ أوروبا ضاقت ذرعاً بوقاحات الرئيس الاميركي والى متى، وهي تنتظر كما ينتظر العالم والشعب الأميركي نتائج الثاني من تشرين الثاني المقبل، إلا إذا قام بمغامرة غير محسوبة قبل أيام من استحقاق الانتخابات الرئاسية، ولا نستبعد ذلك.

*رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى