الوطن

… فقط القوة تضمن الأمن والاستقرار

} منجد شريف

أخي في المواطنة في لبنان وفي كلّ الأقطار العربية، من أيّ طائفةٍ أتيت وإلى أي مذهب انتميت، اقرأ جيداً في التاريخ، وأعلم أنَّ هناك أيادي خفية تتحكم بكلّ مسار الكون وليس في لبنان حصراً، إقرأ عمّن يدّعون الحق الديني والتاريخي في فلسطين، إقرأ عن تاريخ الثورات في أوروبا وكيفية إسقاط الملكيات وإحلال أنظمة جديدة مرتهنة لتلك الأيادي في حاضرها ومستقبلها، إقرأ عن تاريخ المنطقة وكيفية تقسيمها تبعاً لاتفاقية مارك سايكس وجورج بيكو الموصى بها عام 1915 إلى مجلس العموم البريطاني من قبل هربرت صموئيل، وهو أول يهودي يصل الى رتبة وزير في بريطانيا آنذاك، وكان الهدف منها تقسيم المنطقة الى كيانات ووضع فلسطين تحت سلطة دول الحلفاء للتمهيد الى تنظيم هجرات يهودية اليها لاحقاً ووضع نواة لبناء دولة لهم، لأنه من غير المناسب إنشاء الدولة قبل سكانها

اقرأ عن مراسلات حسين مكماهون وكيفية قيام الثورة العربية الكبرى في وجه السلطنة العثمانية في 16/6/1916، لتقرأ بعدها وعد بلفور في 2/11/1917، واقرأ عام 1920 عندما جاء أول مندوب سامي الى فلسطين وهو هربرت صموئيل نفسه، ومن ثم اقرأ كيف أتمّ حاييم وايزمن صفقة شراء 200 ألف دونم عام 1913 من عائلة سرسق اللبنانية في سهل مرج ابي عامر، وكان شرط الصفقة طرد 60 ألف عامل فلسطيني

 اقرأ أيضاًاقرأ عن الهجرات اليهودية، ومن ثم عن تفجير بعض البواخر لسبب عدم السماح للمهاجرين بالدخول من قبل البريطانيين، ومقتل الكثيرين من الركاب مقابل دخول جزء منهم، في مخيلة إجرامية تستبيح كل  شيء لتنفيذ مآربها، ومن ثم اقرأ عن التحوّل اليهودي الى أميركا، ومناوءة الجيش البريطاني على يد عصابة الشتيرن، وهي منظمة يهودية أمعنت في قتل الجنود البريطانيين من أجل الجلاء عن فلسطين بعدما تأمّنت كلّ مقوّمات الدولة اليهودية، وتأمّن أيضاً الحلف الإستراتيجي مع أميركا، وتأمّنت أيضاً وأيضاً مصانع الأسلحة والطيران عام 1942…

 اقرأ كلّ هذا لتعلم انّ سياق الأحداث في المنطقة العربية قديماً ليس منفصلاً أبداً عن هذا المسار التصاعدي في الأحداث راهناً، وذلك من أجل الحصول على خيرات الأمة من النفط والغاز وغيرهما من المواد الخام، وهذا ما جعل الدول الإستعمارية سابقاً، تساهم في خلق هذا الحاجز البشري في فلسطين المحتلة بين عرب آسيا وعرب أفريقيا، منعاً لأيّ اتحاد عربي مستقبلي، قد يؤدّي إلى إقامة دولة عظمى

 اقرأ لتعرف أنّ اغتيال الرئيس رفيق الحريري هو في المسار نفسه، وأنّ كلّ الاتهامات والأحكام التي صدرت هي اتهامات وأحكام سياسية وهذا ما تبلور في حكم المحكمة بالأمس، بعدما كان الهدف منها شرخ الأمة، واللعب على الفتنة المذهبية.

اقرأ لتعلم أنّ الحرائق التي التهمت لبنان العام الماضي، تزامنت مع التفاوض على الحدود البحرية بين لبنان والكيان الغاصب، وأنّ بومبيو ترك لبنان مبشراً بفنزويلا أخرى، لتتسارع الأزمات وتتسابق بدءاً من أزمة النفط والطحين ومن ثم شحّ الدولار، فحركة ١٧ تشرين الأول التي سُمّيت «ثورة»، ومن ثم إقفال المصارف وتحويل الجزء الأكبر من السيولة بالدولار إلى الخارج لزيادة الضغط، وتقليب الرأي العام وإثارته ضدّ فئة معينة، كلّ ذلك بعدما فشلت كل السيناريوات العسكرية

اقرأ جيداً لتعلم أنّ حادثة تفجير المرفأ التي شكل فيها الفساد والإهمال ثغرةً وليس سبباً، هو الحدث المعدّ مسبقاً، والذي ترجمت تداعياته على أنه مشغول ومشغول بدقة، وأنّ مجيء كلّ هذه البوارج العسكرية ليس صدفةً ولا هي محملة بالمساعدات الإنسانية، انما لأهداف ستظهرها الأيام المقبلة

اقرأ لتعلم أنّ كلّ هذه السيناريوات هي لأجل ضمان الخيرات إضافة الى أمن كيان العدو

إقرأ أيضاً أنَّ الضعف لا يشكل ردعاً ولا توازناً، وأنّ لبنان هذا القابع بالقرب من فلسطين المحتلة، لن يكون بمأمن عن كلّ التطورات في المنطقة، وأنَّ الإجماع على قوة الردع الاستراتيجي هو واجب وطني قبل كلّ شيء آخر، فبمحاذاة هكذا خطر ملاصق لبلادنا الكلام وحده لا يردع ولا يمنع إعتداء، وكلّ معاهدات السلام وآخرها مع الإمارات نصّت على التفوّق النوعي في التسليح لـ «إسرائيل»، في ظاهرة واضحة ولا لبس فيها وهي أنَّ الكلام العاطفي لا يحمينا، والشعر والإنشاء لا يطرب لهما هذا العدو الغاشموحده توازن القوة يضمن أمناً واستقراراً، وكلّ من فاته هذا المنطق فعلى بلاده السلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى