الوطن

وسائل إعلام العدو تعرف: لقد تآكل ردعُنا ولم نعُد نملك استراتيجيّةً.. والمقاومة الفلسطينية هي مَنْ تضع جدول الأعمال

حماس تحذّر من استمرار حصار غزة: لا نخشى المواجهة

حذّرت حركة حماس أمس، من استمرار الحصار الصهيوني على غزة، محملةً الاحتلال مسؤولية التصعيد في القطاع المحاصر منذ نحو 19 عامًا.

وقال عضو المكتب السياسي لحماس خليل الحية للصحافيين في القطاع، إن «المقاومة الفلسطينية حق طبيعي وتدلّ على الاحتقان الكامن في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني رداً على استمرار الحصار والعدوان».

وحذر الحيّة من استمرار الحصار الصهيوني على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشدداً على أن فصائل المقاومة قادرة على انتزاع حقوق الفلسطينيين بأيديها.

وقال إن الاحتلال الصهيونيّ كل يوم يزيد من جرائمه بقتل الأطفال وتدمير المدارس، معتبراً أن كل محاولات ثني الشعب الفلسطيني عن مقاومة الاحتلال وانتزاع حقوقه ستبوء بالفشل.

وقلّل الحيّة، من التهديدات الصهيونية بعودة سياسة الاغتيالات ضد قادة الفصائل، وقال: الاحتلال متى توقف عن الاغتيالات، إما بالصواريخ أو بأشياء أخرى (..) نحن لا نخشى مواجهة الاحتلال ورؤوسنا ليست أغلى من رؤوس أبناء الشعب الفلسطيني.

ويشهد القطاع توتراً أمنياً منذ أسبوعين، مع تصاعد إطلاق البالونات الحارقة وإعادة التظاهرات الليليّة بعد توقف أشهر عدة للمطالبة برفع الحصار الذي يفرضه الاحتلال على القطاع.

ويأتي ذلك بالتزامن مع تشديد الاحتلال إجراءات حصاره لقطاع غزة، حيث أبلغت اللجنة الرئاسية لتنسيق البضائع التابعة للإدارة العامة للمعابر والحدود في السلطة الفلسطينية، شركات القطاع الخاص، بقرار حكومة العدو بوقف إدخال جميع السلع والبضائع لقطاع غزة.

وأوضحت اللجنة في بيان لها، أنه سيسمح فقط للسلع والبضائع الغذائية والطبية بالعبور.

وفي سياق متصل، كشفت مصادر أمنيّة وعسكريّة في دولة الاحتلال، النقاب عن أنّها تسعى بعد الاتفاق مع الإمارات إلى إدخال الدولة الخليجيّة في المساعي للتوصّل لتهدئةٍ طويلة الأمد مع فصائل المقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، بدلاً من قطر التي تعتبر الإمارات عدوّها اللدود.

 ونقل مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، أليكس فيشمان، أمس، عن المصادر عينها أنّه بعد مرور ستّة أعوامٍ على انتهاء عملية (الجرف الصامد)، أيْ العدوان الصهيوني على غزّة في صيف العام 2014، والذي استمرّ 51 يومًا بالتمام والكمال، رغم عدم تكافؤ الفرص بين الطرفين، نقل عن المصادر عينها قولها إنّ شيئَا لم يتغيَّر منذ ذلك الحين، مُشدّدًا على أنّ الردع الصهيوني بات في خبر كان، ومُضيفًا في الوقت ذاته أنّه لم يتّم التوصّل لاتفاقٍ مع حركة حماس بواسطة المصريين، التهدئة غير موجودة بتاتًا، مُؤكّدًا، بحسب المصادر، أنّ الهدوء لن يعود إلى الجبهة الجنوبيّة، وأنّ ما كان سيبقى، على حدّ تعبيره.

وكان وزير الأمن الصهيوني الأسبق، الجنرال بالاحتياط شاؤول موفاز، قد قال بعد عملية (الجرف الصامد) لوسائل الإعلام العبريّة لقد تآكل الردع، ولم نعد نملك استراتيجيّةً، وحركة حماس هي مَنْ تضع جدول الأعمال، أيْ الأجندة، بحسب أقواله.

على صلةٍ بما سلف، قال خبير عسكري صهيوني وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية والأمنية، إنّ حماس تدرك جيدًا أنّ «إسرائيل» لن تتسرّع في عملية عسكرية في ذروة أزمة صحية واقتصادية وسياسية، مع أنّ الأمر يحتمل أنّه عندما تجري «إسرائيل» مباحثاتها بالتوازي مع مصر وقطر، فمن الممكن زيادة الضغط على حماس، من دون خوف من معركة واسعة، على حدّ تعبيره.

وأضاف رون بن يشاي في مقاله، الذي نشره في موقع (YNET)، الإخباريّالعبريّ، التابع لصحيفة  (يديعوت أحرونوت)، أن هناك مَن يريد أنْ يُخبر سكان قطاع غزة، وربما مستوطني الجنوب بأسره، أنّ البالونات الحارقة وإطلاق الصواريخ سيستمران لبعض الوقت، فقد يستغرق الأمر أيامًا، وربما أسابيع، لأن حماس غير مستعدّة لتغيير مواقفها.

إلى ذلك، قال المحلّل العسكري في موقع (WALLA) الإخباريّالعبريّ، أمير بوحبوط، نقلاً عن محافل أمنيّةٍ واسعة الاطلاع في المنظومة الأمنيّة في كيان الاحتلال، قال إنّه مرّةً تلو الأخرى يثبت قائد «حماس» في قطاع غزة يحيى السنوار أنّه يعرف قراءة الردود الصهيونية إزّاء العمليات الفلسطينيّة والبالونات الحارقة على حدود قطاع غزة، مُضيفًا في الوقت عينه أنّ السنوار يعلم أنّه لا توجد نية لدى حكومات الكيان الصهيوني في السنوات الأخيرة بتدمير «حماس»، بل فقط إضعاف قيادة الحركة أوْ التسبّب لها بأضرارٍ كبيرةٍ، ولذلك اعتاد اللعب على الحافة من خلال فهم المصالح الصهيونية في عملية اتخاذ قراراته، على حد تعبير الموقع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى