أولى

كورونا لا يرحم.. والتراضي لا ينفع

 

يُجمع الخبراء في مواجهة كورونا على دخول لبنان المرحلة التمهيديّة للسيناريو الإيطالي، حيث التفشي خارج السيطرة والأرقام المعلنة عن الإصابات لا تعبر عن حقيقة المصابين وحيث المستشفيات عاجزة عن استقبال المصابين، وحيث الوفيات تفوق التوقعات، والجهاز الطبي ينزف بإصاباته، والمعدات والأدوية لا تكفي لمواجهة الجائحة.

الإعلان عن إجراءات الإقفال العام لأسبوعين، والتشدد بتطبيق إجراءات الوقاية، جاءا بنتائج مخيبة، فالأيام الأولى تقول إن لا إقفال فعلياً، ولا تطبيق للإجراءات الوقائية، والمشاهد التي تحملها التقارير التي تنقل واقع الحال في العديد من المناطق تقول إن اللبنانيين بنسبتهم الغالبة لا يتصرفون على قاعدة أنهم أمام خطر محدق، وأن دولتهم بأجهزتها المختلفة تتصرّف باعتبار قراراتها هي دعوات للتطبيق بالتراضي.

الوضع الاقتصادي الضاغط سبب يمكن فهمه كعامل معيق للإقفال لو أننا شاهدنا تجاوز الإقفال مع التشدد في الإجراءات الوقائية، لكن مشاهد الاكتظاظ في الأسواق الشعبية بدون أي اكتراث بالخطر، ومثلها على الشواطئ، وفي العديد من المناسبات الاجتماعية، حيث نسبة المتقيدين بالتباعد الاجتماعي وبلبس الكمامات لا تتعدّى الـ 20% وفقاً للتقديرات المتداولة لدى الأجهزة المعنية.

المطلوب قبل أن نرى الناس تموت على ابواب المستشفيات، وتحمل بالشاحنات، كما شاهدنا ما حدث في إيطاليا، أن نشهد الجيش والأجهزة الأمنية يملآن الشوارع، والعاصمة والمدن الكبرى على الأقل، وأن نقتنع وتقتنع الدولة أولاً بأن كورونا لا يرحم وأن الإجراءات لن تطبق بالتراضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى