استنكار واسع لجريمة كفتون وتأكيد ضرورة الإسراع بتوقيف الجناة وإنزال أشدّ العقوبات بهم
أثارت الجريمة النكراء التي شهدتها بلدة كفتون في قضاء الكورة والتي ارتقى فيها ثلاثة شهداء من البلدة موجة استنكار عارمة.
وعقد رئيس اتحاد بلديات الكورة رئيس بلدية دار بشمزين كريم بو كريم مؤتمراً صحافياً أمس في مقر الاتحاد في أميون بحضور عدد من رؤساء بلديات الكورة، تحدّث فيه عن ملابسات الجريمة وقال «استفاقت الكورة يوم (أول من) أمس السبت المشؤوم على وقع جريمة مدويَّة ذهب ضحيتها ثلاثة شبَّان في مقتبل العمر من بلدة كفتون العزيزة المسالمة المثقفة والراقية. علاء فارس، فادي سركيس وجورج سركيس، هم شهداء كفتون، شهداء الكورة، وشهداء الواجب والدفاع عن قريتهم وأهلها في ظلّ التفلت الأمني الذي نشهده أخيراً».
وأشار إلى «بعض النقاط التي يجب التوقف عندها»، لافتاً إلى «أنّ الطريق المؤدي إلى بلدة كفتون، من الأوتوستراد الساحلي (منطقة الهري –شكا)، مروراً بكفريا، بدنايل، كفرحاتا، كفتون، ومنها إلى المجدل فبساتين العصي وصولاً حتى بلدة دوما، ليس عليها نقطة أمنية واحدة تابعة للدولة».
وأوضح أنّ الجريمة حصلت حوالى الساعة العاشرة والنصف من ليل الجمعة الفائت «فحضر ضباط الأجهزة الأمنية ولم يصلهم الدعم إلاّ بعد وقت طويل، ما أتاح للجناة متسعاً للفرار في الأحراج المجاورة للبلدة، ولا تزال الأجهزة تبحث عنهم حتى كتابة هذا البيان».
وقال «نحن، اتحاد بلديات الكورة نستنكر هذه الجريمة النكراء أشدّ الاستنكار، ونطالب وزارتي الدفاع والداخلية باستحداث نقاط أمنية في هذه المنطقة العزيزة من الكورة، كي لا نقع في داهية أخرى تجد الخاصِرَة الرَّخْوَة فتضرب ضربتها المميتة من جديد. كما نضع الكشف على ملابسات هذه الجريمة ومرتكبيها، وعقلها المدبّر، بعهدة القوى الأمنية كافة».
وأعلن أن «لا عزاء لنا إلا في كشف المتورّطين، وإحقاق الحق»، متسائلاً « كيف تتمكن سيارة، من دون لوحات، تقل أربعة مسلحين، من السير على طرقاتنا، عابرة من منطقة إلى أخرى، ولا يكشف أمرها؟».
وطالب باسم اتحاد البلديات «بصفتنا الجهة التي تمثل الكورة بكلّ أطيافها، والتي تعبّر عن هواجس مناطقها كافة»، وزير الداخلية والبلديات الطلب من القوى الأمنية التشدّد بتطبيق القانون وقمع المخالفات خصوصاً لجهة السيارات التي تجوب الطرقات من دون لوحات تسجيل وزجاج داكن، كما طالب بـ «إعادة النظر بنظام الشرطة البلدية والحراس الليليين التابعين للبلديات، كي يتمتعوا بسلطة أكبر يرعاها القانون العام، ولا يظلوا خيالات في وجه الريح العاتية التي تعبث بحرمات الوطن».
من جهته أوضح والد الشهيد علاء فارس رئيس بلدية كفتون نخلة حنا فارس في حديث إذاعي، أنه «كان هناك سيارة من دون لوحات تجول في المنطقة، فاقترب منها 3 شبان من المنطقة منهم نجلي ليسألوها عن وجهتها ما دفع بالمسلحين الموجودين بالسيارة إلى إطلاق النار عليهم وقتلهم، ليفرّوا بعدها الى جهة مجهولة». ولفت الى أنه «تمّ العثور في سيارة المسلحين على أسلحة، وقنابل وأسلاك كهربائية».
نوّاب وفاعليات
وفي ردود الفعل قال عضو الكتلة القومية الاجتماعية النائب سليم سعادة «ما أرخص حياة الإنسان في لبنان! ثلاثة أقمار ارتقوا شهداء الواجب بالأمس نتيجة التفلت الأمني وتفشي شريعة الغاب في المجتمع. خبر صادم… قلبي يتقطع لسقوط هؤلاء الشهداء الذين تركوا في نفوسنا وقلوبنا جروحاً هيهات أن تندمل».
أضاف «أمام هول هذه الجريمة البشعة التي أصابت أهلنا في كفتون بالصميم بخسارة علاء وفادي وجورج، أهيب بالسلطات الرسمية والأجهزة الأمنية أن تقوم بالكشف سريعاً على ملابسات هذه الجريمة النكراء وإنزال أشدّ وأقسى العقوبات بمن قاموا بها».
بدوره، قال النائب فايز غصن «ثلاثة أقمار ارتقوا شهداء أمس في كفتون، ثلاثة من خيرة شباب الكورة سقطوا ضحية رصاصات غدر أطلقها مجرمون قتلة، 3 أبطال انطفأت أنوارهم، فكسورا قلوب الكورانيين برحيلهم».
وإذ استنكر هذه الجريمة النكراء البشعة، أكد «أننا لن نستكين قبل أن يُساق المجرمون إلى العدالة للاقتصاص منهم». داعياً «القوى الأمنية إلى الإسراع في الكشف عن ملابسات هذه الجريمة الوحشية وتوقيف القتلة ومحاكمتهم وإنزال أشدّ العقوبات في حقهم، ليكونوا عبرة للآخرين». وتوجّه «بأحرّ التعازي الى ذوي الضحايا ونقف إلى جانبهم في مصابهم الأليم الذي أصاب لبنان عموماً ومنطقة الكورة خصوصاً في الصميم».
وقال النائب جورج عطالله «سيّدة كفتون تحتضن أبناءها الأبطال الذين رووا بدمائهم أرض بلدتهم وهم يسهرون على أمنها. والكورة المُسالمة تدعو بالرحمة للأبطال وتطلب العدالة لهم بتوقيف الجُناة والإقتصاص منهم ليكونوا عِبرة للجميع».
وأشار رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، في بيان إلى أنّ «من عاين الجريمة الدموية التي ارتكبها مجرمون بحق ثلاثة شبان في بلدة كفتون، يخال للوهلة الأولى أنّ هذا المشهد المافيوي من نتاج الكارتيلات في مجاهل كولومبيا، أو تلك التي كانت في زمان آل كابوني في شيكاغو منذ عهد بعيد!»
أضاف «اهتزت مشاعر اللبنانيين في كلّ مكان لفظاعة الحدّ الذي بلغه استسهال القتل في وضح النهار، وكأنّ البلد والدولة لا وجود لهما في حساب الفلتان الأمني المستشري». وإذ استنكر بشدة «هذا الأسلوب الإجرامي المتسلسل»، دعا السلطات المختصة «إلى تكثيف جهودها لوضع حدّ نهائي لهذا السفك الذي لا يستثني أحداً».
وختم «رحم الله العميد ريمون إده والرئيس الياس الهراوي اللذين فهما أنّ مثل هؤلاء السفاحين لن يُردعوا ما لم تعلق مشانقهم أمام الجميع مثلما ارتكبوها أمام الجميع».
وطالب راعي أبرشية جبيل والبترون وما يليهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت سلوان موسى، السلطات الأمنية بـ «بذل قصارى جهدها للعثور على المجرمين وتسليمهم إلى القضاء للمحاكمة»، مناشداً إياها «الحفاظ على أمن المواطنين ووضع حدّ لأيّ تفلت أمني».
وأعرب عن مشاركته الرعية «ألمها وحزنها للفاجعة التي ألمّت بالبلدة»، مقدّماً التعازي لكاهن الرعية الأب بسام ناصيف ولرئيس البلدية نخلة حنا فارس.
وأعرب راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله عن أسفه الشديد للفاجعة التي حصلت في بلدة كفتون، وقال في بيان «تبلغنا ببالغ الحزن والأسى والاستنكار الشديد خبر الفاجعة بمقتل الشباب الثلاثة من بلدة كفتون، الجارة العزيزة. وبعد تقديمنا التعازي لكاهن الرعية ورئيس البلدية والأهالي، وبعد تواصلنا مع القادة الآمنيين، نهيب بالجيش والقوى الأمنية أن يبذلوا أقصى الجهود للقيام بواجبهم في العثور على القتلة وتسليمهم إلى القضاء المختص للمحاكمة، ونشدّ على أيديهم للحفاظ على أمن المواطنين ووضع حدّ للتفلت الأمني».
وشجبت «الجماعة الإسلامية» في طرابلس والشمال «هذا الفعل الجبان الذي طال رجالاً كانوا يقومون بواجبهم الوظيفي في السهر على أمن بلدتهم»، وطالبت القوى الأمنية بأن تسارع إلى توقيف المعتدين وسوقهم إلى العدالة ليكونوا عبرة لمن يعتبر.
وقال الإعلامي والكاتب غسان جواد «كلّ التعازي للأصدقاء والرفاق في الحزب السوري القومي الاجتماعي وأهالي كفتون والكورة بالشهداء الثلاثة فادي وعلاء وجورج، كلّ من انتمى إلى حزب وفكر أنطون سعاده هو مشروع شهيد من أجل الأمة والمجتمع «إنّ الدماء التي تجري في عروقنا هي ذاتها وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها».
وتلقى نائب رئيس الحزب القائم بمهام الرئاسة وائل الحسنية اتصال تعزية من الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب، ورئيس المكتب السياسي لحركة أمل جميل حايك، ومن العديد من القيادات الحزبية.
كما تلقت قيادة الحزب عدة برقيات تعزية… وفي برقيته قال المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشور: جريمة كفتون (الكورة) التي أدت إلى استشهاد ثلاثة من خيرة شباب الكورة والحزب السوري القومي الاجتماعي يجب أن لا تمرّ دون قصاص عادل أياً يكن مرتكبوها وأياً تكن أغراضها.. إنها جريمة بحق الكورة الخضراء ولبنان الذي تطارده المآسي.
الرحمة لعلاء فارس وفادي وجورج سركيس والخلود لذكراهم.
وقالت منظمة الاشتراكيين الثوريين: أمام هول الجريمة الإرهابية لا يسعنا إلا أن ندين هذه الجريمة ونعزي أهلنا في كفتون والحزب السوري القومي الاجتماعي، باستشهاد أبنائهم الثلاثة، ونحمّل المسؤولية للقوى الانعزالية التي ما زالت تراهن على هذه القوى الإرهابية بتفجير الساحة الوطنية خدمة للمشروع الصهيوأميركي. كما نطالب المسؤولين الإسراع في تشكيل حكومة قادرة على النهوض بالوضع الاقتصادي، وانتشال الوطن من كارثة الموت السريري.
وتقدّمت قيادة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني فرع شمال لبنان بأحرّ التعازي، من قيادة الحزب وذوي الشهداء، وقالت: الشهداء الثلاثة ضحوا بأنفسهم لتحقيق السلم الأهلي ودفاعاً عن لبنان. وعبّرت عن إدانتها للجريمة البشعة مؤكدة على تحقيق الأمن والأمان لكافة مناطق لبنان.
وتقدّم عضو اللجنة المركزية في الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) في لبنان ثاىر لوباني من الحزب السوري القومي الاجتماعي وأهالي الشهداء بأحرّ التعازي والمواساة باستشهاد الرفاق الثلاثة، وقال: انّ الجريمة النكراء التي حصلت مدانة بأشدّ الإدانات من الشعب الفلسطيني، وأمل بإنزال أقصى العقوبات بحق المجرمين.