أولى

الكورة تراهن على الدولة

ليس مهماً تفسير المهمة التي كان ينفذها الإرهابيون الذين نفذوا جريمة الكورة وسقط بنتيجتها ثلاثة من المواطنين شهداء وهم يؤدون واجبهم الوطني والبلدي. فالمهم أن التحقيقات قد نجحت في كشف هويتهم، وثبت سجلهم الإرهابي، لكونهم جزءاً من تشكيلات التنظيمات الإرهابية التي تحتفظ بخلايا نائمة.

يؤكد أبناء القرى المجاورة لكفتون ولقضاء زغرتا أنهم كانوا يشعرون بتحركات مريبة لسيارات يعتقدون أنها غريبة عن مناطقهم تجوب الشوارع في ساعات متأخرة من الليل بما يشبه الدوريات الهادفة لاستغلال غياب القوى العسكرية والأمنية لفرض نوع من السيطرة الأمنية غير المباشرة على نطلق جغرافي يغطي منطقة الشمال كلها.

من حظ لبنان أن شهداء الكورة وقفوا بوجه هذه الجماعات وكشفوا القناع عن وجودها المستتر، وفتحوا عيون لبنان واللبنانيين والمؤسسات الأمنية على نقاط الخطر ونقاط الضعف، ومن حظ لبنان أن المواجهة مع هذه الجماعات تمّت في الكورة حيث التمسك بالدولة ومشروعها يتفوق بقوة على كل تحريض تحت عنوان الأمن الذاتي.

من المقدّر للدولة ومؤسساتها النجاح السريع في كشف الكثير من الحقائق حول العدوان الإرهابي على الكورة، لكن الكورة تراهن على الدولة وتنتظر الأكثر، فالمطلوب ملء الفراغ الأمني في المنطقة، وتسريع عمليات التحقيق وصولاً لتقديم رواية كاملة عن حقيقة ما جرى، وانتهاء بتقديم المجرمين إلى العدالة لينالوا عقابهم.

كثيرون يراهنون على تفكك الدولة، وسقوطها، لكن الكورة تراهن على الدولة، وتنتظر من الدولة أن تستقوي بالكورة لتثبت أنها أهل لهذا الرهان.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى