الوطن

لتكن دماء شهداء الكورة منعطفاً نحو لبنان المدني الجديد النظيف

 

} نقولا تويني*

أديت البارحة واجب العزاء لأهل شهداء الكورة الثلاثة، وقد آلمني كثيراً استشهاد الأبطال (فادي سركيس، علاء فارس وجورج سركيس).

وما لفتني في هذه الفجيعة الوطنية موقف أهل الشهداء الحضاري في الطلب من الدولة إعادة الحق لأصحابه وتوقيف ومعاقبة المجرمين الإرهابيين. لكن لم يتمّ إحراق الدواليب أو قطع الطرق أو اتهام كلّ من هو من رأي مخالف للحزب السوري القومي الاجتماعي أو من هو من طائفة أخرى أو من منطقة أخرى.

كانت مسيرة التأبين ودفن الشهداء مهيبة صامتة وراقية، خشوع مهيب أبْلَغُ ما يكون تعبيراً عن فظاعة الجريمة.

الكورة شيّعت أبناءها بإجلال واحترام. الخلود والرحمة لشهداء الكورة ولبنان.

أختم بالقول إنّ المشهد الآسر بالوداع لهولاء الأبطال يعكس قيم المدرسة النهضوية التي نشأتْ عليها أجيال الكورة، الخضراء بنفسية أهاليها قبل أشجارها

عسى أن تكون دماء هؤلاء الغيارى منعطفاً نحو لبنان المدني الجديد النظيف من الظلامية والحقد والإجرام وأن تكون الشهادة في سبيل نهضة الحياة المدنية في لبنان.

 

*الوزير السابق لشؤون مكافحة الفساد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى