ثقافة وفنون

مسابقة الفنّ التشكيليّ للفنانين الشباب… فسحةٌ تعبيريّةُ جديدة للمكنونات والطبيعة

غياث الأخرس: من المهم اكتشاف المواهب وإعطائها المجال للتنفيس الفنّي

} لورا محمود

منذ نشأة المركز الوطني للفنون البصرية في العام 2011 كان من أهم أهدافه البحث عن الفنانين الشباب الموهوبين والعمل على تبنيهم ودعم وتطوير ملكاتهم الفنية، بإلحاقهم بورشات العمل التابعة لنشاطات المركز وإقامة دورات حول الفنّ التشكيلي المعاصر وتأثيره في ثقافة المجتمع إضافة لدعم طلبة الفنون الجميلة المبدعين لإقامة معارض مشتركة لهم، واحياء حركة الفنّ التشكيلي الإبداعي وإعادة إنماء الذاكرة الجمعية للفنّ التشكيلي السوري، لذلك أقام المركز مسابقة لأكثر من خمسة وأربعين فناناً تشكيلياً شاباً عرضت لوحاتهم في معرض جماعيّ أقيم في صالة المعارض بالمركز.

وفي تصريح للصحافيين قال رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للفنون البصرية الدكتور غياث الأخرس لقد شعرنا خلال العشر سنوات الماضية من خلال وجود هؤلاء الفنانين بورشات العمل التي نقيمها في المركز والتي أنتجت الكثير منهم أنه ليست لديهم أرضية أو مكان ليعرضوا أعمالهم فيه، إضافة إلى أن صالات العرض الجديدة هي صالات مشوّهة وغير مثقفة بالفنّ لذلك كانت الفكرة أن يكون المعرض للشباب ويكون هناك مسابقة نقدم فيها ثلاث جوائز للفنانين الذين قدّموا أفضل ثلاثة أعمال أو لوحات؛ والشيء الآخر المهم جداً بالنسبة لنا أن نكتشف هذه المواهب وأن يستمروا بالمشاركة في ورشات العمل التي تقام بالمركز والتي نقدم فيها كل المواد المطلوبة للفنان وهو عليه فقط أن يرسم ويبدع.

وتابع الأخرس أن الفنانين الشباب حقهم مهدور لهذا السبب نحن نحاول أن نرفع معنوياتهم ونتحدث معهم عن لوحاتهم، ونحن بالمركز انتقائيون جداً والعمل الجدي يستحق الانتقائية فنصف الفنّ السوري ليس بفنّ والفنان السوري أحياناً تحذف من عقله المواضيع فرغم أننا مررنا بحرب لم نر أعمالاً جديّة ومررنا بحجر صحيّ بسبب كورونا ولن نرى أيضاً أي أعمال عن هذا الموضوع على عكس الفنانين اللبنانيين مثلاً الذين قدّموا معارض عن الفيروس وعن التفجير الأخير الذي حصل في مرفأ بيروت وأهدوا اللوحات للمتحف باجتهاد شخصيّ منهم، لماذا لا نرى هذا عندنا؟

وبدوره قال الفنان التشكيلي عدنان حميدة لـ»البناء» إن هذه التجربة الشبابية التي يرعاها المركز الوطني للفنون البصرية أهم ما فيها أنها جمعت فنانين عديدين من مدارس مختلفة أغلبهم جدد على الساحة الفنية ولم يظهروا بعد ولم يكن لديهم فرصة ليعرضوا أعمالهم وعندما قدّموا على المسابقة كانت هناك لجنة اختارت الأعمال من دون أن تعرف أسماء الفنانين لذلك انتقيت هذه الأعمال بإخلاص شديد ومحبة أيضاً وفعلاً الأعمال كلّها ممتازة تدل على أن الشباب السوري لديه مستقبل فنّي رائع وليس علينا أن نخاف على مستقبل هؤلاء الشباب.

ولفت حميدة إلى أن أغلب الأعمال التي قدّمها الفنانون الشباب هي أعمال تجريدية وتعبيرية وعسى أن يصبح هناك ما يسمّى الفنّ التعبيري السوري وأنا شاهدت مواهب قوية ويجب تشجيعها وأعتقد أن الدكتور غياث الأخرس سيستلم هؤلاء الفنانين ليخرجوا كل ما لديهم من موهبة.

والتقت «البناء» مع بعض الفنانين المشاركين في المعرض:

الفنانة نور الملوحي قالت إن هذه التجربة مهمة بالنسبة لها خاصة أنه العمل الأول لها الذي يعرض اليوم في المركز وهي خطوة جيدة لها كفنانة. وعن لوحتها قالت إنها استخدمت الألوان الزيتية وموضوع اللوحة كان عن الخطيئة التي كانت منذ أيام سيدنا يوسف فالناس انشغلت بخطيئتها على الرغم مما يعانونه من حرب ودماء وهي تعكس ما يمرّ به مجتمعنا اليوم.

أما الفائز بالمركز الأول في المعرض الفنان حسام سرغايا عبر عن سعادته بالجائزة، رغم أنه لم يكمل دراسته الأكاديمية في كلية الفنون لكنه حصل على المركز الأول، ونالت لوحته إعجاب اللجنة وقد عبّر في لوحته عن الكثير من الأمل بالآتي، وقال إن هذه الجائزة ستحفزه على الإبداع أكثر.

أما ريم الحايك فقد اعتمدت على المساحة في لوحتها وعلى الألوان الصاخبة وابتعدت عن التكلّف وهي تعبّر عن الرمزيّة والجانب الجيد والسيئ لدى كل شخص وقد استخدمت تقنية الكولاج في لوحتها وهي شاركت في المعرض والمسابقة لأن مكان العرض في المركز ولأن التقييم كان صادقاً جداً. فاللجنة كانت تهمّهما مصداقية الفنان فنحن الفنانون المشاركون في المعرض نعتبر من رواد المركز منذ عام 2014 وأنا أرى ان هذا طرح جديد من قبل المركز.

وبدورها الفنانة روان عودة تحدثت قائلة إنه كانت لها مشاركات سابقة في معارض اقيمت بالمركز. وانا اتجهت بلوحتي الى التجريد والتشكيل. وهذا بحر كبير ليست له نهاية واسمّي لوحاتي بلا عنوان وأترك للمشاهد أن يضع العنوان الذي يراه والمركز أعطى فرصة للفنانين الشباب ليعرضوا وليشاهد الناس أعمالهم لذا نشكر الدكتور غياث على تشجيعه لنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى